يتحدث بها حسب بعض الإحصائيات 422 مليون نسمة من البشر، ولها من المرونة قدرة فائقة على التعريب، ونظرا لأنه لا توجد معرفة بلا لغة فكانت اللغة العربية رابطا بين كثير من الثقافات العالمية.
وتعد اللغة العربية أقدم اللغات عمرا، نزل بها القرآن الكريم، كما أنها تتميز بقدرتها على الاشتقاق، وكان من أهم أهداف الاحتفالات بيوم (اللغة الأم) هو المحافظة على الهوية الثقافية فى البلدان، والاحتفاظ بالموروث الإنسانى المتنوع بعيداً عن سطوة السيادة الثقافية الواحدة التى تنتهجها بعض الدول الكبرى المهيمنة ثقافياً واقتصادياً، لتمحو بها الهوية الثقافية الصغيرة التى تعتز بها الدول الفقيرة، التى تجبرها على الذوبان فيها، غير آبهة بتراثها الإنسانى، وثقافتها التاريخية، ولهذا اليوم فضل كبير على لغات الأقليات فى جميع أنحاء العالم، ليحتفظوا بالموروث الإنسانى للأجيال اللاحقة قبل أن تنقرض لغتهم وقبل أن تذوب هويتهم فى الثقافات الكبرى التى تهيمن عليهم.
تسجل اللغة الفكر والأحاسيس، ونظرا لأن اللغة العربية بها من المعانى والجماليات الكثيرة، فعبر الشعراء والكتاب والأدباء عن أفكارهم بلغة بديعة، وسجلها التاريخ لهم، فكان العربية فكرهم الناطق، فضلا عن قدرتها على نقل المفاهيم فتتقارب الأفكار، وتنتشر المعرفة، فالصور الكلامية التى تصاغ فيها المشاعر والعواطف لا تنفصل مطلقاً عن مضمونها الفكرى والعاطفى.
إن اللغة العربية تعد بمثابة السد المانع لحماية الهوية الفكرية والثقافية لشعوبها، ومن اسمها أطلقوا علينا عرب، وقد قال فيلسوف الألمان فيخته:"اللغة تجعل من الأمة الناطقة بها كلاً متراصاً خاضعاً لقوانين، إنها الرابطة الحقيقية بين عالم الأجسام وعالم الأذهان".
ويقول الفرنسى إرنست رينان: (اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع فى تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة).
ويقول الألمانى فريتاغ :( اللغة العربية أغنى لغات العالم).
ويقول وليم ورك: (إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر).
ويقول الدكتور عبد الوهاب عزام: (العربية لغة كاملة محببة عجيبة، تكاد تصور ألفاظها مشاهد الطبيعة، وتمثل كلماتها خطرات النفوس، وتكاد تتجلى معانيها فى أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبرات الحياة).
ويقول مصطفى صادق الرافعى: (إنما القرآن جنسية لغوية تجمع أطراف النسبة إلى العربية، فلا يزال أهله مستعربين به، متميزين بهذه الجنسية حقيقةً أو حكماً).
ويقول الدكتور طه حسين: (إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصى الثقافة فحسب، بل فى رجولتهم نقص كبير ومهين أيضاً).