وأعلن الأهالى فى مكبرات الصوت عدم تقديم الإخوان واجب العزاء، وقاموا بطرد كل الإخوان من الجنازة وواجب العزاء.

وقال والد الشهيد- ودموعه منهمرة لا تتوقف- إن حسن كان من أحب أبنائى الستة إلى قلبى وودعنى يوم الأربعاء الماضى، فى آخر وداع، وأحسست بلهفة عليه، وهو يغادر لكنى دعيت له بالتوفيق، ولم يفارق حسن بالى لحظة واحدة، منذ تركنى فاتصلت به يوم الخميس قبل استشهاده بساعة واحدة، وكنت أتلهف لسماع صوته، وقلت له: "يا حسن يا حبيبى أنا لقيت لك عروسة جميلة، وطيبة وأهلها ناس طيبين" فقال لى "زوج شقيقى محمود الأول"، قلت له "ستتزوجان أنتما الاثنان فى يوم واحد وأفرح بكما" فقال لى "إللى تشوفه" و"دعيت له" وبعد أن صليت العشاء ونمت كعادتى استيقظت على صراخ وعويل بالمنزل، وقمت مفزوعا لأعلم بالخبر، ولم أستطع أن أتحرك وحملنى الأهالى وذهبنا إلى مستشفى الإسماعيلية العام لنجد حسن جثة هامدة.
وطالب وزير الداخلية بأن يقتص لولده ولجميع الشهداء من هؤلاء الكفرة الإرهابيين الذين لا يعرفون دينا ولا رحمة.. فما ذنب نجلى ليموت بهذا الشكل الوحشى.

أما والدة حسن آمال إبراهيم على 50 سنة، فهى فى حالة ذهول وانهيار فهى تنادى على حسن ليرد عليها.. وتقول "حسن لم يمت ودعنى يوم الاثنين الماضى وكلمنى يوم الأربعاء".. "وقبل وفاته كنت أقول له أنت أحن واحد على يا حسن خلى بالك من نفسك، إنا حاسة أنى مش هأشوفك تأنى مش عارفة ليه".. وقال لى "إنتى شفتى عروستى"، فقلت له، "زى القمر يا حسن قال خلاص يا حبيبتى،
طالما أنت موافقة يبقى على بركة الله"، "لكن فين حسن الآن" وأجهشت فى بكاء شديد ولم نستطع التحدث معها ثانية.
أما شقيقه الأكبر محمد، فقال: "ودعنى يوم الاثنين وداعا غير عادى، ولم أنساه، وقبل الحادث بـ3ساعات اتصلت عليه لأطمئن عليه.. وقال لى أنا كويس خالص ومرتاح جدا، وأنا مش عايزكم تنشغلوا على اطمئنوا من ناحيتى.. واتصلت على زملائه بالمعسكر وأخبرونى بالحادث ولم أصدق نفسى حتى الآن وكأنه كابوس.

وأضاف أن "حسن كان لديه حنية كبيرة جدا، وكان أول ما ينزل أجازة، يريحنى من العمل، ويستلم العربة، الكاروا بالحصان ويظل يعمل حتى تنتهى أجازته".
وطالب بالقصاص لأخيه حتى تبرد النار التى تشتعل بأحشائه، وقال إن شقيقى الشهيد آخر أجازة قال لى نفسى والدتى ووالدى يحجان بيت الله ويكلفا ما يكلفنا ذلك وانهمر فى البكاء وقال أطالب المسئولين أن يلبوا أمنية شقيقى الشهيد، وأن يسمحوا لوالدى ووالدتى بالحج هذا العام.
وقال شقيق الشهيد محمود، الذى ما زال فى الخدمة العسكرية الإجبارية وهو يبكى شقيقه ويقول الخونة القتلة لن ينتصروا أبدا، ونحن صامدون أمامهم وسيهزم بقوة الشعب المصرى وجيشه الصلب القوى، فنحن فداء الوطن، ولن تثنينا وترهبنا كل هذه الأفعال الدنيئة، التى لا تعبر إلا على الخيانة والدناءة والخسة فلو أنهم رجال حقا لظهروا على الملأ وطالبوا بما يريدون.
وأجهش فى البكاء، وقال لن يطفئ نار أخى، وحبيبى، إلا أن أرى من قتله أمامى لأمزقه إربأ إربأ ليكون عبرة لمن تسول له نفسه قتل خير أجناد الأرض.

وصمت فترة وقال: "كلمنى حسن قبل الوفاة بدقائق، وقال لى أنت كويس.. قلت له أنا بخير.. المهم أنت با أبو على.. قال لى العمر واحد والرب واحد، سيبها على الله، أنا حاسس أنى نفسى أكلم كل العائلة، وأمك قوى.. قلت له إن شاء الله سنتجمع قريبا بإذن الله".
وقال عبد العزيز حسن مرسى، عم الشهيد إن الإخوان هم أساس الفتن بمصر وطالب الأهالى أن يتخلصوا منهم، وأن تقوم كل قرية بتطهير الإخوان منها، وأضاف أننا منعنا الإخوان من العزاء فى مكبرات الصوت التى جبت المنطقة ليعلموا أن دماء أبنائنا الأبرياء فى رقبتهم.
وطالب بتعيين أحد أشقاء الشهيد، حتى يستطيع مساعدة والده المسن والمريض بعد فقد نجله خاصة أنه لا يتقاضى أى معاش أو راتب شهرى ثابت ولا يملك قوت يومه، ويعمل باليومية وعمل معاش لوالده يعينه على أعباء الحياة.
وقال تأمر أحمد حسن ابن عم الشهيد وزوج شقيقته إن حسن كان صاحب خلق ومتدينا ويواظب على الصلاة، وكان شهما شجاعا وكان يحب المرح والجميع يعشقه لخفة دمه.
وأضاف محمد أحمد إبراهيم على ابن خال الشهيد إنه كان فى شهر رمضان قبل الإفطار يحضر البلح ويوزع على الصائمين بنفسه، ويقول لهم ادعوا لى بالخير، وكان يحب الأطفال كثيرا ويداعبهم ودائما يعطيهم الحلوى، وآخر إجازة سافر للقنطرة، وأحضر كسوة لإخوته ومنهم بنتى جنا، والتى تبلغ من العمر سنة فقط، وكان دائم الزيارة لأقربائه وودهم وطالب المسئولين بالتصرف السريع معهم.