لم تتجاوز سنوات عمرها الـ 13 عاما، احتفظت نظرات عينيها بلمحات لم تغادرها الطفولة التى استقرت داخل عقل صغير لم يدرك خطورة سنواتها القادمة بعد، مشهد الطفلة التى يسوقها المجتمع من يديها لزواج فرضته عليها كارثة زواج القاصرات التى أفتى بجوازها علماء السلفيين والإخوان، الأمر الذى أدى لزيادة الظاهرة بشكل ملحوظ طوال عام من حكم الإخوان، كما رصد المجلس القومى للمرأة فى آخر دراسة بحثية عما سمته بـ"دعارة الأطفال"، وفتحت مجالاً لعرض صورة المرأة فى الفتاوى الدينية طوال عام مضى كان هو الأكثر قسوة على المرأة المصرية التى صورتها الفتاوى الدينية بشيطان يجب إقصاؤه عن المجتمع.
"زواج القاصرات، جهاد النكاح" كانت هى أبرز الفتاوى التى أفتى بها بعض الشيوخ العام الماضى فى مجموعة من التصريحات التى سمحت للأهل بتزويج فتياتهن ابتداء من سن 15 عاماً، وبعضهم من أجاز الزواج من سن 9 سنوات، الكارثة التى خرجت عن نطاق التصريحات أو الفتاوى هى ما تحولت إلى كارثة على أرض الواقع، كما أكد المجلس القومى للمرأة فى دراسة رصدت أكثر من مليون طفلة تزوجت فى سن 16 عاماً منذ عام 2011، وزادت بنسبة 22% لعام 2012-2013، كما رصد البيان زيادة نسبة الوفيات بين أعمار الـ18 عاماً نتيجة للحمل والولادة، وهى الظاهرة التى كانت موجودة بالفعل، وتعرضت لتفاقم ملحوظ بعد الإفتاء بجوازها.
وولم تكن ظاهرة زواج القاصرات هى الفتوى الوحيدة التى طرحت المرأة فى صورة قابلة للاتجار والمزايدة فى وضع الفتاوى الدينية التى تعرضت لها المرأة فى أكثر من 51 فتوى غريبة كانت أشبه بأمر المرأة بالانتحار أو ملازمة المنزل خوفاً من معصية الله، مع حدود أخرى أثناء بقائها فى المنزل مثل عدم تشغيل "التكييف" بدون وجود زوجها لأنه يعطى للجيران إشارة بوجودها فى المنزل، كما حرموا عليها النزول للدراسة لمسافة أكثر من 25 متراً، أو ملامسة الخضروات والموز، ونزول البحر لأنه يعتبر زنا، كما أن المرأة يجوز لها الزواج فى سن العاشرة لحمايتها من الانحراف، ويباح لها شراء "عبد" لا يحتاج لدفع مهراً للزواج منها، وغيرها من الفتاوى التى وصفها الشيخ السيد زايد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، بأنها اعتبرت المرأة مخلوقاً غريباً لممارسة الجنس فقط، كما طالب فى دراسة بعنوان "الفتوى الضالة عن الإخوان والسلفيين" بتقنين إصدار الفتاوى وقصر الفتوى على لجنة الفتاوى بالأزهر.
"لم تصل المرأة لتدنى أكثر مما وصلت إليه فى حكم الإسلاميين" هكذا علقت الدكتورة إيمان بيبرس، رئيس جمعية النهوض بالمرأة، عن وضع المرأة المصرية فى الفتاوى الدينية بشكل عام، وفى ظل حكم الإسلاميين بشكل خاص، وقالت "بيبرس": المرأة المصرية تعرضت لهجوم شرس من الآراء والفتاوى التى دفعت بها إلى طريق مظلم من اليأس فى التعامل مع مجتمع يرفضها، وفتاوى أساءت للدين الإسلامى.
وتضيف "بيبرس": استخدام المرأة للانترنت، وكتابة "ضحكة" على مواقع التواصل الاجتماعى، نزول المرأة كدرع بشرى فى مسيرات الإخوان، كانت أغرب ما سمعته من فتاوى فى عهد الإخوان الذى فتح مجالاً للفتوى عن المرأة لكل من "هب ودب".
ما نحتاجه هو وقف الفتوى عن المرأة سوى من مؤسسة الأزهر التى يجب أن تقف ضد هذه الفتاوى المسيئة، والتى تشوه صورة الإسلام، إلى جانب قرار دولى يضع خطاً حاسماً لزواج القاصرات وجهاد النكاح، وحملات موسعة من المجتمع المدنى للحد من انتشار مثل هذه السلوكيات والظواهر الخطيرة.
فتاوى المتشددين الأكثر عنفًا ضد المصريات.. دراسة للمجلس القومى للمرأة: سنة حكم الإخوان الأسوأ.. ومليون طفلة تزوجت فى سن 16 عاما منذ عام 2011 بزيادة 22% عام 2013 بعد فتوى "زواج القاصرات"
الأربعاء، 11 ديسمبر 2013 01:01 ص