وكشفت لـ"اليوم السابع" على هامش حضورها اجتماع منظمة الصحة العالمية بدورته الستين لإقليم شرق المتوسط بسلطنة عمان، عن إطلاق حملة قومية للتطعيم ضد شلل الأطفال يوم 17 نوفمبر الجارى، إلى جانب إدخال لقاحات جديدة منها ما هو خاص بتطعيم ضد الأنفلونزا البكتيرية.
وأكدت الدكتورة مها الرباط أن الوزارة تطمح لترسيخ مبادئ الخدمات الطبية المتبعة فى الدول المتقدمة والتى تقوم على أن كل جنيه يتم صرفه على الوقاية يوفر للدولة مئات الجنيهات التى يتم إهدارها على الخدمات العلاجية، مشيرة إلى أن الوزارة تسعى لإطلاق برامج لمكافحة الأمراض الوبائية والمنقولة بالعدوى، وعلى رأسها الالتهابات الكبدية التى تستنزف من الأموال المخصصة للخدمات العلاجية الشىء الكثير.
وقالت: إن المشكلة الكبرى التى تواجه الخدمات الصحية بمصر، تكمن فى الفيروسات الكبدية، وهناك خطة للتصدى لها، وقد عرضها وفد وزارة الصحة خلال اجتماع المنظمة العالمية.
كما تبحث الوزارة إلى جوار برنامج مكافحة الالتهاب الكبدى "سى" برنامجا قوميا لتفعيل وتوفير خدمات الطوارئ بالمستشفيات والرعاية العاجلة والحضانات على مستوى الجمهورية، وخطة للتدريب والتعليم المستمر وتكامل القطاعات فى تقديم الخدمة الطبية ككل.
واعتبرت أن الفيروسات الكبدية يجب أن تكون أهم الأولويات فى الأجندة العالمية والأجندة المصرية، موضحة أن اجتماع منظمة الصحة العالمية ركز على تجربة مصر لأن لدينا مشكلة بالطبع ينبغى عرضها على المنظمة العالمية، موضحة أنه تم التطرق إلى أحدث وسائل علاج المرض عالميا، والعلاجات المتبعة فى مصر، والمقارنة بينها بهدف نقل الخبرات وتعزيز منهج الاستفادة المتبادلة الذى تدعمه منظمة الصحة.
وأوضحت أن الوزارة بصدد طرح برامج للتعليم الطبى المستمر، يشرف عليه خبراء عالميون، ويهدف رفع معارف وخبرات الطبيب المصرى، باعتبار أن الكفاءة البشرية تمثل حجر الأساس للارتقاء بالمستوى العام للخدمات العلاجية، مؤكدة أنه بجوار التعليم الطبى تأتى ملفات الدواء الآمن والفعال وتوفيره بسعر رخيص للمواطن، وعودة الأمن للمستشفيات، وزيادة قدرة الرعاية الحرجة والطوارئ بالمستشفيات، على رأس أولويات الوزارة.
وكشفت الوزيرة عن أن الوزارة تنفذ حاليا خطة قصيرة الأمد لتنفيذ هذه الطموحات، وهناك خطة إستراتيجية طويلة الأمد، ستنتهى الوزارة منها لتسليمها للحكومة المقبلة لاستكمال الأمر، ويأتى على رأس الخطة تفعيل المجلس الأعلى للصحة كما تركز الوزارة على توفير الرعاية الصحية والعلاجية للمريض غير القادر وهذا أهم الأهداف الإستراتيجية فى الوقت الراهن.
وقالت إن الوزارة تراجع حاليا توصيات دراسة أجريت على مستوى مستشفيات الدولة لمعرفة الأماكن التى عليها طلب مرتفع لدعمها وهناك أساليب جديدة لتوزيع الحالات بشكل صحيح على الحضانات بمستوياتها المختلفة ولدينا معلومات واضحة عن النواقص وهناك مناقصات طرحت للطلبات.
وأكدت وزيرة الصحة أن المواطن سيشعر بالتحسن التدريجى وكل الخدمات الجديدة أصبحت مرتبطة بخدمة الاتصال بالقاهرة الكبرى وبوسع المواطن التقدم بشكواه إلى الوزارة فى أى وقت، وواجبنا أن نبحث الأمر ونعمل على تلافى السلبيات، مشيرة إلى أن التوجه لدى الوزارة أن يعمل الجهاز الإدارى والرقابى ليل نهار، مع توفير قوافل طبية تتوجه إلى القرى والأقاليم بكل المحافظات لعمل مسوح طبية حول أكثر المشكلات الصحية تفشيا بهدف وضع برامج العلاج والوقاية على أسس علمية.
وناشدت الرباط المواطنين الإبلاغ عن أى فساد يرصدونه فى المستشفيات والمراكز الصحية بحيث تتحرك الوزارة أولا بأول، بهدف وقفه.
وفيما يتعلق بمناقشات منظمة الصحة العالمية ذات العلاقة بالوضع الصحى لإقليم شرق البحر الأبيض المتوسط أكدت أن التحدى الرئيسى أمام اللجنة الإقليمية يتمثل فى وضع رؤية وإستراتيجية واضحتين لبلدان الإقليم للمضى قدما نحو التغطية الصحية الشاملة التى تتضمن إصلاح جميع مكونات النظام الصحى، وتعزيز الوصول إلى الأدوية والتكنولوجيا الأساسية وتحسين جودة وسلامة الرعاية المقدمة وتقوية أداء العاملين الصحيين، وإعداد نظم شاملة للمعلومات الصحية وإنشاء آليات للتمويل الصحى العاجل وابتكار سياسات واستراتيجيات متسقة للنظم الصحية.
وأكدت أن وفد وزارة الصحة المصرية لاقى حفاوة كبيرة من المسئولين العمانيين، وتباحث الطرفان عددًا من المشروعات المشتركة المتوقع طرحها قريبا، وسيسعى البلدان الشقيقان إلى تبادل الخبرات فى مجال مكافحة الأمراض السارية والتعليم الطبى المستمر.


