فى الصالون الثقافى الأول لآداب القاهرة..

صنع الله إبراهيم: بعض الانتهازيين استغلوا باسم يوسف للتقرب من الجيش

السبت، 09 نوفمبر 2013 06:16 م
صنع الله إبراهيم: بعض الانتهازيين استغلوا باسم يوسف للتقرب من الجيش جانب من الصالون
كتبت عزة إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب الروائى الكبير صنع الله إبراهيم، إن برنامج باسم يوسف الذى اتهم بأنه يمس الأخلاق لا يمس الأخلاق فى شىء، لكنه يعبر بالطريقة المصرية الجميلة، وهى طريقة السخرية والمزاح، وهو أقل بكثير جداً مما نمارسه فى حياتنا اليومية من تعبيرات وسخرية، لكن بعض الاتجاهات المحافظة وغير المحافظة من المنافقين والانتهازيين حاولوا إشعال قضية للتقرب إلى الجيش ليكونوا فى موقع الصدارة فى المستقبل وتحول الموضوع إلى قضية بدون معنى.

جاء ذلك خلال الصالون الثقافى الأول لكلية الآداب جامعة القاهرة، الذى عقد ظهر اليوم، السبت، فى أولى ندواته عن قراءة المشهد الأدبى المعاصر فى مصر، بحضور الأديب الكبير صنع الله إبراهيم والأديب مكاوى سعيد، والشاعر زين العابدين فؤاد، وأدار اللقاء الدكتور على عبد التواب وكيل الكلية.

وأضاف صنع الله، أن أحد الأشياء التى يقوم بها الأدب والفن هو أنه يعبر عن الحياة الحقيقية للناس ويستجيب لتطلعاتهم الظاهرية والمكنونة داخلهم، مؤكداً أن هناك نقلة كبيرة جداً حدثت فى التعبير الأدبى العالمى فى روايات هنرى ميللر، التى كتبها فى ثلاثينيات القرن الماضى، وصودرت فى أمريك،ا وظلت مصادرة إلى الستينيات، ورغم الشك فى قيمتها وأن فيها الكثير من الثرثرة، لكنه استحدث فيها شىء جديد حينما أدخل الكلمة ذات الأربع حروف، التى عملت نقلة خطيرة جداً ليس فقط على مستوى التعبير الأدبى، إنما أيضاً فى الرؤية الأخلاقية للمجتمعات العالمية التى انتقلت من فترات محافظة إلى مزيد من التقدم فى جوانب مختلفة بسبب الحروب والاستثمار الرأسمالى، فالمشكلة ليست كلمات معينة، ولكن المشكلة ماذا تقول؟ وعن ماذا تعبر؟ وما هدفك وفكرتك التى تعبر عنها؟.

وأوضح صنع الله إبراهيم، أن هذا يلقى ظلالا عليه وعلى أى كاتب عندما يكتب، وهذا يدخلنا فى سؤال عن مستقبل الثقافة والأدب، فهذا هو الخطر، أن يتم تكبيل حرية التعبير تحت أى مسميات، فالكاتب حر فى أن يكتب ما يشاء والقارئ حر فى أن يقرأ ما يشاء ولا شىء مقدسا، حتى اللغة ليست مقدسة، وتتعرض لتغييرات كبيرة جداً وفرق كبير بين ما قيل منذ قرون.

وأشار إلى أننا كنا فى خطر حقيقى، فقد كنا موشكين على كارثة فى ظل حكم الإخوان، لأنه كانت كل عناصر التقدم والحضارة والإبداع مهددة بالظلام، الذى سيجره علينا هؤلاء.

وعن "ذات" كمسلسل، قال صنع الله إبراهيم، إنه كان ناجحاً، فكاتبة السيناريو استطاعت إعداد نص جميل لمس روح الرواية، وأضافت له بعض أجزاء، لأنه كان مطلوباً أن يصبح عدد الحلقات 30، والرواية لا تحتمل ذلك، وكان التفكير أن تصل الأحداث إلى ثورة 25 يناير، وأضيفت أجزاء جعلت العمل فى مجمله جيداً، والاختلاف أن عنصر السخرية كان موجودا فى الرواية، ولكنه قل فى المسلسل، وتم تخفيف دور الشخصية الذكورية، مؤكداً أن كتابة رواية ونشرها مختلف تماماً عن المسلسلات والأفلام، فلكل مجال قواعده وشروطه، وأنه راض تماماً عن المسلسل وعن رؤية كاملة أبو ذكرى وخيرى بشارة وكاتبة السيناريو مريم ناعوت.

وأضاف صنع الله، أنه أصيب بالذهول حينما شاهد أمس بالتليفزيون أحد لاعبى الكرة يقول إن ما حدث فى 25 يناير نكسة حقيقة، وأنه زار مبارك وأولاده فى السجن ومتعاطف معهم، وأكد أن كل ما تعانيه مصر من كوارث سببه هذا العهد الأسود، عهد مبارك، مؤكداً أن جوانب كثيرة فى حياتنا الآن تحتاج إلى تصحيح، ومع ذلك لا يمكن القول أن هناك قمع للحريات.

وتساءل لماذا لم يحاكم سامى عنان وطنطاوى حتى الآن؟ ولماذا لم يحاكم من سحلوا الشباب وقاموا بكشوف العذرية؟ وأين هم ولماذا لم يعاقبوا؟

وعن علاقة المثقف بالسلطة، قال صنع الله، إنها علاقة مركبة وتدخل فيها عوامل كثيرة وتتوقف على أشياء كثيرة، فبائعة الفجل بجوار منزله – كما يقول - تفهم فى الحياة أكثر منه لذا يراها مثقفة.

