أكد قاتل مدان من عصابة المافيا فى المحكمة، اليوم الأربعاء، أن توتو رينا، الزعيم السابق لعصابة "كوزا نوسترا" فى صقلية، سئل فى أوائل تسعينيات القرن الماضى من جانب مسئولين إيطاليين بارزين بشأن رأيه فى عقد اتفاق سرى يقضى بعدم الاعتداء.
ويأتى هذا الادعاء المثير فى ظل محاكمة رفيعة المستوى، حيث يواجه سياسيون بارزون ورجال شرطة ورجال عصابات اتهامات بالتآمر ضد الدولة وشهادة الزور.
ونقل جيوفانى بروسكا- الذى حكم عليه بالسجن المؤبد لقتله عام 1992 أحد ممثلى الادعاء المناهضين للمافيا جيوفانى فالكونى- عن "رينا" قوله بعد جريمة القتل "لقد تقدموا، لقد طلبوا منى تحديد ما الذى أريده لوضع حد لهذا وسلمت لهم قطعة من الورق عليها طلباتى".
وتابع بروسكا "كان سعيدا للغاية، لم يخبرنى رينا عن الشخص الذى أعطاه الورقة، لكنه أبلغنى أنها وصلت فى نهاية المطاف إلى أيدى وزير الداخلية الأسبق نيكولا مانشينو".
وقد شنت عصابة كوزا نوسترا سلسلة من الهجمات فى عامى 1992 و1993 ووضعت قنابل فى فلورنسا وروما وميلانو، مما أسفر عن مقتل فالكونى، وممثل ادعاء بارز آخر هو باولو بورسيلينو، وسياسى له صلات بكوزا نوسترا وهو سالفو ليما.
ويشك ممثلو الادعاء العام فى أن المافيا الصقلية كانت تحاول تخويف الدولة الإيطالية لكى تخضع لها، وأشاروا إلى أن السلطات ردت بتخفيف أحكام بالسجن بحق أكثر من 300 سجين تابعين للمافيا وعدم ملاحقة أعضاء العصابة الهاربين.
ووفقا لممثلى الادعاء، تم إبرام الاتفاق بواسطة برناردو بروفنزانو، الذى ساعد الشرطة فى اعتقال رينا عام 1993، مقابل عدم اعتقاله، فضلا عن وراثة قيادة كوزا نوسترا، لكنه اعتقل فى نهاية المطاف عام 2006.
وتشمل القضية مانشينو وبروسكا ورينا من بين 10 متهمين، إضافة إلى ثلاثة من قادة الشرطة الخاصة السابقين ووزير سابق ومارسيلو ديللوترى، وهو شريك لرئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكونى يشتبه فى أنه متورط مع المافيا. ورأت المحكمة أن بروفنزانو مريض للغاية، ولا يستطيع أن يمثل أمام المحكمة.
المافيا تكشف عن عرض مع مسئولين إيطاليين اتفاق عدم اعتداء
الأربعاء، 11 ديسمبر 2013 09:36 م