توفى، اليوم السبت، المؤرخ الجزائرى، أبو القاسم سعد الله، المعروف بـ"شيخ المؤرخين الجزائريين".
وتوفى سعد الله، بمستشفى عين النعجة العسكرى، بالعاصمة الجزائر، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 86 عاما، بحسب الإذاعة الجزائرية الرسمية.
وعرف سعد الله فى الجزائر، بـ"المؤرخ الموسوعة"، حيث ألف مجلدات فى التاريخ، شملت الكتابة عن الفترة العثمانية فى البلاد، وكان أشهر مؤلفاته "تاريخ الجزائر الحديث" الواقع فى 9 مجلدات.
ودرس الراحل فى جامع الزيتونة بتونس، من عام 1947، وحتى عام 1954.
وبدأ المؤرخ الجزائرى الكتابة فى صحيفة "البصائر" عام 1954، التى كانت لسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكان يعرف حينها بـ "الناقد الصغير".
ودرس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية فى جامعة القاهرة، وحاز فيها على شهادة الماجستير فى التاريخ والعلوم السياسية عام 1962، ثم انتقل إلى أمريكا فى نفس العام، حيث بدأ الدراسة فى جامعة مينيسوتا، التى حصل منها على شهادة الدكتوراه فى التاريخ الحديث والمعاصر باللغة الإنجليزية عام 1965.
وإضافة إلى اللغة العربية، يتقن المؤرخ الراحل اللغة الفرنسية، والإنجليزية، كما درس الفارسية والألمانية.
ومن أشهر مؤلفاته، "موسوعة تاريخ الجزائر الثقافى" فى 9 مجلدات، "أبحاث وآراء فى تاريخ الجزائر" فى 5 أجزاء، "بحوث فى التاريخ العربى الإسلامى" الذى تناول الفترة العثمانية فى البلاد.
ومتحدثا عن المؤرخ الراحل، قال شكيب حفرى، أستاذ التاريخ العثمانى، ورئيس قسم التاريخ واللغة التركية، واللغات الشرقية بجامعة الجزائر إن "كل الموجودين من أساتذة التاريخ تتلمذوا على يدى سعد الله"، الذى وصفه بـ"الموسوعة الحقيقة والأكاديمى الفذ الذى فقدته الجزائر".
وأضاف حفرى لوكالة الأناضول: "للدكتور سعد الله كتابات عن الفترة العثمانية فى الجزائر، ضمّنها فى مجلدات تاريخ الجزائر الثقافى، والممتدة من القرن 16".
وأشار إلى أن سعد الله فى البداية "اتخذ موقفا سلبيا من حكم العثمانيين للجزائر، حيث كان يعتقد أن الوجود العثمانى فى الجزائرى احتلال حقيقى، رفض السماح بالإبداع الثقافى".
وأضاف أستاذ التاريخ العثمانى "إلا أن سعد الله غير موقفه تدريجيا بعد عثوره على آلاف الوثائق فى الجزائر وتركيا تعود للفترة العثمانية، ظهر من خلالها أن العثمانيين شجعوا الحركة الثقافية فى الجزائر من خلال مؤسسات الأوقاف ولم يمنعوها كما كان سائدا لديه".