نبيل شرف الدين يكتب ..«الجماعة» تتبنى منظومة «مسارات متوازية» لتصعيد العنف وموجة اغتيالات لعرقلة مسيرة «خريطة الطريق»

السبت، 14 ديسمبر 2013 05:35 م
نبيل شرف الدين يكتب ..«الجماعة» تتبنى منظومة «مسارات متوازية» لتصعيد العنف وموجة اغتيالات لعرقلة مسيرة «خريطة الطريق» صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بينما تسعى الدولة لفرض سيطرتها على مقاليد الأمور فى شتى أنحاء البلاد بعد موجة من العنف والفوضى التى بلغت مداها عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، فقد دخل على الخط عنصر جديد بالغ الخطورة، وهو «طلاب الجامعات»، الذين تتراوح مواقفهم بين قطاع يؤيد ثورة 30 يونيو ويناهض الإخوان، وآخر يصطف خلف الجماعة التى تستغلهم فى مواجهات دامية مع قوات الشرطة والجيش، وتتعمد أن تتصدر الطالبات الصفوف لوضع القوات فى مأزق.

وسيكتشف المتابع لما يجرى فى شتى جامعات مصر أن تحركات الطلبة تجرى وفق «نسق ممنهج»، مما يؤكد أن عقلا واحدا يدير هذه الاشتباكات بين قوات الأمن وطلاب الجامعة الموالين للإخوان، الذين أصبحوا «رأس الحربة» فى تحدى قانون تنظيم المظاهرات الذى صدر مؤخرا، فضلا عن إبقاء حالة الاضطراب والمواجهات حاضرة لوصم الوضع السياسى فى مرحلة ما بعد حكم الإخوان، لتكون بمثابة رسالة للداخل والخارج بأن النظام الحالى فى مصر عاجز عن إقرار الأمن والاستقرار فى البلاد.

يحدث هذا بالتوازى مع مسارات «الدعاية السوداء» لتشويه صورة الجيش والشرطة وكل مؤسسات الدولة، وأيضا عمليات الاغتيالات النوعية لشخصيات عامة وضباط بأجهزة الأمن المختلفة، وسياسيين وإعلاميين وصحفيين معارضين للجماعة، على أن تمضى كل هذه التحركات فى مسارات متوازية، بالإضافة لاستنزاف قدرات القوات بعمليات إرهابية فى سيناء.

وبالطبع فإن الهدف هو عرقلة خريطة الطريق من خلال أعمال عنف تثير هواجس مبررة للسلطات المصرية، التى توعدت برد حازم على أى محاولة لعرقلة مسيرة الخريطة ومحطتها الأولى المتمثلة بالاستفتاء على الدستور، لكن الأمر الذى يثير الدهشة هو عدم إقدام حكومة الببلاوى والسلطات المعنية باعتبار ما يسمى «تحالف دعم الشرعية» كيانا غير مشروع، باعتباره الجناح السياسى الذى يلعب أيضا دورا حركيا فى عمليات الحشد والتعبئة، وتجريمه والقبض على أعضائه بتهمة تشكيل تنظيم غير شرعى يستهدف إثارة العنف والفوضى والترويع، والتحريض على ذلك بشكل علنى عبر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
مسارات متوازية
ولا يتوقف مخطط «الأرض المحروقة» الذى ينفذه التنظيم الدولى للإخوان عند حدود ممارسات العنف والمواجهات الدموية ضد قوات الشرطة والجيش، لكن هناك مسارات أخرى تمضى بالتوازى مثل شن حرب الدعاية السوداء، سواء من خلال ما يوصف باللجان الإلكترونية للجماعة عبر شبكات التواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت، أو التعاقد مع شركات دعاية وعلاقات عامة أمريكية لنشر مقالات، وتغطيات مناهضة للنظام الجديد فى مصر من أجل تشويهه دوليا.

أما الجانب الأخطر فى الأمر فهو تشكيل تحالف يضم طيفًا عريضًا من جماعات الإسلام السياسى المسلحة ومعهم عناصر ممن ينتمون إلى «ميليشيات الإخوان» لتفجير موجة عنف هى الأكثر شراسة بالنظر للتطورات التى تشهدها مصر والضربة الموجعة التى تلقتها تلك الكيانات، وفشل تجربتهم السياسية، وهذا من شأنه أن يجمع خليطا لأكثر العناصر تطرفا، تتمترس بأفكار فقهية متعصبة وشعور بالاضطهاد من نظام الحكم الحالى وظهيره الشعبى والسياسى والإعلامى الذى تعتبره تلك المنظومة الإرهابية الجديدة «كفارا محاربين»، بينما يرون أنفسهم «الطائفة المؤمنة الربانية» التى تعتقد أنها مكلفة بقتالهم.

ولعل مكمن الخطورة يتمثل فى تنوع مشارب هذه المجموعات الجديدة، فهى تضم مشارب تنظيمية وحركية وفكرية مختلفة، لكن جمعتها فكرة واحدة هى شعورهم بالمرارة والهزيمة، وبالتالى أصبحت شعارات «السلمية» محض لغو فارغ يمارسه الجناح السياسى لهذه الكيانات التى تصف ما يجرى بمصر بأنه ليس صراعا سياسيا، بل «حربا مقدسة» بين الحق والباطل، وأن إطاحة مرسى ونظام حكم الإخوان فرض عليهم قتال ما يصفونها بـ«السلطة العلمانية» التى تحكم مصر وتعتبرها «كفرا صريحا»، وبالتالى فإن المواجهة المسلحة باتت حتمية بتقديرهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة