ترأس البابا تواضروس الثانى، صلاة قداس عيد تذكار ظهور رأس القديس مار مرقس فى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية صباح اليوم السبت، وقام بـ"سيامة" تسعة من الآباء الكهنة على كنائس مختلفة للإسكندرية، وهم، القس بولا، بكنيسة العذراء مريم بالعصافرة، والقس مرقس، كاهن عام على كنائس الإسكندرية، والقس كاراس، بكنيسة الأنبا كاراس بمنطقة فرعون، والقس موسى كاهن عام على كنائس الإسكندرية، والقس فيلوباتير كاهن عام على كنائس الإسكندرية، والقس مينا بكنيسة مار جرجس بسبورتنج، والقس إرميا كاهن عام على كنائس الإسكندرية، والقس مينا بكنيسة العذراء بمحرم بك، والقس رافائيل بكنيسة الأنبا تكلا بالإبراهيمية.
وألقى البابا عظة روحية فى قداس اليوم بعنوان" الكنيسة والكهنوت" وشدد خلالها على وضع لائحة اختيار الأب الكاهن ومعنى كلمة لائحة أى ترتيب أو نظام، لكى تكون رسامات الآباء عن اختيارات فاضلة، وقد اجتهد آباء المجمع المقدس فى وضع تلك اللائحة فى شهر يونيو الماضى لكى يؤدى الأب الكاهن خدمته ويحفظها نقية، قائلا: "هذه هى أول رسامات لمدينة الإسكندرية لتطبيق هذه اللائحة، فقد اشترك الكل الشعب، الخدام، مجلس الكنيسة، الآباء الكهنة، الرئاسة الكنسية، فى اختيار الخدام لإقامتهم قسوسا فى الكنيسة.
وتحدث البابا عن نشأة الكنيسة قائلا: "نحن نحتفل اليوم يا أحبائى بتذكار ظهور رأس القديس مار مرقس، الرسول أحد تلاميذ السيد المسيح، وهو الذى أسس كنيسة الإسكندرية، وكنيسة الإسكندرية ذكرت فى العهد القديم فى سفر أشعياء "فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها "أش19:19، فالكنيسة القبطية تأسست بنبوة فى العهد القديم".
وأضاف البابا، :"جاءت العائلة المقدسة إلى مصر هرباً من هيرودس وتباركت أرض مصر بتلك الزيارة وصارت بلادنا أرضاً مقدسة، وزيارة القديس مار مرقس الذى أسس الكنيسة المرقسية والتى نالت بركة الإيمان وصارت كنيسة رسولية تحيا بالتقليد الرسولى السليم فهى كنيسة تقليدية بمعنى أنه تم تسليم الإيمان من جيل إلى جيل إيماناً مستقيماً فى العقيدة والرأى والسلوك، والقديس مار مرقس هو الذى حمل لنا بشرى الخلاص واحتفالنا به اليوم يفوق كل احتفال".
وتطرق بطريرك الكنيسة القبطية إلى سر الكهنوت وكرامته قائلا: "فى هذا اليوم نقيم بعض الأخوة الشمامسة من الدرجة الشماسية إلى درجة القسيسية أى الكهنوت ليخدموا بيت الرب، وقد أوصانا الكتاب فى إنجيل لوقا، بالعهد الجديد أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون ونحن نطلب من الله أن يرسل فعلة إلى حصاده أى عمل الخدمة فى الكنيسة، وكلمة الفعلة تأتى من "فعال" فيكون الكاهن عضواً فعالاً فى خدمة الرب وشعب الكنيسة واحتياجاتهم".
وذكر البابا أنه قديماً كانوا يهربون من أى درجة كهنوتية لشعورهم القوى بعدم الاستحقاق لتلك الكرامة، والكنيسة اليوم تختار خداماً أتقياء لتقيمهم كهنة لاستمرار عمل الخدمة فى الكنيسة، فالاختيار لا يكون بمثابة ترقية أو لرفعهم رأساً على الكل، ولكن لكى يمنحهم الله تواضعا أكثر فيحتمل هذه النعمة، فالكهنوت لا يفيد صاحبه بدون التواضع، وإن حدث العكس فيصبح الكهنوت ثقلاً على الكاهن وعمل الكاهن هو ربط السماء بالأرض، والقديس "يوحنا ذهبى الفم له كتب من أروع ما كتب فى نصائح للكهنوت".
وتحدث البابا عن صفات الكاهن، قائلا،: "الكهنوت يمنح الأب الكاهن كرامة ليعمل بها ويتاجر بها فى الحياة الروحية فيصبح مسئولاً عن رعية الله وسيقف ذات يوم أمام السيد المسيح ويسأله : "إعط حساب وكالتك، فيجب عليه أن يحفظ تلك الوزنة ليأتى بثمر فى خدمته، ونحن ننادى الأب الكاهن فى الكنيسة بلقب "أبونا" وهى كلمة قوية فى معانيها فى التقليد الكنسى، ففى شخصه تتوحد كل الرعية فى صفة الأبوة التى يحملها فالأبوة هى العنصر الفاعل فى حياة الخادم الكاهن وهى جهاد روحى، كل يوم لطلب نعمة الله فيحترس فى كل كلمة وتصرف لحفظ هذه الأبوة، والشعب يطلب الأبوة التى تظهر فى معاملاته وكلماته وخدمته وصلاته وستر على خطايا الشعب. ج- الله يمنح الأب الكاهن مواهب وعطايا لكى ما يخدم اسمه القدوس فكل كاهن له موهبة خاصة متميزة عن باقى إخوته الكهنة فى الكنيسة الواحدة فنجد مواهب فى الوعظ، الاعتراف، الافتقاد، الطقوس،. وغيرها وكأنها أدوات تساعد الكاهن على خدمته، فيجب على الأب الكاهن أن يكون حريصاً على وقته ويقرأ كثيراً ليتعلم".
وأشار إلى أنه سوف يلتحق الآباء الكهنة الجدد بالكلية الإكليريكية ليتم تثقيفهم بالعلوم المسيحية الكاملة على أسس منهجية سليمة ليتثقل الأب الكاهن بدراسته فى الحياة المسيحية والعلوم الثقافية والعلمية المختلفة.
واستطرد البابا قائلا،: "يجب أن يسلك الأب الكاهن بسلوكيات النقاوة، فالكنيسة تأتمنه على رعيتها ومالها وعقيدتها وخدامها وحياته الخاصة والأسرية، فالسلوك المطلوب من الأب الكاهن يكون لامعاً نقى السريرة وبهذه النقاوة يرى الله، كما ذكر الكتاب المقدس أن أنقياء القلب يعاينون الله، فالكاهن يبحث عن النقاوة ويعيشها فتجعله يقف مستحقاً أمام الله ليقبله إليه، وعليه أن يكون محترساً فى كل ما يؤديه من عمل كما ذكر الكتاب المقدس موصياً: "كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة ولا يجب على الأب الكاهن أن لا يكون له جماعة مختارة، ويكون الافتقاد هو عمله الأساسى كأول سنة ليبحث عن رعيته فرد فرد فهو احتياج مُلِح وضرورى لكل أسرة والاهتمام بكل فرد هو هو الذى يؤهله ليكون جهاده أمام الله كاملاً فالافتقاد عمل أساسى فى السنة الأولى من الرسامة".
البابا تواضروس الثانى يرسم 9 كهنة جدد بالإسكندرية
السبت، 09 نوفمبر 2013 02:23 م
جانب من الترسيم