ورصد العلاقة بين المثقف والسلطة على مدار الأربعين عاما الماضية، قائلاً إنه فى الخمسينات كان عدد من المبدعين اليساريين المتمردين ضد النظام الناصرى، واضطهد النظام وقتها هؤلاء وسجنهم وطردهم من الجامعة، لكن حدث بعد ذلك أن النظام نفسه تغير وعمق ارتباطه بقضايا الجماهير كمستوى المعيشة والاستقلال الوطنى، وهذا أكسبه مزيداً من التعاطف مع الناس، وانعكس هذا على هؤلاء الناس، وفى أزمنة تالية سيطرت حالة من الغموض واستدعاء الماضى وحدث تناقض نتيجة لتفرقة الناس فى اتجاهات مختلفة فمن المثقفين من انعزل وانطوى على نفسه ومنهم من التحق بالسلطة وحصل على مكاسبها دون خيانة البلد أو المبادئ، لكن حدث تغيير فى حياة هؤلاء الناس، وبدأت حياتهم الاجتماعية والاقتصادية فى التغيير، وقدموا تنازلات للمحافظة على هذه المكاسب، وخلقت هنا المشكلة الحقيقية لهؤلاء المبدعين، وهى مشكلة لن تنتهى أبدا وموجودة فى كل مكان فى العالم، ففى فرنسا يبيع عدد من المثقفين المحترمين أنفسهم ليل نهار للسلطة.

وأضاف صنع الله، أن المستقبل للإبداع ولمزيد من الحرية وتمكين الأفراد من التعبير دون إرهاق أو متابعة أو ترويع، ورفض مقولة أن الرواية هى ديوان العرب، قائلاً إن الرواية لديها فرصة أكبر اليوم لكن هذا لا يعنى أنها ديوان العرب، فهناك أشكال جديدة للتعبير وأى شكل ينجح منها فى التعبير عن القضايا والحقيقة ومشاعر الإنسان هو المطلوب.

وحكى زين العابدين فؤاد عن مشهدين حدثا معه، قائلا إنه دخل إلى مبنى كلية الآداب فى 20 يناير 2011 قبل الثورة متنكراً فى زى ميكانيكى حتى لا يمنع من الدخول مثلما تم منع بهاء طاهر قبلها من دخول جامعة عين شمس، والمشهد الثانى إنه فى 28 يناير 2011 قابل عم إبراهيم وهو عجوز كان جالساً على سور وزارة الخارجية غاضب جداً وكان فى إطلاق رصاص كثيف وغاز على الكوبرى وكان عم إبراهيم قادماً من قنا التحرير، وحكى أنه أتى ليشارك فى التحرير حتى لا يموت ثالث أبنائه، فقد مات أولهم فى العبارة، والثانى احترق فى القطار، وكان هذا قبل أن يرفع الشعب شعار: الشعب يريد إسقاط النظام.

وقرأ زين العابدين بعض قصائده، "عرابى"، التى كتبها عام 1964 ونشرت فى جريدة الجمهورية وقتها وظل الديوان الذى ضمها حبيس الرقابة سبع سنوات، وأنه كان يذهب إلى الرقابة حاملا "جوال" من الصحف التى تنشر أشعاره وكانت الرقابة تواصل رفضها وموقفها المتعنت من الديوان، مضيفاً أنه تم التحقيق معه فى 1972 بسبب قصيدة كتبها قبلها بسنوات طويلة عن يوم الطالب العالمى فى 21 فبراير.

ورصد زين العابدين عدداً من محاولات التصدى لمحاولات السلطة لقمع الحرية بعد 25 يناير وكيف كان رد المبدعين ففرقة البالية نزلت إلى الشارع وقدمت باليه زوربا للناس وعزفت منال محيى الدين الهارب فى الشارع ليعرف الناس أن البالية والموسيقى ليسوا حراما.

وأضاف زين العابدين، أن بعض الشعراء يستطيعون كتابة قصائد فى التو واللحظة وقت الحدث مثل بابلوا نيرودا، الذى كان يكتب كل يوم قصيدة.

وقال إنه عندما دخل السجن مع مجموعة كان يكتب الشعر، لكنه فى الحبس الانفرادى لم يستطع أن يكتب شيئاً، وإنه فى 1982 كان فى بيروت عندما احتل الجيش الصهيونى بيروت كان هو وعدلى فخرى يقدمان يوميا قصيدة للناس هناك وكان أول ما قدموه قصيدة "مانفستو".

وأضاف أن محمود درويش كتب قصيدة واحدة فى إثناء الحصار وهى مديح الظل العالى التى كتبها بعد 3 شهور من وجوده فى الحصار، وقال إن أول شعار رفعه الشباب فى الثورة "ارفع راسك فوق أنت مصرى" تركيبة من أغنيتين لسيد درويش هما "قوم يا مصرى" و"أنا المصرى"، وأنه فوجئ بهتاف كان قد صاغه فى عام 1968 يتردد فى التحرير وهو "على وعلى وعلى الصوت اللى هيهتف مش هيموت".

ومن جانبه، قال الأديب مكاوى سعيد، إن حكاية أن الرواية ديوان العرب كانت تتردد قديما لكن الآن يمكن القول أن ديوان العرب هو الفيديو كليب والصورة فنحن فى عصر انتشار الصورة، وتحدث عن ظاهرة الصالونات الأدبية قديما وحديثا والتى كانت قديما قاصرة على الأمراء والأدباء الكبار لكنها انتشرت ألان على المقاهى وغيرها وقد يتعرض البعض لمضايقات أمنية لكن هى ظاهرة إيجابية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة