أكد عدد من السياسيين والخبراء العسكريين أن زيارة وفد الكونجرس لمصر أمس الثلاثاء لمتابعة برامج المساعدات الأمريكية خلال الفترة القادمة، جاءت لمحاولة تحسين العلاقات بين مصر وأمريكا، وأن الإرادة المصرية انتصرت على رغبات واشنطن.
فى البدية قال محمد نبوى عضو اللجنة المركزية لحركة "تمرد"، "إن الإدارة الأمريكية ترفض الاعتراف بأن الإرادة المصرية انتصرت على رغبات واشنطن بعد إفشال المخطط الأمريكى، وبالتالى كل ما يقومون به من زيارات وشكليات وغيرها أراه تجميلاً لموقفهم بعد إحباط مخططهم".
وأضاف نبوى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": أعتقد أنه بدلاً من أن يبحث هذا الوفد ما الذى ستقدمه أمريكا لمصر، عليها أن ترى أولاً إن كان المصريون سيقبلون أم لا".
وتابع نبوى، نحن كمصريين على قناعة بأن السياسة الأمريكية لا تتغير بالشخصيات أو الأحزاب، لكن هى سياسة واضحة يضعها اللوبى الصهيونى العالمى.
فيما قال أبو العز الحريرى القيادى بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى إن التقارب المصرى - الروسى أزعج أمريكا، وتبعه تقارب مصرى - صينى، ومن هنا تبدلت الأمور إلى حد كبير وتراجع الموقف الأمريكى، وأن زيارة وفد الكونجرس الأمريكى لمراجعة ملف المساعدات الأمريكية لمصر، جاءت لمحاولة تحسين العلاقات بين القاهرة وواشنطن.
فى حين قال سعد عبود عضو مجلس الشعب السابق "إن زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لمصر منذ أيام وتصريحاته، توضح أن هناك تراجعا فى موقفهم ونحن نشجعهم على ذلك".
وأضاف عبود فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": لقد انتهى عصر الولايات، فمصر الآن تمتلك إرادتها بيدها، ويجب أن تكون العلاقة مع أمريكا على مستوى الندية.
وتابع عبود: أمريكا تعلم أن ما حدث فى 30 يونيو كان بإرادة شعبية ولكنهم كانوا يوظفون الأمر لخدمة مصالحهم، ووقف المساعدات ليس فى مصلحة واشنطن فهى تستفيد أكثر باستمرارها.
وأشار عبود إلى أن زيارة وفد الكونجرس لمصر يعد موقفا إيجابيا تجاه مصر وتراجعا يأتى لصالح ثورة 30 يونيو، وينم على أن هناك متغيرات قد حدثت فى الموقف الأمريكى تجاه مصر فى الفترة الأخيرة.
بينما يرى اللواء محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن الزيارة تدل على أن مصر دولة مركزية، تتمتع بقدرات إستراتيجية هائلة، وتمثل مركز توازن إقليمى، وأن منع المساعدات يرجع إلى الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين، وجزء من الهجوم على أوباما، مشيرًا إلى أن القدرات الإستراتيجية لمصر صارت تهدد المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط.
وشدد خلف على أن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى غضب الشارع المصرى، ولذلك قامت بإرسال جون كيرى بعد أن تأكد للأمريكان أن مصر تسير على خارطة المستقبل بصورة إيجابية، وهو ما جعل كيرى يؤكد أن ما بين مصر وأمريكا مصالح إستراتيجية، أكبر من أى مساعدات.
وكشف خلف عن أن القوات المسلحة التزمت هدوء الأعصاب، ولم تتخذ قرارات تصعيدية، لعلمها يقينًا أن الولايات المتحدة الأمريكية سترجع عن قراراتها، لأن المساعدات جزء مهم من معاهدة السلام التى يمكن أن تتأثر بوقفها.
فى حين أكد اللواء طلعت موسى، المدرس بكلية الدفاع الوطنى، التابعة للقوات المسلحة، أن المعونة الأمريكية أكثر إفادة للأمريكان، منها للمصريين.
وأضاف موسى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه يجب البحث عن بدائل للمعونة، بالتصنيع الحربى المحلى، وتنويع مصادر التسليح من روسيا، والصين الشعبية، بالإضافة إلى الاعتماد على الكفاءات من رجال القوات المسلحة، فى الابتكار والاختراع.
وأشار موسى، إلى أن زيارة وفد الكونجرس لمصر، يرجع إلى أن إدارة أوباما تتخبط فى قراراتها فيما يخص الشرق الأوسط، فتارة تدعم الإخوان، وتارة تقف ضدهم، فى محاولات يائسة لإيجاد بديل لنظام مبارك.
وأكد موسى أيضا أن أمريكا ستحاول السيطرة على جانب كبير من الرأى العام المصرى عن طريق منظمات المجتمع المدنى، والمنظمات الحقوقية، للزج بهم فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، فى محاولة لإثارة القلاقل داخل البلاد، وهو ما يجب التصدى له بالحسم والحزم.
سياسيون وعسكريون يفسرون زيارة وفد الكونجرس لمصر.. الحريرى: لتحسين العلاقات بين القاهرة وواشنطن.. عبود: تراجع لصالح ثورة 30 يونيو.. محمود خلف: خوف من الغضب الشعبى.. طلعت موسى: إدارة أوباما تتخبط
الأربعاء، 06 نوفمبر 2013 06:11 ص