مثقفون يؤكدون أهمية دور رأس المال الوطنى فى الاستثمار الثقافى

السبت، 09 نوفمبر 2013 12:25 م
مثقفون يؤكدون أهمية دور رأس المال الوطنى فى الاستثمار الثقافى جانب من الندوة
رسالة الشارقة - بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


اعتبر المشاركون فى ندوة فكرية حملت عنوان "أخيراً الثقافة فى قبضة رأس المال"، عقدت فى ملتقى الكتاب، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الثانية والثلاثين، أن العنوان مهم وذكى ويتيح لكافة المتحدثين والمشاركين حرية التعبير عن آرائهم، وأكدوا أهمية دور رأس المال الوطنى فى الاستثمار الثقافى، وشاركت فيها الكاتبة والناقدة المصرية، الدكتورة أمانى فؤاد، والشاعر والإعلامى السورى، فادى عزام، والأديب والمسرحى العراقى، عبد الإله عبد القادر، وأدار الندوة نواف يونس.

وتحدثت الدكتورة أمانى فؤاد، عن مفهوم الثقافة بشكل عام، والمثقف الحقيقى الذى لا ينضوى تحت أية سلطة، وضربت مثالاً على ذلك، بأبى حيان التوحيدى، حيث اعتبرته أعظم مثقفى القرن الرابع الهجرى، لكنه بالنتيجة استجدى السلطة، الأمر الذى يطرح تساؤلاً حول لماذا يستجدى المثقف السلطة، وأية سلطة، وهل يبقى مثقفاً عندما يستجدى. وقالت إن العنوان مهم، وقد يكون مضللاً، فكيف تكون ثقافة حقيقية، وفى نفس الوقت فى قبضة سلطة ما، وتطرقت إلى تعريف الثقافة العام الذى يعرفه الجميع، ومن ثم تعريفها الخاص بأنها صور الوعى الاجتماعى التى ينتجها المفكرون والمبدعون، والثقافة فى رأيها قد تكون جماهيرية أو شعبية أو نخبوية، وقد تصنف بصفتها محلية أو عالمية أو تابعة وبين بين.
وتابعت: المثقف يطرح علينا أسئلة محرجة، ويجب عليه رواية الحقائق، وأن المثقف انشقاقى بطبعه، ورافض للسلطة، وهو بالتأكيد هاوٍ لإنارة الوجوه التى يتم التعتيم عليها.

وذكرت أن المثقف عادة يكون مثقفاً فردياً أو ظاهرة فردية، وضربت مثالاً على ذلك، على عبد الرازق وطه حسين، فهما برأيها حالات فردية فقط، وعليه فالثقافة ظاهرة فردية تعبر عن مثقف حقيقى، باعتبار أن الحقيقة لا تنضوى تحت أية سلطة، وقالت حتى لو تم العمل على تدجين المثقف، سيبقى هناك مثقفون قادرون فى لحظة من اللحظات على التخلى عن مناصبهم وامتيازاتهم لمصلحة هدف يسعون إليه، وقالت: أدركت الرأسمالية العربية عموماً والمصرية خصوصاً، أنه يمكن قيادة الجماهير من خلال الإعلام، والهدف من ذلك، تكريس بقاء الوضع السياسى العام كما هو، ورغبة فى الهيمنة على السلطة، لافتة إلى أن المثقف الحقيقى فى الإعلام نادر الوجود.

وقالت هناك خطاب دينى متأخر جاهل رجعى، قدم لنا مثلاً جهاد النكاح وإرضاع الكبير، فبأى منطق يسيطر رجل الدين على العقول، إنه خطاب دينى متأخر وقنوات إعلامية وأحكام مجانية، وكل ذلك أدى إلى ظهور تير صهيوإسلامى، وبالتالى فإننا نحتاج إلى نوع من الغربلة، وتساءلت: متى نجد المثقف الحقيقى النخبوى المشتغل لمصلحة إنسان مطلق وعالمى، ومتى نجد رأسمالية الدولة وليس المؤسسات والأفراد، مشيرة إلى أن مفهوم عبادة الفرد والفردية يتنافى مع وجود مثقف حقيقى.

وبدوره، تحدث الشاعر والإعلامى، فادى عزام، عما أسماه انطباعات شخصية، تجاه تعاظم رأس المال وأثره فى الثقافة، متطرقاً إلى الصراع بين المثقف والسلطة، وقد استدل برواية «المثقفون» لسيمون دو بوفوار، وفيها تطرح المؤلفة العديد من الأسئلة، منها الدور الذى يجدر أن يتخذه المثقف من دون أن يتخلى عن استقلاليته. وجاءت هذه الانطباعات الشخصية كما قال، على الرغم من كثرة قراءاته فى هذا الموضوع، لكنه سرعان ما وجد نفسه يعود إلى الانطباعات الشخصية وطرح التساؤلات بعيداً عن مرجعيات، مشيراً إلى مقولة منسوبة إلى جوبلز الألمانى، وزير إعلام هتلر، تقول: كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسى.
واستحضر حكاية تتحدث عن واقعة بين هولاكو وشاعر، قيمه مباشرة بأنه لا يستحق ثمن حزامه الذى يلبسه، ليصل إلى أن دور المثقف كشف المستور ومماحكة السلطة، موضحاً أن تصادم المثقف مع السلطة يكشف عن تصادم مع سلطة دينية وعسكرية ورأسمالية، قائلاً: التصادم مع الحاكم، يعنى تصادما مع الكاهن والعسكرى والبنك.

وقال: لا يدرك المثقف قيمة نفسه وثقافته، بعد أن تم تفريغه من محتواه، وهدم الكلمة، وأشار إلى أن الصحافة العالمية تتحدث عن هجرة المثقفين العرب إلى الخليج عموماً والإمارات خصوصاً، وتساءل عن دور الثقافة فى كسر الأنماط السابقة.

وبدوره، تحدث الكاتب والمخرج والمسرحى، عبد الإله عبد القادر، قائلاً: لا ثقافة تقوم من دون دعم مالى، والمؤسسة الثقافية التى لا تملك ما يدر عليها أرباحاً لا يمكن لها أن تستمر، لافتاً إلى أن دور وزارات الثقافة انتهى فى العالم العربى عموماً، وبدأ دور المؤسسات الخاصة، وليست بالضرورة مؤسسات رأسمالية، وأكد أن الوزارة لا تخلق شاعراً أو أديباً أو مبدعاً. وتحدث عن أهمية توظيف الرأسمال الوطنى لمصلحة الثقافة، وأننا نحتاج لمثل هذه المؤسسات، خصوصاً أن الدولة لا تقدر على التكاليف الباهظة المتعلقة بالثقافة ودعمها، الأمر الذى يستوجب مشاركة القطاع الخاص، ولا بد أن نستفيد من الرأسمال الوطنى، وتوظيف المال الوطنى فى الثقافة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة