هناك من يحاول أن يصور ما يحدث فى مصر على أنه أزمة على السلطة بين السيسى ومرسى، وهو أمر يثير الضحك إلى حد البكاء لأن الشعب عندما أراد الخلاص من حكم مرسى ومن تغول الإخوان لم يكن أحد يعرف عن الفريق السيسى شيئا أكثر من كونه وزيرا للدفاع بل على العكس كثيرون كانوا يحسبونه على الإخوان، بل تشكك وتساءل الكثيرون هل يمكن أن يتدخل الجيش أم سيترك الشعب فريسة لمطامعهم فى السيطرة على مفاصل الدولة، وأصيب آخرون بالإحباط لصمت الجيش على تجاوزرات الإخوان لعدة شهور.
أى أن رغبتنا كشعب فى الخلاص من حكم مرسى لم يكن لها علاقة بالمؤسسة العسكرية، خصوصا بعد ظهور رغبة الإخوان جليا فى تقويض وإهانة كافة مؤسسات الدولة والسيطرة على كافة مفاصل الدولة ونشر أفراد الجماعة فى كل المواقع الحيوية والحكومية.
الجزء الآخر من الموضوع أن هناك بالفعل ثورة شعبية هائلة قامت ضد نظام مرسى الحاكم، وتم عزله فعلا نزولا على رغبة الجماهير، بعدما رفض الاستجابة لمطالب الجماهير بانتخابات رئاسية مبكرة، ولم يستفد من الفرصة التى أعطاها له الجيش المصرى، إذن 30 يونيو كانت ثورة شعبية استجاب لها الجيش المصرى برغم كل الإغراءات والتهديدات والضغوط الدولية التى تعرض لها السيسى كقائد للجيش، ومعه كافة القيادات.
وقيادات الاخوان يعلمون جيدا أن مرسى لن يعود لكنهم يريدون أن يكونوا فى السلطة بأى وضع كان وهم يلقون بشباب الجماعة لطرق التهلكة للعودة للحكم، بدلا من يعطوهم الفرصة للتقارب مع الشعب والاعتذار عن جرائم الإخوان، وهم لا يبالون، حتى وإن وصل الأمر بهم لتقسيم مصر للحصول على دولة يبسطون نفوذهم عليها.
وينسون أنهم كانوا يضغطون على الشعب كله وكافة المؤسسات التيارات حتى التيارات الإسلامية نفسها كان متأججة بسبب الاقصاء أثناء حكم مرسى والأخونة قبل قيام الثورة سؤال لو لم يترشح السيسى وهو اتجاهه حتى هذه اللحظة وجاء أى شخص آخر كرئيس ماذا سيقول هؤلاء هل سيستمرون فى تصوير الشعب انه مقسوم جانبين وفريقين؟ والسؤال الثانى اذا كنا نحن كشعب من يطالب السيسى بالترشح وهو لم يتخذ أى خطوة بهذا الشأن فلماذا هناك دائما اتهامات جاهزة أنه يسيطر ويحكم، ويريد السيطرة على الحكم برغم أن رغبتنا هذه وثقتنا فيه كقيادة جاءت نتيجة لوفائه بوعوده مع الشعب وليس العكس؟
الحقيقة إننا شعب رفض حكم رئيس وطغيان جماعة وإن هذه الجماعة تعادى الشعب وتصر أن تخرب كل يوم أرض، وتسير بنظرية الأرض المحروقة فإما يكونوا موجودين أو يحرقوا مصر، وبالتالى لن يقبلهم أو يسامحهم الشعب وليست السلطة أو الجيش.
عندما ترك مرسى الحكم كانت هناك فرصة للتصالح الشعبى بين المواطنين وبعضهم وليس قيادات الإخوان لو لم يبدأوا حرق وتخريب وإرهاب، لكنهم للأسف تخلوا عن هذه الفرصة وساروا خلف القيادات نحو الهاوية.
والفرصة الأخيرة للمنتمين للإخوان هى أن يلقوا السلاح ويكفوا عن التهديد ويمتنعوا عن طاعة قياداتهم فى التخريب والتدمير، وأن يعودوا كمواطنين لحضن الوطن بلا ضغوط ولا إملاءات ويحاولوا أن يصلحوا ما بينهم وبين الشعب وليس أن يفكروا فى سلطة وحكم لن يقبل أى مواطن مصرى عودتهم إليه بعد كل ما صار منهم حتى هذه اللحظة.
نحن حقا فى معركة بين شعب يحاول أن يحافظ على وجوده وكينونته ويرفض كل صور سيطرة الغرب وبين كل أدوات الغرب التى تحاول أن تعرقل نجاحنا ولا يمكن أن نقزم معركتنا هذه ونحصرها فى أشخاص، المعركة الآن هى أن نكون جميعا وأن يكون وطننا شامخا مستقلا مستقرا أو أن لا نكون دولة من الأساس ونتحول لدويلات ممزقة يطاردها فى كل مكان شبح الانفصالات والانهيارات.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة