أقدم التهنئة القلبية لكل الإخوة المسلين بمناسبة رأس السنة الهجرية وبمعايشتى لها هذه الأيام، استوقفنى سؤال أرجو مشاركتى بالإجابة عليه، هل الرسول صلى الله عليه وسلم كان نبى ورسول فقط، الإجابة "لا"، كان نبى ورجل دولة، رجل دولة من طراز فريد.
كيف تصرف فى الهجرة كنبى، كان يجب عليه أن يخرج على جميع أهل مكة مارا بجميع طرقاتها، ويعلن أنه مهاجرا إلى يثرب، فهو نبى الله يحميه، هو نبى يعلم أن الله متم نوره ولو كره الكافرون وهذا تصرف مقبول من نبى، ولكنه لم يتصرف كنبى وتصرف كرجل دولة وتعاقد مع أهل الخبرة، مع كافر ليقوده إلى يثرب، أشير هنا أيضا إلى غزوة الخندق، وكنت أتوقع- عندما سئل النبى صلى الله عليه وسلم من خلال سليمان الفارسى أهو الوحى أم الحرب والمكيدة يا رسول الله- أن تكون الإجابة حسب توقعاتى "لا"، نحن سننتصر يا سليمان، سيمدنا الله بملائكة تحارب عنا سينصرنا الله لأننا على الحق، وهم على الباطل، ولكن ما حدث إعجاز من قائد دولة حين كانت الإجابة بسيطة تشمل كل معانى رجل الدولة، حين قال بل هى الحرب والمكيدة يا سليمان، هو الذى تدرب على يد جبريل عليه السلام، ليس كنبى فقط، ولكن كيف يكون رجل دولة، ودليلى على هذا أول كلمات جبريل عليه السلام هى "اقرأ"، أتعتقدون أنها كانت صدفة أم تعتقدون مثلى أنها خير برهان من الله عز وجل على مكانة العلم والدراسة والقراءة فى الدين الإسلامى.
دعونا أيضا نتأمل أول كلمات أبو بكر الصديق كخليفة للمسلمين، لم يبدأ كلامه بقال الله وقال الرسول، بل بدأ كلماته كرجل دولة، رجل دولة تدرب على يد العظيم محمد "ص" حين قال من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت، أتعتقدون مثلى أنه رجل دولة من الطراز الأول أم رجل دين يقول إسلامية إسلامية، فليس بالشعارات يقوم الإسلام.
ليس بالدين فقط تدار الدول، وعلى من يقول لنا، قال الله وقال الرسول، نقول له هذا جميل ولكنه ليس كافيا للحكم فتعلم أولا كيف تدار الدول، تعلم أولا كيف تكون رجل دولة لتحكم، فكتب حسن البنا وسيد قطب ليست كافية لقيادة دولة، وليست دليلا على قدرة الحكم، بهذه المناسبة أتذكر مقال قرأته عن انتخابات الرئاسة الأمريكية، فبعد الانتهاء من الانتخابات الحزبية وصعود ممثل عن الحزب للانتخابات الرئاسية، كيف يقوم الحزب بتأهيله وتدريبه وتعليمه على قيادة الدولة ولا يمكن أن يدفع به الحزب فى الانتخابات الرئاسية قبل اتمام هذا التأهيل.
فى نفس توقيت العام الهجرى كانت أولى جلسات محاكمة محمد مرسى وأعوانه أو إخوانه، وعندما نظرت لمن هم خلف القضبان فلم أجد رجال دولة لم أجد سوى أناس يهزون خلف القطبان يذكروننى بمحاكمات الناجون من النار والعائدون من أفغانستان، ودار بذاكرتى شريط عام كامل من حكم الإخوان.
كيف لم يلاحظ الشعب المصرى أنهم ليس رجال دولة، كيف لم يلاحظ الشعب المصرى أنهم لم يتعلموا ولم يقرأوا، ولهذا سقطوا سريعا كما صعدوا سريعا.
غار حراء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سوزان
مقالة رائعة جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام الدين يحيى
لأنك شربت الماء وحدك تصرخ الآن وحدك
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن ابوالفتوح
حق اريد به باطل