لا أبالغ فى القول بأن الفنان صاحب الصوت الجميل أحمد إسماعيل ترك أثرا فى وجدان كل من حملوا شعلة الثورة، هو ابن جيلى الذى جاء لنا فى موعده، ليكمل بطريقة أخرى ونكهة غنائية مختلفة الطريق الذى كان الشيخ إمام بدأه، وسجل مجده منذ سبعينيات القرن الماضى، كان الشيخ إمام هو فخر قوى اليسار فى أغنية المقاومة، حتى أصبح معبرا بصوته لكل الذين يحلمون بوطن حر يجد فيه الفقراء نصيبهم العادل فى حق الحياة، ولما جاء أحمد إسماعيل أصبح فخر الناصريين فى هذا المجال، ليتحول هو الآخر بصوته الشجى الجميل إلى أداة تبشر بالثورة.
عرفت أحمد إسماعيل فى النصف الثانى من ثمانينيات القرن الماضى، وكنت لا أزال فى بداياتى الصحفية فى مركز إعلام الوطن العربى «صاعد» بقيادة الصديقين حمدين صباحى وأمين إسكندر، والمرحومة أمل محمود.
كنا فريقا صحفيا صار الآن ملء السمع والبصر، ومن بينهم الأصدقاء، عادل الجوجرى رحمه الله، الدكتور عزازى على عزازى، عبدالحليم قنديل، جمال الجمل، طلعت إسماعيل، عبدالفتاح طلعت، محمد الروبى، محمد بسيونى والمرحوم مجدى حسنين، وائل عبدالفتاح، هبة الله يوسف، ندى القصاص، أحمد مراد، سيد رزق، محمد السهيتى، عبدالكريم حشيش، والنبيلان الراحلان صلاح عزازى وحمدى صباحى وآخرون.
كانت الصحافة مهنتنا، لكن النضال ضد نظام مبارك كان حياتنا اليومية، وظل هذا المكان منذ افتتاحه فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى شعلة من النشاط، وتداخلت فيه السياسة بالصحافة، حتى أصبح قبلة لمفكرين وسياسيين ومثقفين وأدباء وفنانين وشعراء، فيه غنى فاروق الشرنوبى، ووجيه عزيز، وألقى أحمد فؤاد نجم قصائده الشعرية، ويحتاج «صاعد» إلى تأريخ خاص عن هذه المرحلة المشرقة لدوره البارز فى النضال الوطنى فى مرحلة الثمانينيات وحتى مطلع التسعينيات من القرن الماضى.
فى هذه الأجواء ولدت أصوات غنائية مدهشة مثل محمد عزت ووجيه عزيز، وأحمد إسماعيل، وأحمد شاهين الذى رحل عن الدنيا مبكرا، وجاء أحمد إسماعيل إلى «صاعد» بعوده وصوت يسكن القلب بأشعار غنائية لأمراء الشعر مثل، فؤاد حداد، صلاح جاهين، أحمد فؤاد نجم، وجمال بخيت.
وبقدومه اكتملت عدة «صاعد»، وبها خرجنا من الغرف المغلقة إلى النجوع والكفور والحوارى فى لقاءات ومؤتمرات، يبشرون بالثورة، وأصبح أحمد إسماعيل هو فاكهة تلك اللقاءات، فبصوته العذب والشجى كان ينفذ إلى القلوب والعقول، التى قد تتململ أحيانا من الخطب الحماسية، وقد يتمكن منها الإحباط من تكرار أقوال المناضلين، دون حدوث فعل حقيقى إيجابى على الأرض يخلخل استبداد نظام مبارك.
كان أحمد إسماعيل يتجول فى كل الأماكن بلا ملل رغم ضيق الحال، وانضم إليه أحمد الغندور الذى هجر الفن وسافر إلى السعودية وكون جمهوره الخاص دون دعاية من مؤسسة رسمية، بنفس طريقة الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، وقدم فى هذه المرحلة أغنيات رائعة أبرزها «ياعم إدريس» و«ياتوت بلدنا يا شابك فوق» و«إيدك لسه فى إيدى» و«ارجع بقى» و«ازرع كل الأرض مقاومة»، وأستكمل غدا ما فعله من تأثير فى قريتى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
رحله البحث عن وطن
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
يقظه مواطن.....لمن جعل من الشريعه صنما للتخلف يعبد