أكد المشاركون فى منتدى "التكنولوجيا الحيوية"، الذى نظمته اليوم شركة الخليج للصناعات الدوائية "جلفار"، بالتعاون مع "فاينانشيال تايمز"، تحت رعاية الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبى، أن إقامة قطاع مزدهر للتكنولوجيا الحيوية والبدائل الحيوية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحتاج لتخصيص مزيد من الاستثمارات من قبل القطاعين العام والخاص ووضع إطار تنظيمى واضح وصارم.
حضر المنتدى ممثلون عن الهيئات الحكومية فى المنطقة والشركات الرائدة والمستثمرون فى القطاع، محليا وعالميا، وناقش المنتدى السبل التى ينبغى على الأطراف الفاعلة فى المنطقة اتباعها لبناء وترسيخ دعائم قطاع التكنولوجيا الحيوية البالغ الأهمية.
وأكد المشاركون خلال جلساتهم النقاشية على دور القطاع الخاص، وتشجيع المستثمرين فى المنطقة والعالم ككل على اغتنام الفرص الهائلة التى يعد بها ازدهار قطاع التكنولوجيا الحيوية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما أكد المشاركون على الحاجة الملحة لوضع لوائح تنظيمية من شأنها المساعدة على تطور هذا القطاع الناشئ وضبط نموه، وتطرق المشاركون إلى تجارب البلدان المتقدمة فى مجال التكنولوجيا الحيوية، وإمكانية الاستفادة من تطور لوائحها التنظيمية وتشريعاتها.
وشكلت البدائل الحيوية محوراً رئيسياً خلال الجلسات النقاشية، لا سيما أن أوروبا اعتمدت مؤخراً أول بدائل حيوية مضادة أحادية الاستنساخ، والولايات المتحدة تنتهى الآن من وضع الصيغة النهائية لمبادئها التوجيهية بشأن البدائل الحيوية، حيث أبرز المجتمعون أن للمنطقة الآن مصلحة اقتصادية استراتيجية لاغتنام هذه الفرصة، بهدف وضع أسس متينة لتطوير قطاع البدائل التكنولوجية محليا.
والبدائل الحيوية هى منتجات طبية عامة تتكون مادتها الأساسية من كائنات حية أو تكون مشتقة من كائنات حية عن طريق الحمض النووى البشرى الصناعى أو طرق التعديل الجينى المنضبط.
من جانبه قال أيمن ساحلى، الرئيس التنفيذى لشركة جلفار، "يشكل هذا المنتدى أهمية بالغة بالنسبة للمنطقة، بالنظر للمنافع العديدة التى قد تجنيها اقتصاديات المنطقة، وقطاعاتها للرعاية الصحية من إقامة قطاع ناجح للتكنولوجيا الحيوية والبدائل الحيوية.
وأضاف أن "جلفار" تدرك التطور المتسارع الذى يشهده قطاع الرعاية الصحية العالمى، خاصة مع إحراز مزيد من التقدم فى مجال العلاجات باستخدام البدائل الحيوية، والتى أثبتت فاعليتها وجدواها، فقد قامت بتطوير نهج أعمالها لتكون شركة ديناميكية وتفاعلية تواكب اتجاهات السوق؛ وقد حققنا بالفعل نجاحات فى قطاع البدائل الحيوية، تمثلت فى إنتاج الأنسولين بكميات تغطى احتياجات المنطقة وبأسعار تنافسية".
وأضاف د. ساحلى، "أن انعقاد هذا المنتدى تحت رعاية الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبى، وبحضور ممثلين عن وزارات الصحة فى البلدان العربية، يدل على الدعم الرسمى للجهود المبذولة، بهدف تأسيس قطاع متكامل للتكنولوجيا الحيوية والبدائل الحيوية فى المنطقة".
ومن الصعب تقدير حجم استثمارات التكنولوجيا الحيوية القائمة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، غير أن بعض الحكومات العربية قد طرحت بالفعل مبادرات للبدء فى إنشاء هذا القطاع. وأنفقت المملكة العربية السعودية 350 مليون ريال فى مشاريع التكنولوجيا الحيوية خلال الفترة بين عام 2010 وعام 2012. وأنشأت دبى أول منطقة حرة للتكنولوجيا الحيوية (دبيوتك) فى العالم لجذب كبار اللاعبين العالميين المؤثرين فى قطاع التكنولوجيا الحيوية وتشجيع الاستثمارات فى هذا المجال.
كما أسست المملكة الأردنية الهاشمية مركز الأميرة هيا للتكنولوجيا الحيوية، وتستضيف جامعة أبوظبى أول حاضنة للتكنولوجيا الحيوية فى الإمارات، غير أنه يلاحظ أن المستثمرين من القطاع الخاص لا يواكبون هذه التطورات، ويبدو أنهم يبتعدون عن الاستثمار فى هذا القطاع الواعد.
وسيتم عرض نتائج وتوصيات المنتدى على الحكومات والأطراف المعنية بهذا القطاع فى المنطقة لمساعدتها على رسم ملامح مستقبل قطاع التكنولوجيا الحيوية والبدائل الحيوية فى المنطقة.
منتدى "جلفار": التكنولوجيا الحيوية تحتاج إلى استثمارات ولوائح منظمة
الأربعاء، 11 ديسمبر 2013 05:42 م
الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة