د.سمير البهواشى يكتب: قسوة القلوب

الخميس، 07 نوفمبر 2013 03:35 ص
 د.سمير البهواشى يكتب: قسوة القلوب المقابر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القسوة إذا دخلت قلباً ملأته حقدا وحسدا وكبرا وخيلاء وحرصا وبخلا، وأسبابها يمكن حصرها فى: الغفلة وطول الأمل، أما الغفلة فمنشؤها الجهل بالله ودواؤها العلم، وأما طول الأمل فمنشؤه الغرور وعلاجه ذكر الموت.

ونحن حين ندعو أنفسنا والناس إلى الإكثار من ذكر الموت فليس ذلك بسبب اليأس من الحياة أو التشاؤم، لكنه التذكير بالكأس الذى لابد لكل منَّا أن يشربه وهو عنه غافل لاهٍ.

وقد وعى السلف الصالح رضى الله عنهم وصية نبيهم صلى الله عليه وسلم، فجعلوا الموت أمام أعينهم، لذلك قصرت آمالهم، وصلحت أعمالهم وقلوبهم مع أنهم فتحوا مشارق الأرض ومغاربها، وسادوا الدنيا بطاعة الله، وجاءهم الموت، فكانوا يفرحون بقدومه من الأم بقدوم ولدها الغائب، إن كل يوم يمر من حياتنا يقربنا من آجالنا ولقاء ربنا.

قل للطبيب تخطفته يد الردى
يا شافى الأمراض من أرداك..
ابحث فى شريط الحكايات التى رويت أمامك أو شاهدتها بنفسك عن ساعة ومكان وكيفية احتضار من تحبهم أو تعرفهم، فسيتأكد لك صدق الله عندما قال فى سورة النساء آية(78) {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} وفى الأحزاب آية (16) {قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا} وفى الواقعة آية (60) {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} صدق الله العظيم

إذن فذكر الموت يرقق القلوب ويزيل قساوتها إذ يجعلها دائمة التعلق بالله تحب أن تلقاه على أفضل ما يريده منها ويرضاه لها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة