ولا يوجد فى إسرائيل قصص شعبية حول البحر غير القصص المتعلقة بسفينة النبى "نوح" وابتلاع الحوت للنبى "يونس"، وبالرغم من ذلك، لا يزال قادة هيئة الأركان بجيش الاحتلال يعتقدون بأنهم قادرون على فرض سيطرتهم بالقوة فى مياه المتوسط والبحر الأحمر، والذى تتفوق فيه القوات البحرية المصرية وتفرض فيهما سيادتها بفضل قوة عناصرها المسلحة وتطور سلاحها.
وذكر موقع "المصدر" الإخبارى الإسرائيلى، الذى أعد تقريرًا شاملا حول سلاح البحرية الإسرائيلية خاصة "السرية 13" فى سياق الحملة الإعلامية الإسرائيلية لرفع معنويات جنودها، أن "غواصات مصر" وقوة سلاحها البحرى وصواريخ "ياخونت" الروسية لسوريا وأسلحة وصواريخ إيران البحرية لحزب الله فى لبنان، تشكل أكبر التهديدات ضد البحرية الإسرائيلية.
وأضاف الموقع الإسرائيلى، أن المسرح البحرى فى الشرق الأوسط قد تغير بشكل كبير منذ الحرب اللبنانية الثانية، زاعمًا أن سلاح البحرية الإسرائيلى تعلم الدروس، وقام بتحديث مفاهيم المناورة ورفع من مستوى كفاءته، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن العدو، فى إشارة إلى مصر والدول العربية لم يبق فى مكانه دون تقدم وقام بتحديث أسلحته بشكل مذهل، ولفت الموقع الإسرائيلى إلى أنه سيقدم لقرائه الإسرائيليين خلال الفترة القريبة المقبلة سلسلة مهمة من التقارير حول الوحدات المختلفة فى الجيش الإسرائيلى، وذلك فى محاولة منه لتقديم صورة جيدة عن جيش الاحتلال ورفع المعنويات للجنود وللإسرائيليين المدنيين أنفسهم، خاصة بعد زيادة نسبة التهرب من التجنيد والخوف من الانضمام لصفوفه، حيث أوضح أنه سيتناول خلال تقريره الأول وحدة الكوماندوز البحرى "السرية 13" (شايطيت 13).
ولفت الموقع الإسرائيلى إلى أن قائد القوات البحرية الإسرائيلية اللواء رام روتبرج، تلقى إشعارًا فى شهر سبتمبر الماضى عن تدريب مفاجئ لهيئة الأركان العامة، وأمر جميع القوات بالاستعداد للحملة الواسعة، الشاملة والمعقدة فى عمق البحر، مضيفة أن كل القوات عملت طوال النهار فى حينها وفى طليعتها مقاتلو "السرية 13"، من أجل تحقيق الإنجاز المطلوب، موضحه أن التدريب انتهى ولم يتم إخراج مخططه وتفاصيله لوسائل الإعلام.
وأوضح الموقع الإسرائيلى، أن قادة وضباط جيش الاحتلال اجتمعوا فى قاعة البيانات الكبيرة فى "حيفا" من أجل تلخيص التدريب، ورغم رضاهم تلقوا بعد وقت قصير إشعارًا بمتابعة التدريب، مضيفًا، أن المخطط الذى حاكى سيناريوهات مختلفة ومفاجآت على عدة جبهات، ركز على أهمية تنفيذ القوات البحرية مهامها بكل دقة خلال المواجهة المقبلة مع العرب، موضحًا أن جيش الاحتلال يرفع من استعداداه العسكرى وتدريباته المستمرة عقب بدء مصر فى التفاوض للحصول على غواصات ألمانية متطورة، وتوقيع السعودية على صفقة أسلحة، مشيرًا إلى أن التهديد من البحر يزداد يوميًا ضد إسرائيل خاصة عقب حصول سوريا على العشرات من صواريخ "أرض- بحر" من أنواع مختلفة من روسيا، وصواريخ مختلفة، مع رؤوس حربية بقوى مختلفة، والتى تغطى كل مساحة إسرائيل، وفى مقدمتها صاروخ "ياخونت".
وأشار الموقع، إلى أن التهديدات تصاعدت حين زادت الخشية بأن يبدأ "حزب الله" فى لبنان بالحصول على الصواريخ من سوريا، مضيفًا أن سلاح البحرية الإسرائيلى يرى أن كل ما لدى إيران انتقل إلى نصر الله، لافتًا إلى أن هذا الوضع الاستراتيجى يفهمه جيدًا قباطنة سلاح البحرية الإسرائيلى وخاصة المقدم "ج"، قائد وحدة الكوماندوز البحرى "السرية 13".
وحول طبيعة عمل "السرية 13"، قال الموقع الإخبارى الإسرائيلى، إن "السرية 13" فى الواقع هى وحدة نخبة من سلاح البحرية الإسرائيلى، ومن وحدات النخبة فى جيش الاحتلال الإسرائيلى المتخصصة فى مجال المعارك الصغيرة فى البحر والشواطئ، مشيرًا إلى أنه كان مجرد الحديث عن وجود هذه الوحدة واسمها الكامل ممنوعًا من النشر لسنوات طويلة، وأنه خلال عقود من نشاطها، قامت الوحدة بالمئات من الحملات معظمها فى أراضى الدول العربية، والقليل منها تم السماح بالنشر عنه.
وأوضح الموقع الإسرائيلى، أن "السرية 13" تأسست من أجل أن تكون قوة مهاجمة فى مياه دول الأعداء وشواطئها، وذلك من خلال استخدام طرق مختلفة من العمليات العسكرية مثل الغوص، الإغارة، التخريب، الهبوط بالمظلات، الكمائن والاقتحامات، مشيرًا إلى أنه قبل قيام دولة الاحتلال كانت قد نشطت وحدة مماثلة فى إطار عمليات "البلماخ" (قوات الصدمة، والقوة العسكرية المنتظمة لمنظمة "الهاجاناة"، والتى عملت قبل قيام إسرائيل بين السنوات 1948-1941) وكانت تسمى "الخلية الإرهابية البحرية". فى البداية، نفذت الخلية الإرهابية عمليات بحرية وبرية ضد السفن البريطانية وخلال حرب 1948 حين أضحت الجيوش العربية هدفًا لها، أغرقت الوحدة سفينة الأسلحة العربية "لينو" والتى رست فى شواطئ إيطاليا، وقامت بالسيطرة على سفينة أسلحة أخرى اسمها "أرجيرو" وأغرقت سفينة "الأمير فاروق"، وهى السفينة الرائدة فى الأسطول المصرى فى حينها، على حد قوله.
وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أنه فى تلك السنوات، تم تحديد أساليب العمليات والقتال للوحدة، بإشراف رجل كوماندوز بحرى إيطالى اسمه بيورنزو كبريوتى، وأنه بحلول عام 1949 كان هناك عدد من الخلايا الإرهابية التى تعمل معها، والتى توحدت عام 1949 فى وحدة واحدة "الكوماندوز البحرى"، والتى سميت ابتداء من شهر مايو 1952 باسم "السرية 13"، حيث يعود أصل الرقم 13 فى اسم الوحدة، وبحسب الأسطورة، جاء وفقًا لعادات المقاتلين لتناولهم الخمر حتى الثمالة فى اليوم الثالث عشر من كل شهر، وكان يوحاى بن نون أول مؤسس وقائد للسرية.
وتقع القاعدة الرئيسية لـ"السرية 13" على شاطئ "عتليت" جنوب حيفا، كما تتميز السرية حسب الموقع الإخبارى الإسرائيلى فى قدرتها على الوصول إلى الأهداف، من خلال البحر، الغوص، والمعدات فوق مائية وتحت مائية.
وتتألف الوحدة من نخبة المقاتلين الذى يسمون "الضفادع البشرية" فى جيش الاحتلال الإسرائيلى، حيث يدوم مسار تدريبها زمنًا طويلا، ويعتبر من أكثر المسارات صعوبة واحترافية فى جيش الاحتلال، كما شاركت السرية فى المئات من عمليات الكوماندوز، والتى بقيت معظمها سرية، وقد أجبر قادتها فى سنواتها الأولى على الصراع من أجل دمجها فى حملات ذات أهمية.
وعلى الرغم من ذلك، لم تعتبر حرب 1967 فترة براقة للوحدة، فقد فشلت بعض عمليات السرية، خلال الحرب، وكان هدفها تفجير سفن العدو التى رست فى موانئ مصر وسوريا، وخلال إحدى هذه العمليات، التى جرت فى ميناء الإسكندرية، تم أسر 6 من مقاتلى الوحدة.
وقال الموقع الإسرائيلى، إن السرية نفذت خلال حرب الاستنزاف منذ عام 1969 حتى 1970 عددًا من العمليات التى عززت من مكانتها كوحدة نخبة فى جيش الاحتلال الإسرائيلى، وكان من بين تلك العمليات يمكن الإشارة إلى العملية "بولموس 5"، وهى غارة على المحطة الساحلية المصرية فى رأس عربية، إلى الشمال من خليج السويس، فى هذه العملية، والتى انتهت دون إصابات فى صفوف قوات السرية، قُتل 32 جنديًا ومقاتل كوماندوز مصريين، على حد قوله.
وفى الفترة التى كان فيها جيش الاحتلال الإسرائيلى يعمل فى الشريط الأمنى على الحدود اللبنانية، كانت السرية نشطة بشكل خاص فى عمليات فى عمق الأراضى اللبنانية، وفى 5 سبتمبر عام 1997، اقتحمت السرية 13 قرية الناصرية جنوب لبنان، وفى وقت تحركها نحو هدفها، تم نصب كمين لها، وقد قُتل 11 مقاتلا من السرية فى حادثة تدعى "كارثة السرية".
وفى أعقاب هذه الواقعة، تم تعطيل أنشطة الوحدة لفترة ما، وبعد سنة من الكارثة عقد حزب الله وإسرائيل صفقة تبادل، تم خلالها إعادة جثة أحد المقاتلين الذين قتلوا فى الكارثة مقابل عشرات المعتقلين والقتلى اللبنانيين، ومعهم جثة هادى نصر الله، نجل قائد حزب الله حسن نصر الله.
وخلال انتفاضة الأقصى عام 2000، تم دمج الوحدة السرية فى محاربة المنظمات الإرهابية، وقامت خلال العمليات البحرية بتحقيق إنجازات، إذ تم الاستيلاء على سفن السلاح الفلسطينية "كارين آى" و"سنتورينى".
وفى مقابلة مع قائد السرية 13، المقدم "ج"، الذى تم تعيينه فقط قبل عدة أسابيع ليتولى قيادة جنود الكوماندوز البحرى، مع وسائل الإعلام الإسرائيلى، قال إن معظم العمليات التى تقوم بها الوحدة تتم تحت الرادار، وشدد بأنه يجب عدم الاستهانة بأعداء إسرائيل.
ولفت الموقع الإسرائيلى إلى أنه تم تسجيل التوتر الأكبر فى مياه حيفا، حين وقفت بوارج الأسطول الأمريكى قبالة ساحل اللاذقية وطرطوس، ووجهت وفقًا لأوامر رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، صواريخ "التوماهوك" صوب قواعد السلاح الكيميائى فى سوريا، من أجل تخويف نظام الأسد خلال أزمة الأسلحة الكيميائية الأخيرة. وقد أجرى سلاح البحرية سيناريوهات الاستعداد الأقصى التى سيحاول خلالها الأسد مهاجمة السفن الإسرائيلية بواسطة صواريخ متقدمة. ومنذ ذلك الحين، فإن سلاح البحرية متأهب دومًا.



