"واشنطن بوست" تنتقد كيرى لقوله إن مصر تمضى نحو الديمقراطية

انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى افتتاحيتها التصريحات التى أدلى بها وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى القاهرة، والتى عبر فيها عن اعتقاده أن مصر تمضى فى الطريق الصحيح، وقالت إن الحكم بأن مصر تمضى نحو الديمقراطية هو تجاهل لحقيقة أن أول رئيس منتخب فيها (تقصد المعزول محمد مرسى) وآلاف من أنصاره، أصبحوا الآن سجناء سياسيين يواجهون محاكمات غير عادلة، على حد قولها.

وأضافت أن ذلك يمثل أيضا تجاوزا لحقيقة أن الإعلام المعارض تم إغلاقه، وأن وسائل الإعلام التى ظل موجودة تتعرض لرقابة شديدة من قبل النظام أكثر مما كان عليه الحال خلال عقود.

ومضت الصحيفة فى انتقاداتها الحادة قائلة إن ما قاله كيرى يغفل ما زعمت أنه تلاعب من الجيش بالدستور، فى حين خرج العلمانيين البارزين، مثل النائب السابق للرئيس محمد البرادعى، من البلاد.

وقالت واشنطن بوست إنه للإنصاف، فإن كيرى مجرد تابع للسياسة التى وضعها الرئيس أوباما والذى أعلن فى سبتمبر أن إدارته ستدافع فقط عن المصالح الجوهرية فى الشرق الأوسط، ومنها تدفق النفط، لكن الدفاع عن الديمقراطية ليس منها. وشعرت الإدارة بأنها مضطرة بعد أحداث فض اعتصام رابعة إلى تعليق بعض المساعدات العسكرية. وقد شرح كيرى للقاهرة أن هذا ما ينص عليه القانون الأمريكى، وأن الإدارة قامت على مضض وبشكل جزئى بالتمسك بالتشريعات التى تتطلب قطع المساعدات العسكرية فى أعقاب "انقلاب"، بينما يسعى للحصول على تنازل فى الكونجرس.

ورأت الافتتاحية أن الرسالة التى حملها كيرى فى القاهرة كانت واضحة بما يكفى: الإدارة الأمريكية ستقبل وتتعامل مع ما وصفته بالنظام المستبد الجديد الذى يبنيه السيسى. ولو كان الأمر كذلك فلماذا لا تكن صادقة فى هذا الأمر؟!. فاحتضان كيرى للوعود الفارغة بالديمقراطية تجعله يبدو أحمقا.