قد تستشعر وترى العديد من الأشياء التى قد لا تتوافق معك فيما تتعامل معهم فى دائرة تصرفات وسلوك الآخرين، وتأخذ منها موقف بعينه، فتعمل ضدها بكل ما أوتيت من قوة، ثق أنها هى الأخرى سوف تعمل ضدك، لذلك فكل شىء أنت ضده سوف يمنعك من الشعور بالراحة، ويضعك دون أن تشعر فى حالة ترقب وخوف وكأنك فى حالة حرب مع الطرف الآخر.
فإذا كانت هناك تصرفات ومواقف قد لا تتوافق معك فيما يقوم به الآخر من فعل أو عمل، فأنت بدون أن تشعر تركز على الأشياء التى اختلفت معه فيها ويزداد معك ذلك الشعور المعادى والمدمر له ويتطور الأمر إلى حالة من التنافر والعداء تصاحبك أينما ذهبت تجاه من اختلفت معه، ويصبح ذلك مركز تفكيرك.
المطلوب منك فقط إعادة النظر فى بُعد الاختلاف ومدى رد فعله وتأثيره فيما بعد عليك وعلى من حولك بالسلب أو بالإيجاب، فإذا كنت ضد سياسة المكان الذى تعمل فيه من بعض الأشخاص وليكن رئيسك فى العمل، فلا يكون كل هدفك ذلك الشخص بل ابحث عن سياسة جديدة تطور بها نفسك وترتقى معها شركتك، بهذا أنت قمت بعمل إيجابى ولم تشخصن المسألة، فأنت ليس معه أو ضده وليس هذا محور تفكيرك ولكن لك رؤية معينة وأفعال إيجابية للتطور، هذا ما يجب أن تسعى إليه.
يحضرنى قصة كان هناك بعض الأشخاص الموثوق بهم يسب شخصية معينة ويعلن فكره وكتبه، مع أنه لم يقرأ تلك الكتب، فقط اعتمد على السمع وما كان يردده من حوله من فساد تلك الكتب، وإذا بأحد طلاب العلم يحضر كتاب منزوع الغلاف ولم يعرف هوية مؤلفه وطلب من ذلك الشخص معرفة رأيه فى هذا الكتاب، وبعد فترة أتى له، وقال له: ما رأيك؟ قال: كتاب عظيم من مؤلفه؟ فرد طالب العلم هو ذلك الشخص الذى تسب وتلعن فى كتبه ومؤلفاته.
الملفت للنظر أن طالب العلم لم يكن عدوه الشخص نفسه الذى يسب ويلعن ولم يكن ضده ولم يجعله ندا له فى معركته ولكنه اتجه إلى تصحيح سلوكه فى الحكم على الآخرين بفعل إيجابى، واستطاع بالحجة أن يغير من تفكير ذلك الشخص فى الحكم على الأشياء.
لذلك إذا أردت أن تنسجم وتتناغم مع حياتك فلا يكن كل تفكيرك ضد أو مع موقف أو شخص بعينه، فتلك معركة لن تنتهى أبداً على خير، ولكن كن مع فعلك الإيجابى للتغيير، فقد تجد لدى البعض الكثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية تجاه فكرة مهيمنة عليه وتظهر على سلوكه، لذلك فمعركتك ليست معه، ولكن مع التغيير الذى تريد أن تحدثه فى من حولك، ليس هذا بالأمر السهل لأن الواقع الذى نعيشه مر، وقد تجد صعوبة فى ذلك ولكن محاولاتك على المدى البعيد سوف تخفف من صدماتك ومعارك مع من حولك.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة