عامٌ مر على إنشاء حزب مصر القوية الذى بُنِىَ على أكتاف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذى حصل على المركز الرابع فى انتخابات رئاسة الجمهورية عقب ثورة 25 يناير.
حمل أبو الفتوح بيديه توكيلات تأسيس الحزب يوم 31 أكتوبر عام 2012 وحمل على عاتقه آمال شباب الحملة فى تحقيق الحلم الذى فشلوا فى الوصول إليه فى الانتخابات، ببناء "مصر القوية".
وافقت لجنة شئون الأحزاب السياسية يوم الاثنين الموافق 12/11/2012، على تأسيس الحزب، وقبول الإخطار المُقَدَّم من أبو الفتوح بصِفَتِهِ وكيل مؤسسى الحزب، لتأسيسه وتمتعه بالشخصية الاعتبارية، وحقه فى ممارسة نشاطه السياسى.
الحزب مبنى على الحملة والحملة جمعت من اليسار واليمين ومن المنشقين عن جماعة الإخوان، وقد يدفعك الثراء وتعدد الاتجاهات داخل الحزب إلى إمساك العصا من المنتصف والتزام الحياد أو إلى التخبط والميوعة وعدم الاتزان.
وضع الحزب 4 أهداف أساسية نصب عينيه، مصر من أقوى 20 دولة فى العالم اقتصاديًّا، وعلميًّا، وسياسيًّا، وعسكريًّا، تحقيق العدالة الاجتماعية وصولاً لحد أعلى من الكفاية من خلال نسق اقتصادى قائم على التنمية الإنسانية، إنشاء مفهوم جديد لعلاقة الدولة بالمجتمع قائم على سيادة الشعب، وعلى تطبيق القانون العادل تحقيق الإرادة الوطنية المستقلة، وتحريرها من دوائر النفوذ الداخلية والخارجية.
وأكد الحزب على مبدأ أن الإنسان محور عمل الحزب واحترام الهوية، معلنا انحيازه الاقتصادى للفقراء ولتقليل فجوات الدخل بين طبقات المجتمع، ولتمكين المواطنين وزيادة تأثيرهم على القرارات السياسية، وانحيازه للمهشمين وتمكينهم لتحقيق المواطنة التامة، والانحياز للحريات العامة والشخصية، وخلق المناخ المساعد على نموها وحمايتها، والانحياز للاستقلال التام للسياسة الخارجية عن تأثير مراكز القوى الدولية.
أدان الحزب موقف جماعة الإخوان المحظورة، والرئاسة فى أحداث الاتحادية الأولى وإن لم يكن وقتها متبنيًا لمعارضة جذرية لنظام الإخوان وفى 25 يناير أعلن الحزب مشاركته فى الذكرى الثانية للثورة من أجل استكمال المشوار وتحقيق مطالبها.
الحزب كان وسطيًّا فى تعامله مع حكم الإخوان، ذهب لحضور جلسات الحوار الوطنى مرة، وأخرى، ثم أعلن مقاطعته لها ثم امتنع عن الانضمام إلى جبهة الإنقاذ الوطنى، حاول كثيرًا لعب دور الوسيط وكانت له مبادرات عديدة للحوار الوطنى فى عهد الدكتور محمد مرسى.
مع ازدياد المعارضة ضد الإخوان حدث غليان داخل الحزب وحصلت خلافات أسفرت عن استقالة عدد من أعضاء الحزب ومكتبه السياسى على رأسهم أمين الصندوق حسن البشبيشى، ومصطفى كمشيش، وأمناء عدد من المحافظات وأغلبهم منشقين من جماعة الإخوان أكدوا حينها أن الحزب لا يرغب فى بقاء مناصرى التيار الإسلامى بداخله خاصة أن سبب تواجدهم بالحزب هو أبو الفتوح الذى استقال من الإخوان من أجل الترشح للرئاسة بعد أن كان يقود التيار الإصلاحى بداخلها.
وعندما اشتدت المعارضة خرج أبو الفتوح باقتراحه على جبهة الإنقاذ لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بشرط موافقة مرسى، ومع الإعلان عن بِدْء حملة تمرد كان مختار نوح المنشق عن الجماعة وعضو المجلس الاستشارى فى الحزب هو المستشار القانونى لحملة تمرد.
وفى الثلاثين من يونيو أعلن حزب مصر القوية عن مشاركته فى الدعوة من أجل المطالبة بإقامة انتخابات رئاسية مبكرة وبعد تدخل الجيش يوم 3 يوليو وتعيين عدلى منصور رئيسًا للجمهورية، شارك أبو الفتوح فى لقاء مع الرئاسة لطرح وجهة نظره بعمل استفتاء على عزل محمد مرسى وهو ما قوبل بالرفض.
بعد ذلك انقطعت العلاقة ما بين "مصر القوية" والرئاسة وحدث تغيير جذرى فى موقف الحزب من ثورة 30 يونيو والذى وصل إلى حد وصف أبو الفتوح لما حدث فى يوم 3 يوليو بأنه انقلاب عسكرى، فى حواره مع إحدى الصحف الأجنبية، ومفصحا عن وجود توجه داخل الحزب بالدفع به كمرشح للرئاسة مرة أخرى.
وقال أحمد إمام، المتحدث باسم الحزب، إن الحزب يخلق الطريق الثالث للقطاع الوسطى للمجتمع المصرى الذى يسعى لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والاستقرار الوطنى والكرامة ويرى أن سياسات الإخوان والنظام الحالى غير ملبية لطموحاتهم.
وأضاف إمام، فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع": صوتنا يعبر عن الثورة ونسعى لخلق حزب مؤسسى وأتممنا الانتخابات بالنسبة للهيئة العليا وفى جميع المحافظات وشعارنا هو المقاومة السياسية.
وأشار إمام إلى أنهم يجهزون لأربعة مشاريع خلال الفترة القادمة عن الدستور والعدالة الاجتماعية والحريات والانتخابات المحلية، مضيفًا "نحن نسعى كأى حزب سياسى من خلال التحرك فى الشارع للمشاركة وحصد أكبر نسبة ممكنة من المقاعد فى الانتخابات البرلمانية القادمة من أجل تصحيح المسار السياسى والعودة لحكم الصندوق بشرط توافر ضمانات الشفافية والنزاهة للانتخابات".
وتابع إمام "تلقينا عروض للمشاركة فى حكومة هشام قنديل ومقاعد فى مجلس الشورى المنحل ورفضناها لأن مسار الحكم فى عهد مرسى لم يكن يحقق شراكة وطنية حقيقية، وكذلك الحال بالنسبة للحكومة الجديدة ولجنة الخمسين لتعديل الدستور".
واستطرد إمام "حالة الانقسام السياسى فى المجتمع أثرت علينا سلبًا.. وحالة بث الكراهية التى نحياها تعانى فيها الأحزاب الوسطية مثل حزب مصر القوية من صعوبة توصيل صوتها ورؤيتها إلى المواطنين، ولكن لدينا أمل فى تصحيح المسار".
وعن الاستقالات قبل وبعد 30 يونيو من الحزب قال إمام "هذا أمرٌ طبيعى وفيه بعض الإيجابية فالمجموعة المتواجدة بالحزب الآن متجانسة فكريًّا والمختلفين معها كانوا يعرقلون الحزب".
وأكد إمام أن قرار دفع الحزب بمرشح للرئاسة هو قرار حزبى وأنهم يسعون لوجود مرشح يمثل الثورة سواء من داخل الحزب أو خارجه، وأن قرار خوض الانتخابات لأبو الفتوح سيكون قرارا حزبيا لا تحسمه الأهواء الشخصية.
وأشار إمام إلى أنهم مثل بقية الأحزاب يعانون من وجود "المال السياسى" وأن لديهم مشكلة فى التمويل وأنهم يعتمدون على اشتراكات الأعضاء وتبرعات المؤيدين للفكرة، وأن اللجنة الاقتصادية تعمل على حل تلك المشكلة وأن الحزب وعلى رأسه أبو الفتوح يسعى لبناء كيان مؤسسى لا يعتمد على الفرد.
ومن جانه قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى بمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام، إن التجربة الحزبية فى مصر وكافة الأحزاب التى نشأت قبل وبعد الثورة منفصلة عن الشارع المصرى وكلها أحزاب نخبوية.
وأضاف ربيع فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، عقب مرور عام على تأسيس حزب مصر القوية، أن حزب مصر القوية مثل بقية الأحزاب التى نشأت بعد ثورة يناير كحزب الدستور وغيره من الأحزاب معروفة بعدد قليل من قيادتها وتفتقد للتمويل الذاتى، وتعتمد على التبرعات وليس على اشتراكات الأعضاء.
وأكد ربيع أن الحزب قائم على شخص واحد وهو عبد المنعم أبو الفتوح، وسينهار الحزب إذا لم يتواجد به، مثلما حدث فى حزب الدستور عندما استقال البرادعى، ومع حزب المؤتمر بعد عمرو موسى، وحزب حازم صلاح أبو إسماعيل بعد القبض عليه.
وأشار ربيع إلى أن قيادات حزب "مصر القوية" منفصلة عن قواعدها، وأن ذلك كان جزءاً أساسياً من أسباب كثرة الاستقالات فى الحزب خلال الفترة الأخيرة، حتى اختيار القيادات فيه يتم بالتوافق ولا يحسم بالتصويت.
وأضاف "هاشم"، أن عبد المنعم أبو الفتوح إخوانى لكنه منفصل عن التنظيم انفصالاً تاماً، والحزب لديه مشاكل مع الأيديولوجية الإسلامية كباقى الأحزاب بعد انهيار الإخوان، والتى يعد أفضلها حالاً هو حزب النور ممثل التيار السلفى.
واختتم ربيع حديثه قائلاً: وجود أحزاب قوية بالشارع المصرى يحتاج لوقت طويل لأن قيادات الأحزاب النخبوية منفصلة عن الجماهير، والوحيدون الذين ارتفعت أسهمهم فى الفترة الأخيرة هم الإخوان لأنهم عملوا كثيراً على الأرض طوال الفترة الماضية.
عامٌ على تأسيس "مصر القوية" وحلم الرئاسة يراود "أبو الفتوح".. تناقضه يهز الكيان.. الحزب رفض المشاركة فى حكومة مرسى ومقاعد الشورى.. ونزل فى ثورة "30 يونيو" لإسقاط الإخوان ثم وصفها بـ"الانقلاب"
السبت، 09 نوفمبر 2013 12:21 ص
الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
ابو الفتوح الافغانى كان يحلم بأن يكون المرشد الجديد
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراويين
خلاص الناس عرفت اللعبه ياابو الفتوح وسوف تسقط زي العوا بنفس النبسبه في الانتخابات القادمه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراويين
خلاص الناس عرفت اللعبه ياابو الفتوح وسوف تسقط زي العوا بنفس النبسبه في الانتخابات القادمه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى مغترب
لهذا يكرهون أبو الفتوح
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى مغترب
لهذا يكرهون أبو الفتوح