قال على لاريجانى، رئيس مجلس الشورى الإيرانى، إن تحرك الثورة فى مصر يسير نحو التقدم، وأضاف لاريجانى- خلال لقائه وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية فى طهران- "نستوعب ظروفكم والقادة الإيرانيون يرون خطواتكم تسير نحو التكامل والتقدم"، مؤكدا أن الثورة المصرية أصيلة وعريقة ومهمة بالنسبة لإيران، وأن الشعب والجيش المصرى يتميزان أيضا بالأصالة والعراقة، وأن مصر بلد كبير ذو جذور مهمة ومؤثر فى دول المنطقة والإسلام.
وأكد أن التواصل الإيرانى المصرى مهم بالنسبة إلى العالم الإسلامى، مضيفا "مقاييس ثورتنا وثورتكم متقاربة وانتصاركم انتصار لنا ومشكلة المتشددين هى مشكلة كل الدول الإسلامية، فالإسلام يقدم تعايشا سلميا مع جميع الفرق".
وشدد "لاريجانى" على أن إيران لا تعارض الدول العربية والإسلامية، منوها بدعم إيران ثورتى تونس ومصر، وأضاف قائلا: "ما نلاحظه أن العالم الإسلامى يواجه مشاكل ومتاعب جادة، وانطباعى أن الاستعمار الغربى يحاول الدخول إلى المنطقة بغطاء جديد هو إثارة الخلافات بين المذاهب"، متسائلا: "وما هذه الخلافات؟ أليس ربنا واحد وكعبتنا واحدة ورسولنا وقرآننا واحد؟، جميع الفرق والمذاهب ليست لديها فروق جوهرية وفى الفروع الضرورية لا توجد أيضا فروق".
وأردف قائلا "إن أساس هذه الخلافات هى الوكالات الأمريكية والإسرائيلية، فبعد احتلال العراق عقد السفير الأمريكى السابق زلماى خليل زاد لقاء مع إرهابيين، وقال لهم نساندكم بشرط أن توجهوا أسلحتكم نحو إيران والشيعة، وقد قاموا بهذا لأنهم يريدون أن يستفيدوا تكتيكيا من الإرهابيين".
وأضاف "أتذكر جملة بنظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة التى قالت لا تقوموا باحتقارنا لأننا كونا طالبان الإرهابية فهذا التيار والجماعة أنشأها ثالوث واحد، وأحد أعضاء هذا المثلث أمريكا وبريطانيا، وهذا التيار المتشدد الذى يقوم بتشويه كرامة العالم الإسلامى خلف هذا الستار".
وتابع لاريجانى: "تحدثت لدى زيارتى لمصر مع القادة الدينيين والسياسيين والصحافة ووسائل الإعلام والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى اعتبره شخصية حكيمة وفاضلة، كما التقيت الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل الذى يعد خبيرا فى الكثير من قضايا العالم الإسلامى".
وأكد "لاريجانى" أنه قد ظهرت الآن وثائق تؤكد أن الأمريكيين كانوا هم المحرضين لصدام حسين لشن حرب ضد إيران وأثاروا العداء ومسألة "إيران فوبيا"، ورغم هذا اعتبرت إيران نفسها واقفة إلى جانب الدول العربية على الدوام، وأول إجراء قامت به بعد ثورتها غلق السفارة الإسرائيلية وتسليمها للفلسطينيين.
وأشار إلى أنه طالما كان بين إيران ومصر توافق وثيق، وأنه منذ عهد جمال عبد الناصر والشعب الإيرانى يكن كل تقدير للشعب المصرى، ولاسيما للحرب التى خاضتها مصر مع إسرائيل فى 1973.
وأوضح أن الخمينى قدم مبدأ الوحدة على ألا يتم تحطيم المبدأ تحت أية ظروف، وحتى بعدما شن صدام الحرب ضد إيران ساندت الدول العربية صدام، ولكن عندما احتل الكويت وقفنا إلى جانب الكويت ولم تتابع إيران الخلفيات السابقة، وأشار "لاريجانى" إلى أن إحدى دول المنطقة التى توجه لزيارتها قالت إنها دعمت صدام خلال حربه مع إيران بأربعين مليون دولار.
وتساءل "ماذا ارتكبنا لنتعرض لهذا العقاب؟ نحن أزحنا حكومة ديكتاتورية مرتبطة بالأمريكان وأقمنا ديمقراطية إسلامية، وبمجرد حدوث هذا ألغت الدول العربية اتفاقيات نووية مع إيران، وفرضت عقوبات منذ فترة الحرب ضد إيران وشكل الحظر ضغطا كبيرا، كما قدمنا 250 ألف شهيد خلال فترة الحرب، وحدثت مشاكل جسدية كبيرة لمقاتلينا أثناء الحرب بسبب الأسلحة الكيماوية التى وفرتها دول أوروبية تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان".