كما توقعت قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للقاهرة الأحد الماضى، فالولايات المتحدة تجاوزت مرحلة الإخوان المسلمين ورئيسهم المعزول محمد مرسى، وبدأت فى النظر لمصالحها الاستراتيجية التى باتت مهددة بالمنطقة بعد إعلان دعمها السابق للجماعة المحظورة.
كثيرون ربطوا بين زيارة «كيرى» وبدء محاكمة «مرسى» الاثنين الماضى، لكن كانت المؤشرات قوية على أن واشنطن بدأت تتخلى تدريجيًا عن حليفها الاستراتيجى «مرسى» لأخطاء ارتكبتها الجماعة بعد 30 يونيو كادت أن تضر بمصالح واشنطن، فضلًا على مراجعة الإدارة الأمريكية لسياستها تجاه مصر، واتجاهها الأخير للسير مع الإرادة الشعبية المصرية التى خلعت وعزلت «مرسى» فى الثالث من يوليو. ربما تكون النقطة الفاصلة فى الانتهاء السريع لشهر العسل الأمريكى الإخوانى هى تحالف أعضاء الجماعة المحظورة مع قيادات بتنظيم القاعدة بهدف إحداث إضرابات أمنية تبدأ من سيناء، وتنطلق إلى مناطق أخرى بأنحاء الجمهورية. ففور علم واشنطن واطلاعها على تفاصيل هذا التحالف بدأت تتفهم الطبيعة الإرهابية لهذه الجماعة، وأخذت فى تغيير مواقفها تجاهها، لذلك لم يكن مستغربًا أن يقف «كيرى» فى مؤتمر صحفى بالقاهرة مع وزير الخارجية نبيل فهمى لإعلان تأييده ودعمه لخارطة المستقبل المصرية، ودعمه لجهود مصر فى التصدى للإرهاب، فرهان واشنطن على الجماعة فشل حتى وإن كان الإخوان قد قدموا قرابين الطاعة والولاء لإدارة باراك أوباما، ومنها على سبيل المثال تفكيك القضية الفلسطينية حتى تهنأ إسرائيل بالأمن، وهو ما وضح من التسريبات الصوتية للمعزول الذى قال فيها إنه كان يخطط لإنشاء قنصلية لغزة فى مصر، كاشفًا بذلك عن نية جماعته تقسيم فلسطين لدولتين فى غزة والضفة الغربية، والهدف واضح وهو إنهاء الصراع بما يخدم المصالح الإسرائيلية التى ما كانت لتحلم بتحقيق هذا الهدف. النقطة الأهم أيضًا فى زيارة «كيرى» هى إعلان موافقة أوباما على دعوة المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، بالبدء مجددًا فى الحوار الاستراتيجى بين البلدين، والذى توقف منذ عدة سنوات، فعودة الحوار مرة أخرى ستكون دليلًا واقعيًا على إعادة واشنطن لترتيب وضعها فى المنطقة انطلاقًا من مصر، وتصحيحًا لمسارها الخاطئ طيلة الأشهر الماضية. المحصلة النهائية لزيارة الساعات الست لـ«كيرى» الأحد الماضى أن الإرادة الشعبية المصرية استطاعت أن تكون حجر الزاوية فى تغيير سياسات واشنطن الخاطئة تجاه مصر، وساعدنا على ذلك غباء «المحظورة» التى ظنت أنها تحظى بدعم أمريكى لا نهائى، وتناست أن واشنطن تبحث دائمًا عن مصالحها.
عدد الردود 0
بواسطة:
صوت الغخوان الأحرار
العند سيد الأخلاق
عدد الردود 0
بواسطة:
amr
الى السيد كاتب المقال