حسن زايد يكتب : جذور الفكر الإخوانى

السبت، 09 نوفمبر 2013 10:17 ص
حسن زايد يكتب : جذور الفكر الإخوانى حسن البنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد حسن البنا من وجهة نظر الإخوان إماماً، مع أنه لم يخلف تراثاً فكرياً يوحى بأنه علم بارز فى مجال الشريعة، وكل ما تركه من تراث فكرى كتابين هما: مذكرات الدعوة والداعية ومجموعة الرسائل، ومع ذلك تجد أن أتباعه يرفعونه مكاناً علياً، فقد قال أحدهم أن المسلمين لم يروا مثل حسن البنا منذ مئات السنين، فى مجموع الصفات التى تحلى بها، وخفقت أعلامها على رأسه الشريف، ثم أخذ يعدد الصفات لدى السابقين واللاحقين، ثم استدرك أن التجميع لهذه المتفرقات من الكمالات، قلما ظفر به أحد كالإمام الشهيد، ثم ختم بقوله: كان لله فكان الله له، واجتباه وجعله من سادات الشهداء الأبرار، ويذهب آخر وهو زوج ابنته سعيد رمضان إلى القول: "كان حسن البنا إماماً بكل ما تسع الإمامة من معنى" ثم يستطرد: "كان عقلا هائلاً، وروحاً موصولاً بالسر الأعلى" ثم يختم بقوله: "كان عظيما موفقاً لا يخطئ الوجهة".. فأين رسول الله وصحبه الكرام من هذا الكلام؟ وأين الأئمة الأربعة الأعلام من هذا المقام؟. وفى كتابه مجموع الرسائل يطل علينا حسن البنا معرفاً دعوته بقوله: "دعوة الإخوان دعوة بريئة نزيهة، قد تسامت فى نزاهتها حتى جاوزت المطامع الشخصية، واحتقرت المنافع المادية، وخلفت وراءها الأهواء والأغراض، ومضت قدماً فى الطريق التى رسمها الحق تبارك وتعالى".

إذن فهم مجتمع من الملائكة الأطهار، أو الأنبياء الأخيار لأن المجتمع الذى تربى على يد النبى محمد (ص) فى المدينة لم تتوفر له هذه الصفات، فكان من بينهم من له مطمع شخصى، أو منفعة مادية أو صاحب هوى أو منافق، وقد يقول قائل إن تلك صفات دعوة الإخوان، هذا صحيح ولكن الدعوة لا تنفصل عن الداعية، ولذا اصطفى الله لها الأنبياء ومنحهم العصمة بفضله، إلا أن هذه المقدمة ضرورية لأنها لها ما بعدها فلابد أن تكون كذلك، ونلحظ هذا بقوة عندما يذهب حسن البنا إلى تصنيف المسلمين إلى أربعة أصناف وفقاً لهذه المقدمة الفاسدة، فيقول: "وكل الذى نريده من الناس- يقصد المسلمين- أن يكونوا أمامنا- فرض نفسه وصياً- واحداً من أربعة: مؤمن: إما شخص آمن بدعوتنا وصدق بقولنا وأعجب بمبادئنا، ورأى فيها خيراً اطمأنت إليه نفسه وسكن له فؤاده، فهذا ندعوه أن يبادر بالانضمام إلينا والعمل معنا"، فإذا لم ينضم فهو غير مؤمن بحسب هذا الكلام حتى ولو كان مؤمناً بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، والصنف الثانى- المتردد: "شخص لم يستبن له وجه الحق- حتى ولو كان مسلماً- ولم يتعرف فى قولنا معنى الإخلاص والفائدة، فهو متوقف متردد.. كذلك شأن المترددين من أتباع الرسل من قبل"، يعنى المتردد فى دخول الجماعة كالمتردد فى أتباع الرسل، والصنف الثالث- النفعى: "شخص لا يريد أن يبذل معونته ــ للجماعة طبعاً ــ إلا إذا عرف ما يعود عليه من فائدة وما يجره هذا البذل له من مغنم.. فإن كشف الله الغشاوة عن قلبه وأزاح كابوس الطمع عن فؤاده.. سينضم إلى كتيبة الله "يعنى الإخوان، فإذا لم ينضم: "كان شأنه شأن قوم من أشباهه حين أبوا مبايعة رسول الله (ص) إلا أن يجعل لهم الأمر من بعده"، مع أنه لا هو الرسول (ص)، ولا من أبوا كفاراً، والصنف الرابع- المتحامل: "شخص ساء فينا ظنه وأحاطت بنا شكوكه وريبه، فهو لا يرانا إلا بالمنظار الأسود القاتم، ولا يتحدث عنا إلا بلسان المتحرج المتشكك، ويأبى إلا أن يلج فى غروره ويسدر فى شكوكه ويظل فى أوهامه، فهذا ندعو الله لنا وله".

حتى ولو كان شيخ الأزهر، ثم يختم البنا ببيان طبيعة دعوته بقوله: "فهى دعوة لا تقبل الشركة إذ أن طبيعتها الوحدة فمن استعد لذلك فقد عاش بها وعاشت به، ومن ضعف عن هذا العبء فسيحرم ثواب المجاهدين ويكون مع المخلفين ويقعد مع القاعدين" هذا هو موقف حسن البنا من المسلمين الذين يأبون الانضمام لجماعته، والعمل تحت لوائه، وهذا هو فكره الذى نثر بذور التكفير، وبالتالى الإرهاب فى التربة المصرية، وهذا يفسر قول أحدهم "اللهم أمتنى على الإخوان" بديلاً عن اللهم أمتنى على الإسلام مصداقاً لقوله تعالى: "توفنى مسلماً وألحقنى بالصالحين".





مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

ناصر

وما خفى كان أعظم !

عدد الردود 0

بواسطة:

ريشوو المصري

2

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد جلال

مقال جيد

عدد الردود 0

بواسطة:

د.محمد مصطفى شبايك

اصبت كبد الحقيقه السوداء

عدد الردود 0

بواسطة:

nadia

لم يمت شهيدا

عدد الردود 0

بواسطة:

الفارس

الخنجر المسموم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة