كشف وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى عن موافقة الرئيس باراك أوباما على دعوة المستشار عدلى منصور بالبدء فى الحوار الإستراتيجى بين القاهرة وواشنطن، وهو ما يؤكد على أن الإدارة الأمريكية غيرت سياستها تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو.
السؤال الآن: ما هى أهمية مصر بالنسبة للولايات المتحدة، وإلى أى مدى سيؤثر الحوار الإستراتيجى على مستقبل البلدين؟
من جانبها، أكدت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية، أن دعوة إعادة إجراء حوار إستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة خطوة مهمة فى طريق إعادة الدماء إلى شريان العلاقات المصرية الأمريكية، مضيفة أن الولايات المتحدة وجدت أمامها دولة أو حليفا يتعامل بأسلوب جديد، فالحكومة المصرية لن تقول "نعم" على كل قرارات الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن رسالة "كيرى" كانت تحمل قدرا كبيرا من إدراك الإدارة الأمريكية لتلك الرسالة، ولأهمية مصر بالنسبة إليها.
وعن أهمية مصر للولايات المتحدة الأمريكية، قالت إنها ترتكز فى ثلاثة محاور، الأول هو مكافحة الإرهاب، فمصر تعتبر الركيزة الأهم فى مكافحة الإرهاب، كما أن هناك تعاونا على المستوى الأمنى بين مصر والولايات المتحدة، والمحور الثانى هو الحفاظ على مصدر الطاقة، ومصر وفقا لموقعها الإستراتيجى تعتبر معبرا مهما جدا للولايات المتحدة لعبور شاحنات طاقتها عبر قناة السويس، لذا ليس من مصلحة الولايات المتحدة معاداة مصر، وأيضا من الناحية التجارية تعتبر مصر سوقا مهما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وفقا لعدد سكان مصر، ثالثا الحفاظ على إسرائيل، الحليف الأول للولايات المتحدة، من خلال استمرار حفاظ مصر على معاهداتها الدولية وكامب ديفيد، بالإضافة للدور المهم الذى تلعبه مصر فى المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
وأضافت د.نهى بكر قائلة "هناك نوع من التغير الواضح فى خطاب كيرى الأخير، حيث لم يذكر مثلا كلمة انقلاب عسكرى، ولم يتحدث بألفاظ متشددة، على عكس خطاب الولايات المتحدة الأول، وذلك لعدة أسباب، أولها أن هناك تأكيدا واضحا للولايات المتحدة الأمريكية برفض الشارع المصرى للتيار الإسلامى المتشدد فى الحكم لأنه لم يكن يشمل جميع طوائف الشعب، ومن الواضح أن الولايات المتحدة أصبحت مقرة بالأمر الواقع ولا تريد خسارة رجل الشارع المصرى"، وتابعت قائلة "أيضا جلسة الاستماع بالكونجرس أظهرت أن الكونجرس لا يتفق مع قرارات أوباما فيما يخص تعليق المساعدات الأمريكية لمصر، سواء فى شكلها الجزئى أو الوقتى، لذلك كان الضغط الداخلى والخارجى كفيلاً بإعادة الإدارة الأمريكية النظر فى مواقفها تجاه شكل العلاقة مع مصر، ورغم خطاب كيرى الذى أوضح أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لا تزال متوقفة على تشكيل الحكومة المصرية الجديدة، التى من شأنها تنفيذ خارطة الطريق، بما يضمن تمثيلا جيدا للمرأة والشباب وجميع طوائف المجتمع".
من جانب آخر، قال وزير خارجية مصر السابق محمد العرابى، إن حديث كيرى، والمجهود الدبلوماسى المصرى، يعتبر مخرجا جيدا لمحاولة إعادة العلاقات لشكلها الطبيعى بين الطرفين، مشيرا إلى أن هذا الحوار يؤكد على وضع أسس جديدة للعلاقات المصرية الأمريكية، قائلا "هناك ثلاثة عوامل ستغير من شكل تعامل الإدارة الأمريكية تجاه مصر، أولا إدراك الولايات المتحدة أن مصر دولة لن تقبل الرضوخ للضغوط الأمريكية من جديد، وهذا المعنى وصل للإدارة الأمريكية ويتضح فى حديث كيرى خلال المؤتمر الصحفى، ثانيا إدراك الولايات المتحدة أن مصر تتحرك وخلفها دعم عربى كبير، ثالثا عزم مصر على تطبيق خارطة الطريق للوصول للديمقراطية، ووفقا لتلك المحددات الثلاثة ستعمل الولايات المتحدة فى الفترة المقبلة".
هل ينتشل الحوار الإستراتيجى العلاقات المصرية الأمريكية من بؤرة الصدام؟.. نهى بكر: الولايات المتحدة أدركت تغيير الحليف المصرى ومن مصلحتها إعادة بناء الحوار مع مصر
الخميس، 07 نوفمبر 2013 12:19 م
محمد العرابى وزير خارجية مصر السابق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة