يعقد غدًا الخميس أعضاء مجلس محافظى البنك المركزى الأوروبى، اجتماعهم الدورى فى مقر رئاسته بمدينة فرانكفورت الألمانية، لمراجعة السياسة النقدية لمنطقة اليورو، فى ظل توقعات بالإبقاء على سعر الفائدة عند مستواه المنخفض القياسى وقدره 0.5%، مع احتمال الإشارة إلى إمكانية خفضها خلال الشهور المقبلة، وهو ما يعنى أن البنك سيتجنب الرضوخ لضغوط الأسواق المطالبة بخفض سريع للفائدة.
ويقول المحللون، إن معدل التضخم المنخفض الذى لا يتجاوز 1% فى منطقة اليورو، فى حين أن المعدل المسموح به بالنسبة للبنك هو 2% مع استمرار معدل البطالة المرتفع، يمكن أن يدفع رئيس البنك المركزى ماريو دراجى الإيطالى الجنسية إلى استغلال المؤتمر الصحفى، الذى سيعقد بعد اجتماع مجلس المحافظين، لكى يفتح الباب أمام إمكانية خفض الفائدة خلال الشهور المقبلة كجزء من جهود البنك، لإنعاش الاقتصاد المتعثر فى منطقة العملة الأوروبية الموحدة.
وقالت بيرنيله بومهولدت نيلسن، المحللة الاقتصادية فى دانسك بنك "خفض سعر الفائدة سيكون موضع نقاش فى (اجتماع هذا الأسبوع)، ولكننا نتوقع إقدام البنك على خفض سعر الفائدة فى ديسمبر المقبل".
ومن المنتظر أيضًا أن يعلن البنك المركزى خلال اجتماع الغد أحدث توقعاته للنمو الاقتصادى ومعدل التضخم فى منطقة اليورو والاتحاد الأوروبى، حيث يعتمد مجلس المحافظين المكون من 23 عضوًا هذه البيانات كأساس للمناقشات.
ويأتى اجتماع مجلس المحافظين اليوم فى أعقاب صدور بيانات الأسبوع الماضى، أوضحت انخفاض معدل التضخم فى منطقة العملة الأوروبية الموحدة إلى أدنى مستوى له منذ 4 سنوات تقريبًا، حيث سجل فى أكتوبر الماضى 0.7%، فى الوقت الذى واصل فيه معدل البطالة ارتفاعه.
وكان انخفاض معدل التضخم عن الحد المستهدف بشدة خلال الشهر الماضى قد عزز ضغوط الأسواق على البنك المركزى الأوروبى، لاتخاذ قرارات تنعش الاقتصاد بما فى ذلك خفض الفائدة.
فى الوقت نفسه، فقد اليورو أكثر من 2% من قيمته أمام الدولار الأسبوع الماضى، مع استمرار تراجعه الأسبوع الحالى فى ظل تكهنات الأسواق بأن انخفاض معدل التضخم يعنى أن البنك سيتحرك غدًا الخميس لخفض الفائدة.
ولكن أغلب المحللين يعتقدون أن تراجع اليورو يتيح للبنك المركزى الذى يأخذ جانب الحذر دائمًا، فرصة للتفكير فى خطوته التالية.
وقال ماركو فالى، كبير المحللين الاقتصاديين فى بنك يونى كريديت "تراجع قيمة اليورو فى أعقاب التراجع المفاجئ لمعدل التضخم يتيح بعض الوقت أمام البنك المركزى الأوروبى" قبل اتخاذ قرار بشأن خطواته التالية.
كما سيساعد تراجع قيمة اليورو فى تخفيف الضغوط على صادرات منطقة اليورو فى الأسواق الدولية.
وهذا الانخفاض فى قيمة العملة الأوروبية الموحدة، يقلل الخطر الذى يواجهه التعافى الهش لمنطقة اليورو، نتيجة ضعف الطلب العالمى.
كانت منطقة اليورو قد خرجت بالكاد من دائرة الركود الاقتصادى فى الربع الثانى من العام الحالى، بعد معاناة استمرت 18 شهرًا.
وقال دراجى فى مؤتمره الصحفى مطلع سبتمبر الماضى، إن التعافى الاقتصادى لمنطقة اليورو ضعيف وهش وغير مؤكد.
وتترقب الأسواق أن يكشف دراجى فى مؤتمره غدًا عن خطوات إضافية لتحفيز الاقتصاد، بما فى ذلك إطلاق جولة جديدة من القروض منخفضة الفائدة فى إطار عمليات البنك المركزى للتمويل طويل الأجل، للمساهمة فى تعزيز السيولة النقدية بالأسواق.
ولكن منذ آخر اجتماع لمجلس محافظى البنك المركزى مطلع الشهر الماضى ظهرت مؤشرات على أن منطقة اليورو نجحت فى البقاء على طريق النمو.
وقد زاد الطلب الصناعى فى ألمانيا بنسبة 3.3% خلال سبتمبر الماضى، بحسب ما أعلنته وزارة الاقتصاد الألمانية، اليوم.
فى الوقت نفسه، ذكرت مؤسسة ماركيت لأبحاث السوق ومقرها لندن، اليوم، أن مؤشر ثقة مديرى المشتريات لقطاعات التصنيع والخدمات فى منطقة اليورو، واصل ارتفاعه خلال أكتوبر الماضى للشهر الرابع على التوالى.
وصل المؤشر الذى تترقبه الأسواق إلى 51.9 نقطة خلال الشهر الماضى وهو ما يزيد قليلا على التقديرات الأولية التى صدرت الشهر الماضى وكانت 51.5 نقطة.
ولكن المؤشر بالنسبة للاتحاد الأوروبى ككل ويضم 28 دولة انخفض عن أعلى مستوى له منذ 27 شهرًا، والذى وصل إليه فى سبتمبر الماضى وكان 52.2 نقطة.
فى المقابل انكمشت مبيعات التجزئة فى منطقة اليورو خلال سبتمبر الماضى بنسبة 0.6% مقارنة بمبيعات أغسطس الماضى، وفقًا لوكالة الإحصاء الأوروبية (يوروستات).
زاد التراجع عن تقديرات المحللين التى كانت 0.4% فقط.
وقال فالى إن "البنك المركزى الأوروبى لديه طلقة واحدة فى صندوق ذخيرته المثير للجدل ومادام التحسن مستمرًا وفقًا للتوقعات، فإن البنك ربما يتردد فى التجاوب مع معدل التضخم المنخفض بخفض الفائدة".
كانت آخر مرة خفض فيها المركزى الأوروبى الفائدة فى مايو الماضى عندما خفضها بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 0.5%، وبعد ذلك أعلن فى يوليو الماضى عن تغيير فى سياسته، بحيث أصبح يعلن عن اتجاهات سياسته النقدية المستقبلية، عندما قال إن "سعر الفائدة المنخفض الحالى سيظل لفترة طويلة قادمة".
وقال كارستن برزيسكى كبير المحللين الاقتصاديين فى آي.إن.جى بنك، إنه يعتقد أن التكهن بخفض قريب للفائدة أمر سابق لأوانه.
مجلس محافظى البنك المركزى الأوروبى يحتاج شهورًا لخفض الفائدة
الأربعاء، 06 نوفمبر 2013 10:41 م
البنك المركزى الأوروبى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة