إسرائيل آخر فرص هروب المصريين من البطالة ولا عزاء لـ"الانتماء".. مواقع التوظيف تكشف رغبة المصريين فى العمل بتل أبيب.. ومسئول بـ"القوى العاملة": جميع المهاجرين لها بطرق غير شرعية وأعدادهم ليست معروفة

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013 03:34 م
إسرائيل آخر فرص هروب المصريين من البطالة ولا عزاء لـ"الانتماء".. مواقع التوظيف تكشف رغبة المصريين فى العمل بتل أبيب.. ومسئول بـ"القوى العاملة": جميع المهاجرين لها بطرق غير شرعية وأعدادهم ليست معروفة صورة أرشيفية
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إعلان صغير لا تتعدى مساحته بضعة أسطر عن وظائف بأسعار مجزية، ووعود بحياة أفضل، ووسائل سريعة لتحقيق الأحلام، ثلاثة عروض هى ضالة أى شاب مصرى تحدثه نفسه بالهروب من الحدود الضيقة، التى رسمتها الظروف، ودفعت به إلى الرغبة فى الرحيل الفورى، أياً كانت وجهة السفر، التى لم تعد تشكل فارقاً يذكر، بجانب ظروف صعبة كانت هى مبرر المتقدمين للعمل فى "إسرائيل" للضرب بالمبادئ والوطنية والانتماء عرض الحائط، كما ظهر فى تعليقات المصريين على أحد مواقع التوظيف التى أعلنت عن فرص عمل للمصريين فى تل أبيب، وكشفت عن رغبة العديد من الشباب فى الهجرة إلى إسرائيل التى ظهرت كوجهة للسفر عن وطن ضاقت حدوده، وفقد شبابه ما تشبثوا به من كرامة لم تعد هناك، وانهارت خلف جدرانه مبادئ الوطنية التى هوت أرضاً أمام حاجز الفقر والعجز والبطالة.

"عايز أسافر إسرائيل حالاً، أنا مهندس وعندى خبرة 10 سنين وبحلم أهاجر، أنا محامى وعايز أشتغل فى إسرائيل، أنا خريج كلية تجارة وعندى أفكار تفيد البلد جامد"، وغيرها من التعليقات المصحوبة بالسير الذاتية، وأرقام الهواتف والبريد الإلكترونى للراغبين فى العمل بإسرائيل من المصريين على موقع للتوظيف، الإحباط الممزوج بالتضحية بالمبادئ أحياناً، ورفض الواقع أحياناً أخرى، هو ما ظهر فى التعليقات وطلبات المتقدمين بالعمل الذى رفض بعضهم الاعتراف بالأمر عند الحديث إليهم، واكتفوا بالاعتذار أو التهرب من الحديث، وشعر البعض الآخر بالخجل، بينما اتجه آخرون لتبرير الموقف الذى دفعهم للرغبة فى الهجرة إلى إسرائيل.

من بين عشرات الاعتذارات عن الحديث لـ"اليوم السابع" والتعليقات التى أظهرت رغبة واضحة لعدد لا بأس به من الشباب فى العمل فى أى دولة بعيداً عن مصر حتى وإن كانت إسرائيل، ظهرت السيرة الذاتية المفصلة لـ"حسين محمد" 38 عاماً وأحد المتقدمين بقوة، قصته مع التقديم للسفر تلخصت فى مجموعة من العبارات التى بدأها قائلاً: "ربنا هنا وهناك وأنا هصلى هنا وهصلى هناك"، لم يبدِ خجلاً من قراره بنفس القدر الذى أبدى فيه تبريره للتفكير فى الأمر، قائلاً: أنا أتخرجت من 14 سنة، ومن ساعتها وأنا بشتغل أى حاجة وكل حاجة عشان أعرف أعيش، المفروض كنت أبقى مدرس بس مصر عمرها ما بتشغلك اللى أنت عايزه".

وبلهجة لا تخلو من حسرة، يتساءل "حسين": سألت نفسى كتير أنا بعلم عيالى ليه وبعيش ليه مادام مش قادر على الحياة، الإهانة برا مصر أحسن من الإهانة جواها، وعمرى ما هخونها أكتر ما هى خانتنى".

لا يختلف موقفه كثيراً عن موقف "أحمد على" من الإسكندرية، الذى كتب طلبه بثلاثة لغات قائلاً "مصرى 22 سنة مؤهل فوق المتوسط.. عايز أشتغل"، وكأنما يصرخ برغبته فى الحصول على عمل بعد أن تخرج منذ عدة سنوات ليجد نفسه عاطلاً مثل غيره: "اشتغلت كاشير وأمن ونجار مسلح وشلت رمل وزلط، عندى استعداد اشتغل أى حاجة بس أعيش وأصرف على نفسى، أنا عارف أن دى أسوأ بلد ممكن أروحها بس برضه الفرصة مش هتيجى".

"الشنطة ورا الباب ولو ردوا عليا هطير من بكره".. جملة واحدة لخص بها "محمد فؤاد" من سوهاج موقفه من السفر، ويبرر بها ما كتبه على الموقع، قائلاً "أريد العمل فى إسرائيل فى أى وظيفة مناسبة"، لم يشعر بالخجل من رغبته ولم يحتاج لتبريرات مقنعة، واكتفى بالتعليق قائلاً: إحنا عايشين فى سجن كبير، يرضى مين اشتغل 6 سنين فى شركة بترول ولما أتعب يرمونى، ويا ريت الملاليم بتكفى العيشة".

المهاجرون لإسرائيل لا يمكن إحصاؤهم أو معرفة أعدادهم الحقيقية، كما يؤكد "علاء عوض" المتحدث الإعلامى باسم وزارة القوى العاملة والهجرة، الذى أكد لـ"اليوم السابع" أن إدارة الهجرة لا تمتلك طلباً واحداً للسفر على الرغم من أعداد المصريين المهاجرين لإسرائيل، وهى ما يوصفها "عوض" بالهجرة غير الشرعية.

ويقول "عوض": الحصول على تأشيرة السفارة الإسرائيلية لا يتم بشكل رسمى، والإدارة لم تسجل أى مصرى طالب بالهجرة لإسرائيل، وكل من نجحوا فى الهجرة والسفر استخدموا طرقاً غير شرعية كالسفر لدولة عربية ثم الانتقال لإسرائيل كسائحين.

كما حذر "عوض" من تصديق مواقع التوظيف غير التابعة للوزارة، مؤكداً أن التأشيرة الإسرائيلية ليست موضوعاً مستحباً أو طلباً يمكن التصريح به رسمياً على الرغم من قانونيته، إلا أن الظاهرة مازالت من الأمور المخجلة رغم وجودها على أرض الواقع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة