يحيى الرخاوى

ذكريات متفرقة من وحى عيد ميلاد نجيب محفوظ

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكنت‏ ‏قد‏ ‏اتفقت‏ ‏مع‏ ‏يوسف‏ ‏القعيد‏ ‏وجمال‏ ‏الغيطانى ‏وزكى ‏سالم‏ ‏أن‏ ‏نخرج‏ ‏صباح‏ ‏هذا‏ ‏اليوم‏ ‏"الأحد‏" ‏إلى‏ ‏الشمس‏ ‏ليكون‏ ‏ذلك‏ ‏أول‏ ‏خروج‏ ‏له‏ ‏بعد‏ ‏الحادث‏، ‏ليستعيد‏ ‏بالتدريج‏ ‏إيقاع‏ ‏حياته‏ ‏العادية‏ ‏ما‏ ‏أمكن‏ ‏ذلك‏.
ما زلت برغم تصاعد دفء العلاقة وإزالة الحواجز، لا أعرف كيف يتحاور معه المريدون، فأنا –كما ذكرت- لم أحضر مجالسه معهم قبل ذلك أبدًا.
رفضت وصفى بأنى طبيبه الخاص خشية تصور أننى أقوم بدور التطبيب النفسى، ولعل هذا النفى، بل وتبادل الأدوار، هو الذى حضرنى فى شعرى لاحقًا فى أحد أعياد ميلاده أثبت فيه أن شيخى هذا هو الذى كان يعالجنى -نفسيًا- طول الوقت.
الأهرام: 15/12/2003 فى ‏عيد‏ ‏ميلاده‏ ‏الـ‏ "92"
صالحتنى ‏شيخى ‏على ‏نفسى‏..
‏‏ما‏ ‏عاد‏ ‏رسم‏ ‏الحرف‏ ‏يقدر‏ ‏أن‏ ‏يحيط‏ ‏ببعض‏ ‏ما‏ ‏يوحيه‏ ‏لى‏، فى ‏عيد‏ ‏مولدك‏ ‏الجميل‏، ‏فجر‏ ‏جديد‏.‏
فى ‏كل‏ ‏عام‏ ‏أحمـد‏ ‏الله‏ ‏الكريم‏ ‏وأرتجيه‏ ‏يكون‏ "‏يومى ‏قبل‏ ‏يومك"،
‏وأعود‏ ‏أكتشف‏ ‏الحقيقة‏ ‏أننى ‏لم‏ ‏أصدق‏ ‏الله‏ ‏الدعاء‏.
‏طمعًا‏ ‏بأن‏ ‏نبقى ‏معًا‏ ‏عامًا‏ ‏فعـامًا‏.‏
‏ ‏كم‏ ‏أنت‏ ‏سهـل‏ ‏معجز‏ ‏تسرى ‏كمثل‏ ‏الماء‏ ‏إذ‏ ‏ينساب‏ ‏عذبًا‏ ‏رائقًا‏ ‏بين‏ ‏الصخور‏ ‏من‏ ‏الجليد‏ ‏وقد‏ ‏تربع‏ ‏شامخًا‏ ‏فوق‏ ‏الجبل‏.‏
زعموا‏ ‏بأنى ‏قادر‏ ‏أشفى ‏النفوس‏ ‏بما‏ ‏تيسر‏ ‏من‏ ‏علوم‏ ‏أو‏ ‏كلام‏ ‏أو‏ ‏صناعة.
عفوًا‏، ‏ومن‏ ‏ذا‏ ‏يشفى ‏نفسى ‏حين‏ ‏تختلط‏ ‏الرؤى، ‏أو‏ ‏يحتوينى ‏ذلك‏ ‏الحزن‏ ‏الصديق‏ ‏فلا‏ ‏أطيق؟
حتى ‏لقيتــك‏ ‏سيدى، ‏فوضعت‏ ‏طفلى ‏فى ‏رحابك‏. ‏طفل‏ ‏عنيد‏. ‏مازال‏ ‏يدهش‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏من‏ ‏جديد‏.‏
صالحتـنى ‏شيخى ‏على ‏نفسى ‏حتى ‏صرت‏ ‏أقرب‏ ‏ما‏ ‏أكون‏ ‏إليه‏ ‏فينـا‏،‏
صالحتـنى ‏شيخى ‏على ‏ناسى، ‏وكنت‏ ‏أشك‏ ‏فى ‏بــله‏ ‏الجماعة‏ ‏يخدعون‏ ‏لغير‏ ‏ما‏ ‏هـم‏.‏
‏ ‏صالحتـنى ‏شيخى ‏على ‏حريتى‏، ‏فجزعت‏ ‏أكثر‏ ‏أن‏ ‏أضيع‏ ‏بظل‏ ‏غيرى. ‏
صالحتنى ‏شيخى ‏على ‏أيامنا‏ ‏المرة‏ ‏مهما‏ ‏كان‏ ‏منها‏. ‏
علمتنى ‏شيخى ‏بأنا‏ ‏قد‏ ‏خـلقنا‏ ‏للحلاوة‏ ‏والمرارة‏ ‏نحمل‏ ‏الوعى ‏الثقيل‏ ‏نكونـه‏ ‏كدحًا‏ ‏إليه‏.‏
وسألته‏ ‏يوما‏:"‏هل‏ ‏ثم‏ ‏حل‏ ‏فى ‏الأفق"؟‏
فأجاب‏ ‏يحفز‏ ‏هـمـتى‏: "‏كلا". ‏
فسألته‏ ‏جزعًا‏: ‏لماذا‏‏؟‏ ‏
قال‏: "صاحبـنا‏ ‏تصور‏ ‏أنه‏ ‏صار‏ ‏المسيح‏ ‏المنــتـظـر‏"
قلت‏: "‏الصليب‏ ‏نهايتــه‏.."؟
فأجاب‏ ‏وهو‏ ‏يكاد‏ ‏يقرص‏ ‏بعض‏ ‏أذنى‏: "‏لسنـا‏ ‏يهـوذا"..‏وهو‏ ‏ليس‏ ‏المنتظــر‏.‏
من‏ ‏وحى ‏أحلام‏ ‏النقاهة‏ -‏سيدى‏- ‏نشطت‏ ‏خلايا داخلى‏:‏
‏"فحلـمـت‏ ‏أنىَّ ‏حامـل‏،
‏وسمعت‏ ‏دقــا‏ ‏حانيا‏ ‏وكأنه‏ ‏وعد‏ ‏الجنين‏.
‏جاء‏ ‏المخاض‏ ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏أبدًا‏ ‏عسيرًا‏
‏وفرحت‏ ‏أنى ‏صرت‏ ‏أما‏ ‏طيبة‏
‏لكننى ‏قد‏ ‏كنت‏ ‏أيضا‏ ‏ذلك‏ ‏الطفل‏ ‏الوليد‏
‏فلقفت‏ ‏ثدى ‏أمومتى‏
‏وسمعت‏ ‏ضحكا‏ ‏خافتا‏
‏لا‏.. ‏ليس‏ ‏سخرية‏ ‏ولكن‏.‏
وسمعت‏ ‏صوتا‏ ‏واثقا‏ ‏فى ‏عمق‏ ‏أعماقى ‏يقول‏:
"‏المستحيل‏ ‏هو‏ ‏النبيل‏ ‏الممكن‏ ‏الآن‏ ‏بنـا". ‏
لمست‏ ‏عباءتــك‏ ‏الرقيقة‏ ‏جانبا‏ ‏من‏ ‏بعض‏ ‏وعيي‏،
‏فـعـلـمـت‏ ‏أنـــك‏ ‏كـنـتـه".‏
وصحوت‏ ‏أندم‏ ‏أننى ‏قد‏ ‏كنت‏ ‏أحلم‏.‏
شيخى ‏الجليل‏:
سامح‏ ‏مريدك‏ ‏إذ‏ ‏تتطاول‏ ‏فاستباح‏ ‏القول‏ ‏دون‏ ‏البوح‏ ‏يشطح‏ ‏تحت‏ ‏ظل‏ ‏سحابة‏ ‏الغفران‏ ‏والصفح الجميل








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

انت راجل

كئيييييييييييييييييييييييييب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة