اخترقت "اليوم السابع" منطقة نجع العرب، أحد المناطق العشوائية المعزولة عن محافظة الإسكندرية، والتقت بأهالى المنطقة لرصد معاناتهم من أجل تعليم أولادهم الذى تبدد تحت مياه الصرف الصحى، وكابلات كهرباء الضغط العالى، وتجار المخدرات.
"ثعابين، فئران، حشرات، صرف صحى، مزلقان قطار الموت"، السمة المميزة لمدرسة الثروة السمكية دون غيرها، فضلا عن تميزها بقلة مدرسيها نظرا لبعدها عن المناطق المأهولة وصعوبة الوصول إليها، حيث الطرق غير ممهدة ومليئة بالقمامة ورائحة مياه الصرف والكلاب الضالة.
"أولادنا كرهوا الذهاب للمدرسة" هذا هو حال لسان الأهالى حيث لا تعليم، كما أن المدرسين يفضلون "النوم على العلم"، تقول والدة الطالب أحمد محمد فراج: "نجلى عندما يذهب للمدرسة، المدرسون يأمرونهم بالنوم حتى لا يتعبون أنفسهم، ولم يشرحوا الدروس من قلة الإمكانيات، أهمها بالطبع تأخر وصول الكتب للمدرسة".
وتابعت: "الأطفال وصلوا إلى الصف السادس الابتدائى ولا يعرفون القراءة والكتابة، ونضطر إلى أن نحرم أنفسنا من قوت يومنا لنعطى أبنائنا دروسا خصوصية، حتى لا نراهم مثلنا لا يجيدون القراءة والكتابة".
وأضافت: الأهالى قدموا شكاوى لا تعد ولا تحصى لدرجة أننا كنا نذهب إلى الأبنية التعليمية والإدارة بـ"الميكروباصات" من كثرة أعدادنا، حتى يجدوا لنا حلا للعذاب الذى نراه يوميا، وأولها الأطفال المهددين بسبب مزلقان القاطر الذى لا يوجد عليه حاجزا، وعسكرى، مما أدى إلى مصرع 3 أطفال.
وأشارت إلى "أن لدغ الثعابين والحشرات شىء آخر حتى أن أحد الطلبة توفى فى العام الماضى، بسبب ثعبان، نتيجة وجوده داخل مياه الصرف التى غزت المدرسة والبيوت أيضا دون حل حقيقى يريح أولياء الأمور والطلبة".
ويقول والد الطالب أحمد محمد عبد العزيز: "جمعنا من كل فرد 20 جنيها، أو أكثر، كل عائلة على قدر استطاعتها المادية حتى نتمكن من شفط مياه الصرف الصحى فى المدرسة وردمها أيضا".
ولم يكن للطلبة الصغار رأى يختلف عن أوليائهم، حيث تبددت أحلامهم على أبواب المدرسة المغلقة بمياه الصرف الصحى والحشرات والثعابين أيضا، يليها وكر المخدرات الملاصق للمدرسة حيث يذهب المتعاطون هناك أمام الأطفال للبيع والتعاطى.
ويسرد أحد طلاب المدرسة - رفض ذكر اسمه- عن معاناة الطلبة من زملائه مع مدير المدرسة الذى يأمرهم بتنظيف "الحوش" الممتلئ بمياه الصرف والقمامة التى تمنعهم حتى من طابور الصباح، مثل أى طلاب آخرين، بدلا من تلقى دروسهم وتعليمهم داخل الفصول المتهالكة.
وأشار "إلى أن مدرسى المدرسة لا يعطوهم أى شىء ويتركونهم بالساعات داخل الفصل، ولا نتعلم إلا القليل وينتهى الفصل الدراسى دون أن نتعلم شيئا.
وأضاف مدير المدرسة لم يتفوه بكلمة واحدة، مؤكدا "أن الأمور على ما يرام، وهناك فصول فارغة دون طلاب، والمدرسة على أكمل وجه كما أن مدرسيها الأعلى جودة دون غيرهم".
الأمر الذى أثار حفيظة الأهالى المتواجدين أمام مدرسة "الألف مسكن"، والتى تم نقل فيها تلاميذ مدرسة "الثروة السمكية" مؤقتا، واعتبروا أن مدير المدرسة يبحث عن مصالحه الخاصة وترقية، دون النظر لمصلحة الطلاب، علاوة على قرب المدرسة من مسكنه – على حد قولهم.
ومن ناحيته، قال الدكتور سمير النيلى، مسئول بمديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، إن المديرية ستدرس هذه المشكلة، وستتقابل مع أولياء أمور الطلاب بمدرسة الثروة السمكية الابتدائية بنجع العرب غرب الإسكندرية لحل الأزمة، وذلك بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة.







