لجأ عدد من السياسيين إلى تشكيل بعثات شعبية لزيارة روسيا، ومحاولة إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة بعد التهديدات الأمريكية الأخيرة بمنع المعونة العسكرية دعماً لجماعة الإخوان.
وتشكل الوفد الأول من بعض قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى، ثم وفد يضم الدكتور محمد سلماوى المتحدث باسم لجنة الخمسين لتعديل الدستور والفنان عزت العلايلى و المخرج خالد يوسف، وأخيرًا الدبلوماسية الشعبية التى على رأسها أحمد الفضالى، عضو مجلس الشعب السابق، ومؤسس تيار الاستقلال، والدكتور يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق والسفير محمد العرابى والإعلامى وائل الإبراشى.
الأمر الذى يجعل المشهد يتشابه بالمشهد السياسى فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فى عام 1955 عندما رفض البنك الدولى تمويل مشروع السد العالى بضغوط أمريكية من وزير خارجيتها "دالاس" فاتجه ناصر تلقائيًا للقطب الشرقى المعادى لأمريكا، وهو الاتحاد السوفيتى، فقام بعقد صفقة الأسلحة التشيكية مع الاتحاد السوفيتى فى عهد الزعيم (نيكيتا خروشوف) ودعمه لموقف مصر، من خلال خروشوف، فى مجلس الأمن عام 1956 أثناء العدوان الثلاثى على مصر، رافعًا حذاءه فى مجلس الأمن مهددًا بأنه فى حالة استمرار العدوان الثلاثى على مصر فسيشعل نيران الحرب العالمية الثالثة، وهنا صدر قرار بوقف إطلاق الناروانسحاب العدوان الثلاثى من مصر فى ديسمبر 1956.
وساهم الاتحاد السوفيتى فى الحقبة الناصرية بإنشاء المؤسسات الإنتاجية عبر الخبراء السوفييت، من بينها بناء السد العالى بأسوان ومصنع الحديد والصلب بحلوان، ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى، ومد الخطوط الكهربائية (أسوان: إسكندرية) إلى جانب إنجاز 97 مشروعًا صناعيًا بمصر وإرسال البعثات المصرية العسكرية للاتحاد السوفيتى، لتزويد الخبرات العسكرية السوفيتية للجيش المصرى.
واعتبر البعض أن هذا الأمر يجعل أوجه تشابه بين الفريق أول عبد الفتاح السيسى وعبد الناصر، حيث اعتبر المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى، السعى بين مصر وروسيا لعودة العلاقات الثنائية، يدل على التشابه بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وبين الفريق أول عبد الفتاح السيسى.
مستطرداً فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن العلاقة بين ناصر والاتحاد السوفيتى بدأت بعد مؤتمر "الحياد الإيجابى"، فى باندونج إبريل 1955، حيث اتصل "عبد الناصر" برئيس وزراء الصين أنذاك لتباحث كيفية حصول مصر على السلاح بعد رفض كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تزويدها بالأسلحة، وبدوره اتصل رئيس وزراء الصين بالاتحاد السوفيتى وتم الترتيب إلى صفقة السلاح فى مايو 1955.
واعتبر الدسوقى، أنها كانت ضربة قاسية لأمريكا وتصنف فى إطار الحرب الباردة، والتى ألحقها ناصر والسوفيت بضربة أخرى فى يوليو 1956، عندما رفضت الولايات المتحدة الأمريكية مساعدة مصر فى بناء السد العالى، فقام ناصر بتأمييم القناة، ولجأ إلى الاتحاد السوفيتى، والذى وافق على تمويل المشروع مقابل توريد محاصيل زراعية ومنتجات مصرية إلى روسيا، فضلا عن منح مصر قروض بفوائد ضئيلة جدا.
وأكد "الدسوقى" أن الرئيس محمد أنورالسادات، تسبب فى وقف العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا عندما قام بطرد القادة السوفيت من الجيش المصرى إرضاءً للرغبات الأمريكية.
وتابع عاصم الدسوقى: "عقد السادات اتفاقية كامب ديفيد المسيسة وضع مصر تحت الهيمنة الأمريكية ومنعها من استيراد السلاح من أى دولة غيرها بنصوص واضحة وأن عقد اتفاقيات استيراد سلاح من دول أخرى يعنى إلغاء اتفاقية السلام"- على حد قوله.
وأشار إلى أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى فعل مثلما فعل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولم يعنيه التهديدات الأمريكية بمنع توريد الأسلحة دعما لـ"الإخوان"، وبدأ فى السعى لعودة العلاقات بين مصر وروسيا، الأمر الذى جعل الناس يرفعون صورته ملاصقة لـ "عبد الناصر"، لافتاً إلى أن الاتجاه الذى يسلكه السيسى محمود، لأنه يخرج مصر من عباءة الأجندة الأمريكية الإسرائيلية.
وفى السياق ذاته، قال اللواء محمد عبد المنعم طلبة، أن البعثات الشعبية التى تزور روسيا فى الآونة الأخيرة، لا تمثل الدولة ولا يجوز لها عقد أى صفقات، لافتاً أن التحدث عن صفقات سلاح ثنائية بين مصر وروسيا لا يمكن لجهة المطالبة بها إلا جهاز تسليح القوات المسلحة.
وأضاف "طلبة" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن احترام "اتفاقية كامب ديفيد" لا يمكن أن يستمر فى ظل إصرار الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على مصر من أجل أصدقائها الإرهابيين، مشيراً أن البند الوحيد المطبق من الاتفاقية فى الوقت الحالى هو وقف الحرب بين مصر و إسرائيل، مما يسمح لمصر بالاعتماد على موارد أخرى فى التزويد بالسلاح.
و من جهة أخرى، حذر الخبير العسكرى من الاستهانة بالولايات المتحدة الأمريكية، لأنها الدولة العظمى فى العالم، حيث قال: "أمريكا رامية كلبها الإسرائيلى فى الشرق الأوسط وربما تطلقه فى أى وقت".
إحياء العلاقات العسكرية بين القاهرة وموسكو تبعث روح "عبد الناصر".. المؤرخ عاصم الدسوقى: إعادة التعاون يؤكد وجود تشابه كبير بين "السيسى" والزعيم الراحل.. وخبير عسكرى يؤكد: أمريكا تصرعلى دعم الإرهابيين
السبت، 09 نوفمبر 2013 03:26 م