تحركات غير متوقعة قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا، بعد سيطرة الجبهة الإسلامية على مقار أسلحة للجيش الحر فى منطقة باب الهوى، لتخرج الإدارة الأمريكية وتقرر إيقاف المساعدات للمعارضة السورية بالأسلحة، لتتبعها بريطانيا الأربعاء الماضى هى الأخرى بتعليق المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية فى شمال البلد المضطرب.
الأمر المثير للانتباه خروج هذا القرار بعد تقديم بعثة التحقيق الدولية فى شأن استعمال السلاح الكيميائى التقرير النهائى لمفتشى بالأدلة أو معلومات جديرة بالثقة، ترجح استخدام النظام السورى للسلاح الكيميائى فى خمس مناطق هى "الفوطة الشرقية وأشرفية صحنايا فى ريف دمشق، وحى جوبر فى شرق العاصمة، وخان العسل فى ريف حلب، ومنطقة سراقب فى محافظة إدلب"، حيث أظهر التقرير بالفعل استخدام فى مواقع عدة، من بينها سراقب وخان العسل والأشرفية".
ورغم أن الولايات المتحدة حذرت من أن تراجع المقاتلين المعتدلين على الأرض فى مواجهة الجهاديين يطرح" مشكلة كبرى"، إلا أن ظهور القوات الإسلامية المتطرفة التابعة لنظام القاعدة دفع الولايات المتحدة وبريطانيا لإعلان مثل هذا الموقف، على الرغم من بعض الانشقاقات فى صف الجيش السورى الحر التى عادت للنظام السورى من جديد بعد ظهور واضح لقوة عناصر القاعدة ضمن صفوف الجيش السورى الحر، ورغم أيضا إعلان استعداد الجيش السورى الحر فى التعاون مع النظام السورى نفسه للخروج من أزمة دخول عناصر القاعدة.
وأصبح العالم الآن أمام حقيقة واضحة بأن القاعدة وضعت المعارضة السورية فى أزمة كبيرة، فمن جانب دفعت المعارضة لتغيير موقفها التى اتخذته منذ ثلاث سنوات لتسود العديد من المفارقات، وبالعودة إلى الوراء قليلا أعلن رئيس هيئة أركان الجيش السورى الحر سليم إدريس، الحرب على الجماعات الإسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة فى سوريا، واستعداد مقاتلى المعارضة للقتال إلى جانب القوات الحكومية لطرد القاعدة، ليظهر لأول مرة تغيير ديناميكى فى الثورة السورية قد يستتبعه استمرار نظام بشار الأسد، والسبب فى ذلك يعود إلى تنظيم القاعدة الذى سيؤدى إلى توحيد صفوف المعارضة والحكومة السورية .
كما تغيرت موازين أولويات المعارضة السورية، حيث أعلن اللواء سليم إدريس، أنه لم يعد تنحى الأسد من السلطة شرطًا مسبقًا، ويمكن أن يعقب "المفاوضات"، ليخفف من مطالبه قبل انعقاد محادثات السلام فى جنيف المقررة الشهر المقبل، ليأتى أخيرا الموقف الدولى بإغلاق "حنفية" المساعدات العسكرية عن الجيش السورى الحر ربما يكون لإجبار و"لى ذراع" المعارضة السورية فى التعاون أكثر من ذلك مع قوى القاعدة المتطرفة.
وأعلن صباح اليوم مسئول رفيع فى الإدارة الأمريكية _رفض ذكر اسمه _، فى صحيفة "الإندبندت" أن إدارة الرئيس باراك أوباما مستعدة للنظر فى دعم تحالف واسع للمتمردين السوريين يضم الجماعات الإسلامية، بشرط ألا تكون تلك الجماعات على تحالف مع تنظيم القاعدة وموافقة على دعم محادثات السلام القادمة فى جينيف، قائلا: "ليس لدينا مشكلة مع الجبهة الإسلامية لطالما لا ترتبط بتحالف مع القاعدة.. ونرغب فى إعادة معداتنا.
القرار الأمريكى البريطانى أربك حسابات المعارضة رأسا على عقب، حيث رفضت المعارضة السورية تحميل الجيش الحر عواقب أعمال الجماعات المتطرفة".
فيما قال رئيس هيئة أركان الجيش السورى الحر إنهم يسيرون على قدم وساق لتوحيد المعارضة السورية عدا الجماعات المتطرفة، فى حين وصف عضو الأمانة العامة فى الائتلاف السورى محمد الدندل، قرار إيقاف الولايات المتحدة المساعدات للمعارضة السورية بالمتسرع، مؤكدا فى حوار صحفى أجرته معه قناة "العربية" أن القضاء على هذه الجماعات يتم من خلال دعم الجيش الحر.
ورغم أن القرار "اللندنى الأمريكى" لم يشمل المساعدات الإنسانية، فى إيصال الدواء والاحتياجات الإنسانية للشعب السورى، إلا أنه كان حاسما فيما يخص إمداد قوى المعارضة السورية بالأسلحة غير الفتاكة للمعارضة السورية فى شمال البلد المضطرب بعد أن سيطر مسلحون إسلاميون على قواعد رئيسية للجيش السورى الحر.
وكانت "الجبهة الإسلامية" قد سيطرت مطلع الشهر الجارى على مقار تابعة لهيئة الأركان فى الجيش السورى الحر وبينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى، بعد معارك عنيفة بين الطرفين، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.
"القاعدة"تضع المعارضة السورية فى مأزق..دفعت المعارضة لتغيير موقفها..وبريطانيا والولايات المتحدة تعلنان إغلاق "حنفية"المساعدات العسكرية عن الجيش السورى الحر بسبب تطرف مقاتليها
السبت، 14 ديسمبر 2013 03:45 م