مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية يسجل كتابات بلدة القصر بالمكتبة الرقمية

الجمعة، 08 نوفمبر 2013 01:30 ص
مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية يسجل كتابات بلدة القصر بالمكتبة الرقمية مكتبة الإسكندرية
الإسكندرية ـ جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قام مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية بتوثيق كتابات ونقوش بلدة القصر بالمكتبة الرقمية للنقوش والخطوط، حيث تم تشكيل فريق بحثى بقيادة الدكتور سعد شهاب المتخصص فى الكتابات والعمارة التقليدية فى صحراء مصر الغربية، بعد أن اندثرت بعض النقوش الموجودة على العتب، وسرق البعض الآخر منها، ولولا جهود وزارة الآثار فى الحفاظ على تلك الثروة الثقافية لكانت ضاعت واختفت تمامًا تلك النقوش التى تمثل وثيقة تاريخية مهمة عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأهل تلك المنطقة والعائلات العربية التى استقرت بها، وأهم الصناع بها، وعرض لأهم الوظائف السياسية والشخصيات التاريخية التى استقرت ببلدة القصر.

وتقع بلدة القصر فى منتصف الصحراء الغربية على بعد 530 كيلومترًا إلى الجنوب الغربى للقاهرة، وفى الشمال الغربى من مدينة موط عاصمة الواحات الداخلة على بعد 35 كيلو مترًا منها، وتعتبر بلدة القصر أول الأماكن التى استقبلت القبائل الإسلامية عند وصولها الواحات سنة 50 هجرية وبها بقايا مسجد من القرن الأول الهجرى؛ وازدهرت فى العصر الأيوبى وبها قصر الحاكم ومأذنة لبقايا مسجد، وهى مكونة من ثلاثة طوابق بارتفاع 21 مترًا، وتتميز شوارع القرية بأنها جميعًا مسقوفة بالأخشاب وجذوع النخل. وقد هيأ لها موقعها أهمية تاريخية منذ القدم؛ نظرًا لكونها نقطة التقاء لعدة دروب قديمة، وكانت بمثابة الطرق الخاصة بالقوافل التجارية وللغزاة والفاتحين خاصة إلى بلاد المغرب العربى.

وتمثل كتابات بلدة القصر مدرسة خاصة فى الخط العربى وفى خط الثلث الجلى تحديدًا، واستطاعت تلك المدرسة الفنية أن تخلق لنفسها نمطًا محددًا من الهام توثيقه، لأنه يعطى صورة للأنماط الفنية لكتابات الأطراف التى سادت فى مصر خلال العصر العثمانى، خصوصًا بعد انتشار سرقة ذلك العتب بصورة ملحوظة.

ووثق فريق مركز الخطوط ما يزيد على 50 عتبة خشبية فى مدخل كل منزل، ومحفور على كل عتبة كتابة بارزة بالخشب باسم صاحب الدار، وتاريخ إنشاء المنزل واسم الصانع الذى صنع هذه العتبة، ويُذكر أن عائلة علام النجار كانت أشهر العائلات فى صناعة العتب، وأقدم عتبة بالقرية يرجع تاريخها إلى عام 914هجرية؛ فى منزل محمد خطب، وصنعها المعلم لطف الله، ويعتبر بيت القاضى عمر بن القاص سباعى العثمانى الواحى القصرى من أضخم بيوت القرية، وعدد أدواره أربعة أدوار وقد بنى فى عام 1113 هجرية. وفى شارع البرج بالقرية يوجد منزل وطاحونة حسانين، ومازالت الطاحونة قائمة على حالها، واستطاع فريق التوثيق بالمركز توثيق الكتابات المنزل والطاحونة بالكامل، بجانب توثيقه لكتابات المحكمة، التى كانت هذه تستخدم كمدرسة. كما كانت القصر مقرًّا لكثير من الأمراء فى العصر العثمانى ويؤكد ذلك ما عثر عليه من نصوص إنشائية على أعتاب بعض أبواب المنشآت.

ويشير الباحث محمد حسن؛ أخصائى بحوث بمركز الخطوط، إلى أنه تم إدراج نقوش بلدة القصر بالكامل على موقع المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط، على أن يتم إخراج كتاب موسوعى للدكتور سعد شهاب يضم النقوش كاملة والتحليل الفنى والتاريخى لها خلال النصف الأول من عام 2014م.

وأضاف أحمد منصور؛ نائب مدير مركز الخطوط أن توثيق نقوش بلدة القصر حدث مهم فى تاريخ نشر الكتابات، نظرًا لندرة مجموعة النقوش الموجودة بها، والتى تتيح بحسب رؤيته نظرة مختلفة على حياة الصحارى تتسم بالاتساع وعدم الاقتصار على كتب التاريخ والاجتماع، فالنظرة التى تلقيها النقوش كوثيقة تاريخية على القضايا الشرعية والممارسات المتعلقة بالتملك وحياة الناس وتصور مدى المرونة التى اتسمت بها الحياة فى بلدة القصر. وأكد أن هذا العمل بمركز الخطوط لم يكن ليتم بتلك الصورة المشرفة لولا التعاون الصادق من وزارة الأثار، التى سمحت بالتصوير والتوثيق لفريق مركز الخطوط، وجميع مفتشى الأثار بالمنطقة الذين قدموا يد العون للمشروع.

يُذكر أن المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط تعد سجلاً رقميًّا للكتابات الواردة على العمائر والتحف الأثرية عبر العصور، وتهدف المكتبة إلى إتاحة دراسة النقوش والخطوط والكتابات فى العالم عبر العصور، منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحالى، فى جميع أنحاء العالم بنهج جديد ورؤية جديدة من خلال إنشاء مكتبة رقمية متكاملة للنقوش الأثرية المختلفة من أجل الحفاظ على التراث الحضارى والتاريخى للآثار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة