عمرو وجدى يكتب: الصراع السياسى.. وخلط الأوراق

الخميس، 07 نوفمبر 2013 05:15 م
عمرو وجدى يكتب: الصراع السياسى.. وخلط الأوراق علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن يكون هناك صراع وتشاحن بين تيارات وأحزاب سياسية مختلفة، فهذا أمر مقبول، وأن يقوم مؤيدو الإخوان بمسيرات ومظاهرات من أجل المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى، فهذا أمر مقبول أيضا، وأن يخرج مؤيدو الفريق عبدالفتاح السيسى بمسيرات مضادة للإخوان للمطالبة بترشحه لانتخابات الرئاسة فهذا أمر لا بأس منه.

ولكن ما ليس مقبولا على الإطلاق ومرفوضا من جميع النواحى هو توسيع نطاق الخلافات والصراعات السياسية وإقحامهما فى المجالات الأخرى- كالرياضة والفن والثقافة- مما يؤدى إلى إفسادها وإفراغها من مضمونها.

الأمثلة كثيرة فى هذا الصدد وأشهرها: ارتداء لاعب الكونج فو محمد يوسف مؤخراَ قميصاَ لإشارة رابعة الشهيرة أثناء تتويجه بذهبية بطولة العالم فى دورة الألعاب القتالية لمنافسات الكونغ فو فى مدينة سان بطرسبرج الروسية.

بصرف النظر عن رد الفعل العنيف من قبل اتحاد اللعبة وقراره بإيقاف اللاعب تمهيداَ لشطبه نهائياَ، إلا أن تصرف اللاعب خاطئ وغير مقبول ومرفوض تماما من شخص حاصل على أعلى ميدالية فى بطولة دولية ويمثل بلاده فى محفل رياضى كبير.

بالطبع.. انتماؤه وتوجهه السياسى يُحترم ولكن كان عليه أن يحتفظ به لنفسه وأن ينأى بنفسه عن إقحام الصراع السياسى فى الرياضة، وكان عليه أن يقوم برفع علم مصر التى يلعب باسمها وجعلته بطلاَ رياضياَ بدلا من رفع إشارة أو علامة سياسية.

ولأن الشىء بالشىء يذكر، فمن غير المقبول أيضاَ أن يتم رفع لافتات مؤيدة للجيش أو أى طرف آخر أثناء المباريات الرياضية، فرفض إقحام السياسة فى الرياضة يجب أن يكون على جميع المستويات وبدون أى تفرقة أو معايير مزدوجة.

المثال الثانى هو اقتحام عناصر من تنظيم الإخوان للقاعة التى كان يتواجد فيها الروائى الدكتور علاء الأسوانى فى معهد العالم العربى بباريس أثناء مناقشة روايته الجديدة والرائعة "نادى السيارات"، مما أدى إلى تحطيم محتويات القاعة واضطرار قوات الأمن الفرنسية إلى إخراج الدكتور علاء الأسوانى من الباب الخلفى للمعهد... فهذه الأمسية الأدبية التى احتفل فيها الفرنسيون بروائى وأديب مصرى عالمى ترجمت وتترجم روايته إلى لغات العالم، حولها الإخوان إلى ليلة مظلمة بأفعالهم الشنعاء التى لا تدل على أى تحضر برغم وجودهم فى "باريس" عاصمة التحضر والثقافة، وأصروا كالعادة أن يقحموا الصراع السياسى فى الفن والأدب والثقافة، وإفساد ندوة الدكتور علاء الأسوانى لأنه معارض لهم ولرئيسهم المعزول.

إن عملية خلط الأوراق- وإقحام الصراع السياسى فى المجالات الأخرى- التى يمارسها الإخوان لن يفيد أبداَ وسيكون هم أول المتضررين منها، لأن بسلوكهم الهمجى وغير المتحضر ضد كل من ليس معهم أو كل من لا يدعمهم أو يناصرهم، يثبتون للعالم أجمع أنهم ليسوا على حق، وأن ما يهمهم هو كرسى السلطة حتى إذا كان الثمن هو حرق مصر وتشويه سمعتها أمام المجتمع الدولى، وسينفد رصيدهم حتى عند أقرب الأشخاص والكيانات قرباَ منهم وداعماَ لهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة