قيادات عمالية تندد بهجوم "اتحاد العمال" على "النقابات المستقلة".. ويؤكدون: "الاتحاد" لا محل له من الإعراب وبه مخالفات جسيمة.. وأداة تستخدم لوأد الحياة النقابية فى مصر.. ولا يدافع عن حقوق أعضائه

أثارت اللغة اللاذعة لبيان اتحاد عمال مصر الأخير، والذى وجهه لاتحاد النقابات المستقلة، ووصفه فيه بأنه "ليس له محل من الإعراب" ولا يعرف أحد من أين مصادر تمويله الخارجية والداخلية، ولا على أى قانون ينظم أنشطته، كما أكد الاتحاد على معرفته بعلاقته باتحادات دولية مشبوهة تسعى إلى تخريب الوطن تحت دعاوى التعددية المزعومة، ولقى ردود أفعال واسعة من جانب عدد من القيادات العمالية المستقلة.

وأكد صلاح الأنصارى القيادى العمالى، أن اتهام اتحاد عمال مصر لاتحاد النقابات المستقلة بوجود مصادر داخلية وخارجية تموله، بالإضافة إلى علاقته باتحادات دولية مشبوهة تسعى إلى تخريب الوطن تحت دعاوى التعددية "غير صحيح"، وأنه إذا كان لدى الاتحاد ما يثبت ذلك فليتقدم به للنائب العام ليتم التحقيق فيه.

وأضاف الأنصارى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن النقابات المستقلة ليست كما وصفها اتحاد العمال بأنها ليست لها محل من الإعراب، مؤكداً أن الذى أعطاها هذه الصفة هو إصدار وزير القوى العاملة الأسبق الدكتور أحمد البرعى لقانون الحريات النقابية، والذى تشكلت على إثره هذه النقابات، وأخذت وضعها كجهة تدافع عن العمال.

وتابع "الأنصارى"، أن النقابات المستقلة لها شرعية حقيقية والدليل اصطحاب وزراء القوى العاملة المتتاليين، والمسئولين بالدولة لقياداتها فى مؤتمرات العمل الدولية.
وأكد الأنصارى، أن اتحاد عمال مصر منذ بداية تكوينه يقبع فى أحضان السلطة الحاكمة ويميل إليها، مشيرا إلى أن القوانين الموجودة هى التى تفرض عليه ذلك، وهو الذى ارتضى بها.

وأضاف الأنصارى أن اتحاد عمال مصر لا يؤدى دوره المنوط به، وهو الدفاع عن حقوق العمال، ولكنه يقوم بلعب دور الوسيط بين المؤسسات الحكومية وأصحاب الأعمال والعمال، متمنيا أن يلعب دوره الصحيح كإحدى الجهات التى تدافع عن العمال.

وأشار "الأنصارى" إلى أن هناك خلافات تاريخية بين التنظيم النقابى ووزير القوى العاملة، وهذا مستمر على مدى الحكومات المتتالية ويؤدى إلى حرب تشهير بين الجهتين، وتبادل اتهامات دون عمل إيجابى يؤدى إلى الارتقاء بمنظومة العمل والعمال فى مصر.

وفى السياق ذاته، عبر القيادى العمالى طلال شكر، عضو المجلس الاستشارى لاتحاد عمال مصر الديمقراطى، عن استيائه من البيان مؤكداً أن هذا الكلام عار تماماً من الصحة.

وقال شكر إن النقابات المستقلة جميعا أنشئت بإرادة أصحابها، أما النقابات الحكومية فأنشئت بشكل حكومى وليس لها أى هوية، وأنها كانت تتحالف دائماً مع الحكومات المتتالية، وحتى الآن ضد مصالح العمال، مؤكداً أن الاتحاد سيئ السمعة للغاية، وبه مخالفات جسيمة، والدليل على ذلك تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات عنه.

وتابع شكر: "اتحاد العمال لا محل له من الإعراب، لأنه موجود وباقٍ، وقياداته، حتى الآن بقوة الدفع من جانب الأنظمة القديمة، ويقف دائماً ضد مصالح العمال، حيث إنه اعترض مراراً على قانون الحريات النقابية، والذى أصدره الدكتور أحمد البرعى وزير القوى العاملة فى حكومة الدكتور عصام شرف، والتى أتت بعد ثورة 25 يناير.

وأكد شكر أن اتحاد العمال يتحالف مع أصحاب الأعمال والحكومة ضد مصالح العمال، لعدم تطبيق الحد الأدنى للأجور على كافة القطاعات الاقتصادية.

فيما اعتبر محمد عابدين القيادى العمالى، أن اتحاد عمال مصر ليس له أى دور إيجابى، وأنه أداة تستخدم لوأد الحياة النقابية، مشيراً إلى أن هناك 1800 نقابة مستقلة نشأت منذ ثورة يناير وحتى الآن.

وأضاف عابدين، أن اتحاد العمال لطالما تحايل على الاتحاد الدولى للعمال للانضمام إليه، ولكن الاتحاد الدولى رفض ذلك لتيقنه بعدم وجود استقلالية حقيقية فى الاتحاد.

وطالب "عابدين" اتحاد عمال مصر بعرض ما فعله لصالح العمال منذ 10 سنوات وحتى الآن، لافتاً إلى أنه تم خلال تلك الأعوام خصخصة العديد من الشركات، وفصل مئات العمال، وإغلاق المصانع، وتدنى الأجور، فيما لم يدافع الاتحاد عن تلك القضايا ووقف صامتا أمام انتهاك حقوق العمال، حسب تأكيد عابدين.