غادة عطا تكتب: النخبة والمواطن

الخميس، 07 نوفمبر 2013 07:09 م
غادة عطا تكتب: النخبة والمواطن مدينة الإنتاج الإعلامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تطل علينا عبر شاشات التلفاز ووسائل الإعلام المختلفة مجموعة من الخبراء والمحللين السياسيين والاقتصاديين الذين يطلق عليهم النخبة الثقافية من الأحزاب وأساتذة العلوم السياسية.

وهؤلاء النخب عادة ما يكونون مولعين مفتونين بالغرب إلى حد الرغبة فى التطبيق الحرفى لكل نظام فى الغرب حتى وإن كانت الظروف المجتمعية والسياسية مختلفة أو حتى متناقضة، كما لو أنهم يترجمون ترجمة حرفية لنصوص يحفظونها عن ظهر قلب دون تصرف أو إعمال للعقل لمواكبة الأحداث والاهتمام بروح النص.

وافتتانهم بالثقافة الغربية يدفعهم دفعا إلى مواجهة مجتمعاتهم باسم التحضر لرغبتهم فى تغييرها لتكون نسخا مكررة من الحضارة الغربية بشرها وخيرها دون أدنى تطوير للأفكار أو موازنة للمفاسد والمصالح الإنسانية أو مراعاة للمعايير الثقافية.

وللأسف فإن تلك النخبة فى سعيها الحثيث لإدخال كل مفاهيم وأساليب الحضارة الغربية يتلاعبون بالمعانى ويخفون الكثير من الحقائق السلبية عما يروجون له حتى يستطيعوا إقناع العامة وخلق حالة شعبية متقلبة لما يروجون له من أفكار قد تكون فاشلة وغير ناضجة وغير منتجة حتى فى البيئات التى خرجت منها، لكنهم يصرون قدما على تنفيذها تنفيذا حرفيا.

يتركون الأساسيات فى احتياجات المواطنين إلى فرعيات وقشور شكلية تخدم أفكارهم المستوردة وتحقق الشكل الذى يريدونه للدولة كمسميات ونظريات وقوالب فكرية جامدة وليس كواقع ملموس ناجح يحقق رفاهية وراحة المواطن، وبالتالى عندما يدخل هؤلاء النخب إلى الحكومات كمسئولين مطلوب منهم تحقيق كل ما كانوا ينادون به من نظريات يصطدم المواطنون بفشلهم فى تحقيق أدنى تطلعاتهم اليومية لأنهم كانوا يعتمدون النظريات ولا يملكون أدوات ومقومات التنفيذ على أرض الواقع ولأنهم منفصلون حقيقة عن المشاكل الملحة والأولويات ومعاناة المطحونين التى يختزلونها فى مصطلحات سياسية جوفاء رنانة لن تسد جوع الناس ولن تسكن آلامهم.

فهذه المصطلحات المستوردة التى فشلت فى إنقاذ مجتمعاتها من الفقر ومن الفروق الطبقية ومن المادية الجشعة ومن حياة الحرية الزائفة التى تحركها أيدى خفية من وراء ستار لا يمكنها أن تتعامل مع ظروفنا الاقتصادية الأكثر صعوبة ولا ظروفنا السياسية التى ما زالت تحبو على طريق الوعى والإرادة الوطنية المستقلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة