زينب عبد الوهاب تكتب: حوار مع وحش

الجمعة، 08 نوفمبر 2013 06:08 م
زينب عبد الوهاب تكتب: حوار مع وحش صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جئت أتحدث إليك، تتحدثين معى أم تتحدينى؟ لا بل أواجهك بالتساؤلات التى أرهقت عقلى، سأقبل مواجهتك لأنها تثير فضولى وسأريح سريرتك بكل ما تبغى معرفته، أتعلمى لماذا؟ لأنك هزمتينى ثلاث جولات وها هى جولتى الأخيرة معكى هزمتك؟ أنا !! نعم سأخبرك بعد أن أجب عن تساؤلاتك، إذن أخبرنى كيف تدخل إلى عقول وقلوب أحبابى وتسيطر عليهم وتملأ حياتهم بكل هذا الألم والمعاناة رغم أنك مجرد وهم أو بدايتك وهم، نعم أن المرض النفسى بدايته وهم يسيطر على العقل والتصرفات إلى أن يؤثر فعلياً على مواد كيميائية فى العقل فتنقص وبهذا يدخل كل الجسد فى معاناة مع الألم ولكنى لا أقترب إلا بعد أن يسمحوا لى، كيف؟ أنتى تعلمى أن الله خلق الناس بنفوس متنوعة ومتباينة من حيث القوة والضعف وكل نفس مهما كانت قوتها يوجد بها نقاط ضعف، إذا سارت الحياة معهم كما ينبغى مروا بسلام ولم استطع الاقتراب منهم، أما إذا سارت حياتهم عكس التيار وضغطت على نقاط ضعفهم كانت فرصتى لأدخل وأعشش داخل عقولهم من هذا الضعف، وتعالى معى لأعرض عليكى كيف قفزت إلى عقولهم، فها هى تفقد أختها فينفطر قلبها وتضعف نفسيتها فأقترب إليها فتتمسك بالإيمان فأبتعد عنها ولكن لا أتركها، حتى مرضت أمها بالوحش الخبيث الذى نهش جسدها فانهارت نفسيتها واتسعت بؤرة ضعفها فدخلت إليها واستكنت داخل عقلها فأصبحت تخشى المرض وتترقب وصول الوحش الخبيث إلى جسدها فى أى لحظة، وتحولت حياتها إلى مأساة فهى تعيش يومها فى ذعر وألم من وصوله إليها، نعم فأنا أرى ما تعانيه وينفطر قلبى عليها وأنا أعلم أنك مجرد وهم يسكنها، إنها مسكينة وأنت تحملها ما لا طاقة لها به، وها هو رغم تفائله وإقدامه على الحياة إلا أنه لا يقوى على تحمل الأعباء والمسئوليات فسحبته الحياة عكس التيار ووضعت عليه من الحمول ما لا يستطيع أن يتحمله فأحدثت شرخاً عميقاً فى نفسه فانهار فتسلطت على عقله فأصبحت المسئولية، كأنها وحش يطارده لينال من جسده وقلبه وهو فى هروب مستمر وذعر من هذا الوحش وسكن الحزن فى قلبه وأصبح يعيش على هامش الحياة خوفاً من مواجهته، نعم فأنت سكنت أطيب قلب قابلته فى الحياة فهو لا يستحق هذا الألم، أشعر بألمه وقد سكن قلبى فسحقاً لك، ولكن ماذا عن الذى نشأ فى طاعة الله فقلبه يملأه الإيمان كيف قفزت إلى عقله لقد صدمت عندما رأيت نظرات الزعر فى عينيه وهو يقول لى أنا خائف !! نعم فهو كان بعيداً كل البعد عنى وكدت أيأس فى الوصول إليه ولكن تقلبت عليه ظروف الحياة وانهارت أحلامه حلم يلو الآخر وفى كل مرة يسقط له حلم تضعف نفسيته، إلى أن دب اليأس فى قلبه وسأل الله كيف لى أن أعبدك طوال حياتى بهذا الإخلاص وأنت تحطم أحلامى؟ فكانت سقطته الكبرى فابتلاه الله بالفتنة فى قلبه وأنا من سكنت داخل الفتنة وطارده الخوف من الكفر وبدأ يفزعه، أنت تفزعنى أنا كيف لك أن تختار من هم أطيب وأطهر قلوب كى تحطمها وتبث اليأس فيها لدرجة أنهم يتمنون الموت هروباً منك !! حتى هذا الإنسان الذى أعتبره آية من آيات الله فى الأرض، فهو فى رقة وبراءة النسيم حزن قلبى عليه وأنا أراه يريد أن يهرب من الحياة ولكن لا يعلم إلى أين؟ حقاً ما تقولين فهو طيب ولكنه دائماَ يخشى القادم نقطة ضعفه الأمان فهو يريد حماية نفسه وكل من حوله من أى طارق ممكن أن يؤذيهم، وعندما تأزمت الأحوال وأصبح القادم مبهماً بالنسبة له ضعف فسكنت عقله ووهمته بأن القادم مخيف ومرعب ولن يقوى عليه فأحبط وقرر الهروب بنفسه وانتابه الذعر، إذن أنت جندى من جنود الشيطان فهو يتبع نفس سبيلك يوسوس إلينا من نقاط ضعفنا ومما تشتهيه أنفسنا، وبخبثه الشديد يهون علينا المعصية، فلنحاربك بالإيمان كما نحاربه، وهذه كانت أولى هزيمتى أمامك، أنا؟ نعم فعندما ضغطت الأقدار عليكِ بكل قسوة ضعفتِ فطاردتك فهربتِ وتمسكتِ بحبال الله وزادت ثقتك به بأن القادم أحسن فحماكى الله منى جزاء حسن ظنك به، هذا من فضل الله على، ومتى هزمتك الثانية؟ عندما كنتِ تخشين الظلام، حقاً فأنا كنت أختنق عندما يأتى الليل والرعب يدب فى قلبى، ولكنك كنتِ تبحثين دائما عن شعاع الضوء فى حلك الظلام فتفاؤلك جعلك ترى السماء أجمل فى الظلام وتملأها النجوم بالنور فعشقتى الليل حتى تتمتعين بالنجوم وهكذا واجهتِ خوفك وتعايشتِ معه بل وحولتيه إلى هدوء وأمان، والثالثة؟ أكثر شىء كان يخيفك الوحدة فكنتِ لا تشعرين بالأمان إلا فى وسط الناس، نعم هذا حقيقى، ولكن الأقدار فرضت عليكِ الوحدة وكانت فرصتى الثمينة لأتملك من عقلك، ولكنك حاورتى الوحدة، كما تحاوريننى الآن وقررتِ أن تصادقيها حتى لا تخيفك، والتمستِ فيها الهدوء والمعرفة والتأمل والبعد عن الذنوب، وأصبحت صديقتك الصدوقة، ولا تجدى راحتك إلا فيها.. إذن الحل هو أن نواجه مخاوفنا ولا نهرب منها حتى لا ندع لها المجال أن تسكننا.. ولكن كيف تقوى كل النفوس على مواجهة مخاوفها هل هذا يسير؟ "أكيد إنه ليس باليسير لكن مع قلوب طاهرة كتلك ونفوس طيبة نستطيع أن نحاوطها بالحب والحنان ونزرع داخلها الطمأنينة، ونواجه معهم مخاوفهم، إنها جولتى الأخيرة معكِ فإما أن تجعليهم يواجهونى، وهذا لن يحدث إلا إذا خرجت من داخلهم وجعلونى أمام أعينهم، وإما أن آلامهم ستفطر قلبك وتضعفه فتكون فرصتى لأهزمك وأعيش داخلك.. لا أعدك بأن أهزمك فلن أجعلك تحطم قلوب من أحب فحبال الله ممتدة من السماء إلى الأرض وهى الأمل فى النجاة، سأساعدهم أن يتمسكوا بها ليستطيعوا مواجهتك، وتتحرر نفوسهم منك ويمتلئ قلبهم بالأمل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة