تراكمت الساعات الضائعة يوميا مع تراكم السيارات فى زحام شوارع القاهرة، داخل سيارته.. استغل الوقت فى حسبة صغيرة لثلاثة ساعات يضيعون فى الزحام يوميا على مدار العام نتيجتها ببساطة "1080 ساعة"، رفع صوت الراديو فى رحلة للبحث عن شىء مفيد تنقل خلالها بين القرآن الكريم والأغانى، وبرامج الأخبار لم تضف له جديدا، أغلق الراديو ليبدأ هو بنفسه رحلة تحويل الزحمة إلى كنز معلومات تحت عنوان "اقرأ لى".
محمد وهبة، مهندس كمبيوتر، هو صاحب هذه الرحلة التى انطلق فيها مع رامى جمال مهندس الاتصالات، وعبد الله إيهاب مهندس الميكانيكا فى 2010 لتحويل كل ما نقرأه بداية من المقالات وحتى الكتب إلى محتوى مسموع نأخذه معنا أينما ذهبنا، وبالتحديد إلى زحام المحروسة حيث يتسرب الوقت فى الفراغ دون فائدة، يقول: "أطلقنا تطبيق اقرأ لى لكل الموبايلات الذكية أخيرا فى يناير 2013 ودلوقتى عندنا 11 ألف مقالة ممكن الناس تسمعها، وحمل التطبيق أكثر من 80 ألف شخص".
فكرة "وهبة" بدأت من الزحام وإلى الزحام تعود الآن، ولكن خلال ثلاث سنوات من الفكرة وحتى انطلاقها الآن كانت رحلة طويلة، يقول: "اتجمعت مع رامى وعبد الله، وفى 2011 مع نهاية الثورة بدأ الشباب كلهم يحسوا بدفعة معنوية كبيرة وإحنا كنا معاهم، وبدأنا اقرالى بشكل تطوعى وعملنا موقع وقتها سجلنا فيه عدد كبير من المقالات، لكن فوجئنا بفشل الفكرة بشكل كامل".
يتابع: "ما ننكرش أننا حسينا باليأس لكن أتعلمنا من الفشل ما أتكسرناش وبدأنا نشتغل عشان نطور الفكرة بشكل أفضل فى 2012 وحطينا خطة شالتلنا إحباط ثانى لأننا كنا مخططين ننطلق فى ثلاثة شهور وأخدنا 6 شهور والنجاح مكنش كبير، وفى كل ده كان الأهم والأصعب فكرة تطبيق الموبايل لأن هى الهدف الرئيسى والأصعب لينا، وفى 2013 كان النجاح مع التطبيق و80 ألف شخص حملوه".
1080 ساعة هى ما يقارب ساعات عام دراسى كامل، وخلالهم يحاول اقرأ لى تغيير ثقافة شعب كامل بآلاف الاختيارات التى لن تجد وقوت لقراءتها وتسمعها مجانا أثناء طريقك من خلال تحميل البرنامج بشكل مجانى، وحتى دون الحاجة للاتصال بالإنترنت أثناء الاستماع، وهو ما يشرحه وهبه ويقول: "بنسمح ليك وأنت متصل بالإنترنت بإضافة أى حاجة أنت عايزها لقائمة الاستماع، وبمجرد ما بتضيف اللى عايز تسمعه بيتحمل وتقدر تسمعه فى أى وقت من غير ما تكون متصل بإنترنت فى وقت الاستماع، لأن كثير مننا ما بيشغلش الإنترنت وهو فى العربية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة