أمهات وزوجات "الأسرى الفلسطينيين" بين اليأس والرجاء.. ورئيس الهيئة العليا لمتابعة شئون الأسرى والمحررين: لدينا أكثر من 5000 أسير منهم 270 طفلاً و17 سيدة و25 مصابًا بـ"السرطان" داخل المعتقلات

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013 05:59 م
أمهات وزوجات "الأسرى الفلسطينيين" بين اليأس والرجاء.. ورئيس الهيئة العليا لمتابعة شئون الأسرى والمحررين: لدينا أكثر من 5000 أسير منهم 270 طفلاً و17 سيدة و25 مصابًا بـ"السرطان" داخل المعتقلات أُسَر الأسرى الفلسطينيين
رسالة رام الله– محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسرى فلسطينيون وراء قضبان سجون الاحتلال لثلاثين عامًا، منهم مرضى بأمراضٍ خطيرة، لا يحظون بالعلاج، ومنهم أبرياء بلا جريمة، ولا يجدون إلى الحرية سبيلا، وثمة أمهات حزينات على فلذات الأكباد، الذين لا ذنب لهم إلا أنهم قالوا "لا للاحتلال" وصرخوا بكل إمكانات حناجرهم "هذه الأرض لنا".


"اليوم السابع" التقى فى رام الله بأمهات وزوجات عدد من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين بسجون الاحتلال الإسرائيلى، يعيشن مأساة دامت لعقود من الزمن، فى محاولة لوضعها أمام كل صاحب ضمير فى العالم العربى والمجتمع الدولى.


"أم مازن".. والدة الأسير صاحب عملية تدمير أول دبابة "ميركافا"


تقول أم مازن العجوز التى تبلغ من العمر 75 عاما، واعتقل ابنها الثانى "ناهض فرج جدوع" عام 2007، وهى الآن تعيش على أمل أن تراه قبل الموت، وهى باكية "أتمنى يبيعونى البيت، ويطلع ابنى من الأسر، لم يعد لدىَّ أمل فى الحياة، إلا أن أحضن ابنى، وأضمه بين ذراعى، قبل أن ألقى ربى، هو يعطينى أملاً ومعنويات مرتفعة رغم أن قدميه مبتورتان، لقد صارت الأرض فراشى والسماء غطائى".


وتضيف أم مازن "حُكِمَ على ابنى بالمؤبد ثلاث مرات من المحكمة الإسرائيلية وبُتِرَت قدمه الأولى قبل دخوله السجن فى الصراع على السلطة بين حركتى حماس وفتح فى قطاع غزة، والثانية تم بترها أثناء هروبه من قوات الاحتلال الإسرائيلى قبل أن يلقوا القبض عليه حيث أطلقوا عليه رصاصة فى العصب الرئيسى بقدمه اليسرى مما استوجب بترها قبل دخوله السجن".


وتروى أم مازن قائلاً "ناهض كان أول مقاوم فلسطينى قام بتفجير الدبابة ميركافا، سنة 2006 وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين فى هذه العملية ولم تتمكن إسرائيل من القبض عليه فى ذلك الوقت، وظل فى قطاع غزة حتى تولت حماس السلطة هناك وقاموا ببتر قدمه لأنه كان تابعا للجهاز الأمنى لحركة فتح، وبعد بتر قدمه اليمنى هرب إلى الأردن وخلال عودته للضفة الغربية تم القبض عليه من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلى".


وتستطرد أم مازن قولها "عندما أصيب قطعوا ساقيه بدلا من علاجه.. فأنا أفتخر بابنى بس يكون له رجلان يمشى، فلديه ثلاث بنات وعنده زوجته وأولاده فى غزة، وقد حُرِمَ أولاده من زيارته منذ اعتقاله منذ سبع سنوات وحتى الآن".

ووجهت أم الأسير ناهض للفريق أول عبد الفتاح السيسى رسالة قالت فيها "يا عبد الفتاح انقذ مصر من الإخوان.. دول خربوا غزة وعايزين يخربوا مصر، ربنا يحميك يابنى انت وكل اللى زيك".


وتعيش أم مازن فى ظروفٍ اقتصادية سيئة للغاية حيث تحصل على معاش قيمته 25 دينارا أردنيا فقط، ببلدة "الأمعيرة" ولا تزال تنتظر خروج ابنها من السجن.

خالدة.. زوجة أسير قتل 9 إسرائيليين.. وتعانى قبل كل زيارة له

من جانبها تقول "خالدة"، زوجة أسير يقضى حكم بـ9 مؤبدات بما يعادل 50 سنة سجن، فى المعتقلات الإسرائيلية، قائلة "أنا زوجة محمد عبد الرحمن مصلح، أسير منذ عام 2001، وكانت ظروف اعتقاله سيئة، وحينها كان عمر طفلى 4 شهور، وأصبح الآن 12 سنة ونصف، ولم يراه حتى الآن، فأنا أعانى من المنع الأمنى، ولا أستطيع زيارة زوجى فى البداية لأننى كنت ممنوعة أمنيًّا من دخول السجن ولا أعرف ما هى الأسباب".

وتضيف خالدة "أول ما سُجِنَ زوجى مُنِعت حوالى 8 سنوات لم أره نهائيًّا ثم خرج تصريح لى بزيارته، وأصبحت الزيارة كل ستة أشهر أو كل سنة مرة.. فالاحتلال يعاقبوننا بالتفتيش السيئ وإهانة الأهالى، والأمهات، ويذلون الأسير بأن تتعرى أخته أو أمه قبل أن يدخلوننا لزيارته".

وعن سبب اعتقاله قالت خالدة "كان مسئول خلية من كتائب شهداء الأقصى واتهم بقتل 9 إسرائيليين، وكان موظفًا فى المجلس التشريعى الفلسطينى، وأنا أعيل نفسى وابنى، وأعيش على راتب زوجى من السلطات الفلسطينية، أنا فخورة كثيرا ولا أندم على مشاركته فى المقاومة ضد الاحتلال.. وأحلى كلمة بيحب يسمعها منى كل لما بزوره أننى مستنياك وسأنتظرك، وهو لا يزال عنده أمل من أول يوم سُجِنَ فيه بأنه سيخرج مرة أخرى".

"سميرة".. أم لأسيرين مريضين داخل سجون الاحتلال وطفل شهيد عمره 14 عاما

أما "سميرة" أم شادى، فقد قتلوا طفلها الصغير وبعدها أسروا الاثنين الآخرين، فروت معاناتها وكفاحها مع أبنائها المعتقلين بالسجون الإسرائيلية، قائلة "لدى ابنان معتقلان، رمزى عمره 37 سنة، ومحمد 36 سنة، والشهيد صابر، كان عمره 15 سنة، والذى استشهد عام 2000".


وتضيف أم الشهيد "بعد استشهاد صابر بسنةٍ واحدة، أصيب محمد، وبُتِرَت ساقه، وبعدها بسنة، أسروه، وأصيب بالعمى، نظرًا لإهمال علاج إصابته، كما أصيب بالصمم، أيضًا وأصبح عنده التهاب رئوى، ولا يتلقى أى علاج فى سجون الاحتلال".

وعن معاناة ابنها الثانى قالت أم الشهيد "ابنى الثانى رمزى، اعتقلوه بعد اعتقال أخيه بسنة، بتهمة القتل، ويعانى التهاب بالمعدة، ولا يتلقى علاج، وأسروه أثناء عرسه يوم فرحه"، مضيفة أنه حُكِمَ عليه بـ3 مؤبدات و30 سنة بسجن "عسقلان".


وتضيف والدة الأسرى والشهيد الطفل "يسمحون لى بالزيارة بعد عناء طويل، وتكون مدة الزيارة ساعة واحدة فقط، ولا أستطيع سماعه، ولا هو سامعنى، ولا يرانى".


أوضحت سميرة "إسرائيل اتهمت ابنى الاثنين، بقتل إسرائيليين، ولكن الجيش الإسرائيلى قتل نجلى برصاصة عيار 800"، متسائلة وهى تبكى "أليس إنسان مثلهم؟".


"وفاء أبو غلمة".. زوجة الأسير المتهم باغتيال وزير السياحة الإسرائيلى عام 2002

"وفاء أبو غلمة"، زوجة الأسير عاهد أبو غلمة المعتقل منذ 2002 بتهمة اغتيال وزير السياحة الإسرائيلى، رحبعام زئيلمى، حُكِمَ عليه بالمؤبد فى سجن بحيفا داخل إسرائيل، وفُرِضَت عليها إقامة جبرية.


وتضيف أبو غلمة "بعد سنة انتهت الإقامة الجبرية، وحصلت على تصريح بزيارتِه، وفى 2009 مُنِعت من الزيارة بعد سحب التصريح وكان السبب هو الرفض الأمنى دون أسباب، وقيل لى إن تنقلى من الضفة لزيارته يشكل عليهم خطرا أمنيًّا".


وأضافت زوجة الأسير "لدى ولدان وبنت، يعانون أكثر منى، فنجلى قيس لم ير أبوه منذ كان فى الخامسة من عمره، ومكث زوجى عامين ونصف فى السجن الانفرادى، وكان ممنوعا عليه أن يرى أى شخص، وكان لا يرى غير الأسير الذى معه فى الزنزانة، وبعد خروجه من العزل الانفرادى، أصبح أولاده يزورونه، وحتى أبوه البالغ من عمره 80 سنة ووالدته ممنوعان من زيارته لأسبابٍ أمنية".


وروت أبو غلمة معاناتها مع الاحتلال قبل زيارة زوجها، قائلة "عندما نزوره نتعرض إلى التفتيش العارى فى غرفة مغلقة، ولا ندرى من يقوم بتفتيشنا، هل هى جندية أم جندى، وقبل عملية التفتيش ننتظر لساعاتٍ طويلة، فى حماماتٍ لا تصلح للاستخدام الآدمى".


من جانبه، قال أمين شومان، رئيس الهيئة العليا لمتابعة شئون الأسرى والمحررين بالسلطة الفلسطينية، والتى تأسست عام 2004 وأشرف على شئونها الزعيم الراحل ياسر عرفات، التى تعمل على تفعيل الحراك الشعبى وتسليط الضوء على المستوى المحلى والعربى والدولى وعلى المستوى السياسى والقانونى لمعاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلى، "هناك الآن أكثر من 5000 أسير فلسطينى موزعون على كافة السجون الإسرائيلية، و1500 من فى حالة مرضية صعبة، و180 يحتاجون لعمليات جراحية سريعة و39 حالة خطرة للغاية و25 مصاباً بالسرطان، و11 أسيرا قعيدا، بالإضافة إلى أسرى فقدوا البصر مثل الأسير محمد الأبراش، و270 طفلا أسيرا، و17 أسيرة فلسطينية وأسرى إداريين، و13 نائبا ووزيرين سابقين، بجانب أسرى مضربين عن الطعام فى إضراب مفتوح منهم الأسير حماد المضرب عن الطعام لمدة 200 يوم حتى الآن، والأسير أكرم البسيسى، المضرب عن الطعام لليوم الـ50 على التوالى".


وطالب شومان من "اليوم السابع" ووفد الإعلام المصرى الذى زار رام الله مؤخرا أن يكونوا الضمير الحى لنقل أزمة الأسرى للعالم أجمع، مضيفًا أن الحملة الإعلامية الفلسطينية الدولية لنصرة الأسرى داخل السجون تم إطلاقها يوم الخميس الماضى.


وناشد المسئول الفلسطينى الشعب المصرى الذى وصفه بـ"ضمير الأمة العربية"، بمساندة قضية الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، لتوصيلها للمجتمع الدولى.
















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة