هانى كشك يكتب: فى عيد الميلاد

الخميس، 07 نوفمبر 2013 05:19 ص
هانى كشك يكتب: فى عيد الميلاد صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وفى كل عيد ميلاد يتمنى لك كل من حولك عامًا سعيدًا.. إنهم يتحدثون عن المستقبل وكيف كان الماضى؟ هل تعلمت منه شيئًا أم أنك كنت تعيشه فقط دون أن يضع علامة فى حياتك، أم كانت علاماته أكثر من اللازم؟ هل تجاربك فى الماضى تؤهلك إلى عبور عام جديد، وأن يكون عامًا سعيدًا كما يتمنون لك؟ عمومًا كل عام وأنت سعيد وطيب ولا تفكر فى الماضى، فقد ولى وفات، أما المستقبل فهو آت، ويجب أن نتمنى لك أن يكون سعيدًا.

حتى لو لم يكن الماضى جميًلا فلا فائدة من البكاء عليه أما مراجعته فهى شىء واجب، فهذا هو التاريخ الوحيد الذى ستتعرف عليه حقًا كما حدث، فقد عاصرت كل أحداثه، وكنت شاهدًا عليه، أما تاريخ الدول فقد لوثه أصحاب المصالح وستظل أيديهم تعبث به وتغير معالمه حتى تطمسه فلا نعلم لنا جذورًا واضحة، تشويه معالم الحاضر يساعد أيضًا على تغيير التاريخ، لأنهم يكررون الأكاذيب ويظلون يكررونها حتى يصدقها الناس ويرددونها أيضًا ثم يعلمونها لأولادهم على أنها الحقيقة، لذا فكثير من أحداث التاريخ يحيط بها الشك والريبة وتقف الأمم بعد سنوات طويلة وتتساءل هل كان هذا الشخص بالفعل زعيم أو بطل شعبى، هل كان صادق أم أنه كاذب أو بالفعل انتصرنا أم أن الهزيمة كانت واضحة ولكننا بدلناها لنخدع الآخرين...

ولن تعرف مدى صحة قراراتك فى الماضى إلا لو قمت بتقييم النتائج التى توصلت إليها فى الحاضر فقد تحتاج إلى تعديل المسار وربما تغييره والاعتراف بخطئك القديم (فى كثير من الأحيان تنقصنا الشجاعة فى الاعتراف) ولكن كل هذا يخضع لمدى صدقك مع نفسك وأهدافك التى تريد الوصول إليها.. (ما علينا) فالعقول السليمة تحكم على الماضى بعد قراءته من أكثر من زاوية لتعرف مدى صدقه لأن الحق واضح والباطل أيضًا، والأكاذيب مهما عاشت وشابت بيننا ومهما بدلت رداءها الذى ترتديه لتقنعنا بأنها الحقيقة فلابد أن عقًلا سيكشفها ويتعرف عليها.

أما عيد ميلادك فعش سعيدًا تكن سعيدًا وابحث عن السعادة فى أى مكان، وعن نفسى فلم أرها إلا فى الرضا والرضا حالة من السلام الداخلى الذى تشعر به فى نفسك، فتجد هدوءا غريبا يتسرب إليك فتشعر بمدى انحطاط الدنيا، وأنها لا تستحق كل تلك الصراعات فتزهد فيها زهد الأتقياء الورعين، فلا ترفضها أو تنعزل عنها، ولكن تتجنب حالات الشد والجذب بين البشر وتطبق حديث رسول الله، أن ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك ما كان ليصيبك، تدرك هذا عن يقين ينعكس فى تصرفاتك، ابحث عن السعادة فى إخلاصك لعلاقتك بربك.. فى ابتسامة طفل بريئة لم تلوثه دناءة الدنيا.. فى بصمة إيجابية لك على من حولك.. فى علاقتك الصافية دون أية مصالح مع الآخرين.. ابحث عنها وستجدها لتشعر بهذه الحالة من الرضا والسلام الداخلى وعندما تجدها ستشعر أن كل لحظة تعيشها ستكون طيب فيها، وأنك تولد من جديد ولا تحتاج إلى عيد ميلاد لتسمع جملة: كل عام وأنت طيب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة