علاء عبد الهادى

أيوه بقيت خايف من كل حاجة

الإثنين، 16 ديسمبر 2013 06:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيوه، كرهت السياسة، وكرهت كمان كل الساسة كرهت كل اللى بيسموهم نخبة كرهت كل برامج الفضائيات، وبالذات سيرة " التوك شو " بعدما تحولت البلاد لأكبر " شو " فى التاريخ.

اعذرونى: كرهت سيرة الثورة، وأصبحت أكره أى واحد بيلبس التلفيحة الفلسطينية، وعامل نفسه من الثوار، لأنى بصراحة ما عدتش عارف مين هو الثائر: هل هو اللى مع الإخوان، وإلا اللى ضدهم وإلا اللى كان امبارح معاهم، والنهاردة انقلب عليهم؟ !هل هو اللى بيحرق أقسام الشرطة، ولو انضرب برصاصة يبقى مصاب ويا خد إعانة ولو مات ياخد لقب شهيد وأسرته تقبض معاش شهيد، لم يحصل عليه شبابنا اللى زى الورد واستشهدوا فى أشرف ميدان فى حرب 73 ومن قبلها فى 67؟

أقر وأعترف بأنى بقيت مريض.. بخاف.. أيوه بخاف من كل حاجة، وعلى أى حاجة، بخاف من حاجات كنت زمان ما بخفش منها، بخاف أمشى فى الشوارع بالليل، لوحدى زى زمان أناجى ربى وأشكى له همى خايف أترك ابنى الصغير يرجع لوحده من مدرسته اللى جوار البيت، خايف على زوجتى وعيالى، وكمان خايف على نفسى، خايف من النهاردة اللى مش عارف نهايته، وخايف على بكرة اللى تاهت معالمه، خايف من كل حاجة، وعلى كل حاجة، خايف على بلدى وعلى شغلى. كان نفسى وأنا عائد للكتابة فى " اليوم السابع " أن أكتب عن بكرة، عن حلم أعيشه وتعيشه معايا، حلم لابنى وبنتك.. حلم لمصر اللى شفناها أفكار فى قلوب عشاق ترابها، وابدا ما أترجم لأرض الواقع فى يوم كان نفسى أكتب لك عن أسرار عظمة الفراعنة فى تشييد الأهرامات وإبداع المعمارى المسلم فى تشييد مسجد السلطان حسن، وأشرح لك أسباب تسميته بهرم العمارة الإسلامية، ولا أكشف لك خبايا وأسرار بيت "الست وسيلة " فى قاهرة المعز، وإذا حبيت أهيم أنا وانت فى روائع باليه البجعة، وأحكى لك عن سر عظمة أوبرا عايدة لفيردى.. كان نفسى أكتب عن سر عمر خيرت هذا الموسيقار الذى يتحدى قنابل الدخان والمولوتوف، وكيف أمسك بعق وقلب عشاقه إلى هذه الدرجة.

ولا أكتب لك عن الدستور؟ دستور الكفار؟ ولا دستور المصريين؟ وبأى عين تقرأنى، وفى أية خانة تصنفنى؟ ولا تحب أكتب لك عن المظاهرات اليومية السلمية اللى فجأة تتحول إلى دموية، بقدرة قادر، وعادى يسقط العشرات ما بين أموات أو مصابين؟ الأمر عادى، لم يصبح مغريا للكتابة، أنه شأن يومى عادى. أنا عارف انك مثلى قرفت، وزهقت، وطهقت، وكل ما أقول: بكرة تتعدل ألاقيها تتنيل أكثر نفسى بكرة يجى، وأطلب من صديقى الكاتب خالد صلاح، رئيس التحرير يخصص لى صفحة، تماما زى ما بتعمل "الواشنطن بوست" وهى بتكتب عن معرض لتوت عنخ آمون لما بيزور أمريكا.. ولا همه بشر، وإحنا حاجة تانية، من طينة تانية غير كل البشر؟ !نفسى، ونفسك فى حاجات كثيرة يارب الحلم مايموت.. يارب مايبقى كابوس.أوعدكم انى فى المقال القادم، إن أحيانى الله، أكون أكثر تفاؤلا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة