مع كامل الاحترام والتقدير للأهلى، لا أعرف لماذا يبدو لنا نحن معشر الزملكاوية وكأنه امرأة متفجرة الأنوثة، ممشوقة القوام، عفية الخطوة، لا يحلو لها أن تتباطأ وتتهادى وتستعرض مفاتنها الساحرة إلا أمام مجموعة من العجائز المحرومين الذين يجلسون على «قهوة المعاشات»، ولم يعد أجمد واحد فيهم يصلح لعمل شىء سوى احتساء الينسون، ولعب الطاولة.
«ربنا يهد القوى».. هذه الجملة هى أول رد فعل تلقائى يصدر مشبعًا بالغل والحسرة عن العجائز المفروسين، اللى هم إحنا، لكن الله عز وجل لحكمة لا يعلمها إلا هو لا يستجيب لهذه الدعوة، رغم ما تحمله من حرارة الرجاء، وصدق التضرع، ويظل الأهلى صائد البطولات، ومحطم الأرقام القياسية. والحق أن «تخليص» الماتش فى الوقت بدل الضائع أصبح هواية يمارسها لاعبو الوسط والهجوم فى نادى القرن. ومن فضلك لاتقل لى إن هذه هى روح الفانلة الحمرا، حيث يتسم لاعبو الأهلى بالإصرار والعند، وهذا ما انعكس على المنتخب الذى يعتمد على معظم النجوم الأهلاوية. نعم لا تردد هذا الكلام أمامى لأنه مجرد ضحك على الذقون، وإلا فأين كانت هذه الروح حين تلقينا سداسية غانا. الحق أننا لعبنا بروح الفانلة البمبى، وهى الروح الحقيقية التى تظهر وقت الشدة، ويحرص منتخبنا الوطنى العزيز على التمسك بها فى المباريات المصيرية.
نحن الزملكاوية من الآخر «مفروسين ومتغاظين»، هذه حقيقة لا ننكرها، وشرف لا ندعيه، لكن بذمتك يا شيخ سايق عليك النبى، ألسنا على حق؟ يعنى عندما ننظر أمامنا فنجد «فريق القرن» هذا ينجو من أصعب المباريات بزحمة ودربكة داخل منطقة جزاء الخصم، ألا يحدث هذا ببركة دعاء الوالدين؟ ألا يعتمد الفريق فى بناء أمجاده على الشعار الخالد: قيراط حظ ولا فدان شطارة؟ بينما فريقنا الموكوس يلعب مبارياته بمنطق: قليل البخت يلاقى العضم فى الكرشة. إن نادى القرن الذى كان سبب وكستنا فى كوماسى، هو نفسه الذى ذهب لبطولة كأس العالم للأندية فى المغرب، بينما الزمالك الذى أنقذ شرف أم الدنيا فى مباراة العودة أمام النجوم السمراء يمكنه أن يشرب مثلى الآن كوبًا مغليًا من الحلبة الحصى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة