نوفمبر شهر فاصل فى تاريخ النشاط الرياضى.. النهائى الأفريقى يحدد مصير "مجلس حمدى".. نهائى الكأس يمنح صك الاستمرار لـ"مجلس درويش"..وألتراس أهلاوى و"الوايت نايتس" يرسمان خارطة طريق الرياضة المصرية

شاءت الأقدار أن تشهد الساحة الرياضية المصرية حدثين كبيرين فى يومين متتاليين، فمن المقرر أن يقام نهائى كأس مصر بين الزمالك ووادى دجلة يوم 9 نوفمبر الجارى بالجونة، وبعدها بيوم واحد فقط يلتقى الأهلى أورلاندو الجنوب أفريقى فى إياب نهائى دورى أبطال أفريقيا باستاد المقاولون العرب بالجبل الأخضر، وربما يكون هذان الحدثان هما السبب الرئيسى فى تحديد أمور عدة خلال المرحلة المقبلة أهمها تحديد خارطة طريق الرياضة المصرية.

فربما تكون نتيجة لقاء الأهلى وأورلاندو لها دور كبير فى حسم مصير مجلس إدارة النادى الأهلى برئاسة حسن حمدى خلال الفترة المقبلة، فإذا تمكن المارد الأحمر من حسم اللقب الأفريقى الثامن لصالحه سيضع طاهر أبو زيد وزير الرياضة فى موقف حرج للغاية بشأن تفكيره فى حل مجلس إدارة الأهلى الحالى بعد انتهاء فترة ولايته القانونية أسوة بما فعله مؤخرًا مع مجلس إدارة نادى الزمالك برئاسة ممدوح عباس، الذى أصدر قرارًا بحله وتعيين لجنة مؤقتة لإدارة النادى برئاسة كمال درويش وهو نفس ما كان سيفعله مع مجلس الأهلى إلا أنه انتظر نهاية بطولة دورى أبطال أفريقيا حتى لا يتأثر أحفاد صالح سليم بقرار حل المجلس، وفى الوقت ذاته حال فوز الأهلى بالبطولة الأفريقية سيجد أبو زيد حرجًا كبيرًا فى تفعيل قرار حل مجلس حسن حمدى لأن أسهم الاتهامات بهدم استقرار القلعة الحمراء ستوجه له من كل صوب وجهة رغم النجاحات التى يحققها المجلس الأحمر لاسيما أن "مارادونا النيل" كان من أشد المعارضين لمجلس حمدى قبل توليه منصب وزير الرياضة، وكان مرشحًا لرئاسة النادى الأهلى فى الانتخابات التى تم إلغاؤها، أما حال خسارة الفارس الأحمر للقب الأفريقى فإن إصدار أبو زيد قرارًا بحل مجلس إدارة الأهلى سيكون أخف وطأة على جماهير القلعة الحمراء.

وفى المقابل فيعد الوضع مغايرًا تمامًا للفارس الأبيض ففى حالة فوز الزمالك ببطولة كأس مصر، سيكون ذلك الأمر بمثابة دفعة قوية لقرار أبو زيد بتعيين مجلس إدارة مؤقت للقلعة البيضاء برئاسة كمال درويش، لأن الفوز يعيد أبناء ميت عقبة للطريق الصحيح، وربما يكون ذلك اللقب سببًا رئيسيًا فى استمرار مجلس دوريش فى إدارة النادى الأبيض مدة أطول.

وإذا كان هذان الحدثان الكبيران سيلعبان دورًا كبيرًا فى تحديد مصير مجالس إدارات قطبى القلعة المصرية، فإنهما سيحددان بشكل كبير أيضًا مصير عودة واستقرار النشاط الرياضى بمصر فى الفترات المقبلة إذا مر الحدثان بسلام وبدون أزمات ومشاكل أمنية.

ومن المنتظر حضور رابطة "الوايت نايتس" المنتمية لنادى الزمالك للمباراة النهائية وحال الابتعاد عن الصدام مع الأمن بسبب رغبتها فى الإفراج عن عضوى الرابطة عبد الرحمن عمار وإبراهيم عبد النبى المقبوض عليهما، بالإضافة لرغبتها فى القصاص لعمرو حسين فقيد الرابطة الذى لقى حتفه مؤخرًا, إثر الاشتباكات التى دارت بين الرابطة وأمن نادى الزمالك, خلال الوقفة الاحتجاجية التى نظمتها الرابطة أمام مقر النادى للمطالبة برحيل ممدوح عباس رئيس النادى السابق، والتركيز فقط على مساندة فريقها فستخرج المباراة إلى بر الأمان وتشجع المسئولين على استمرار استئناف النشاط الرياضى.

والوضع نفسه سيتكرر فى اليوم التالى مباشرة ولكن مع رابطة ألتراس أهلاوى التى أعلنت تواجدها فى النهائى الأفريقى لدعم المارد الأحمر رغم استمرار حبس 25 من أعضاء الرابطة الذين تم إلقاء القبض عليهم مؤخرًا إثر الاشتباكات التى دارت بينهم وبين أمن مطار القاهرة الدولى أثناء استقبال الرابطة لفريق كرة اليد بالنادى بعد مشاركته بالبطولة الأفريقية بالمغرب، ففى حال عدم خلط الرابطة للأمور وعدم تسييس حدث رياضى خلال تواجدها باستاد المقاولون العرب والتركيز فقط فى مساندة الأهلى فإن ذلك سيشجع الجهات الأمنية على إصدار قرار بالموافقة النهائية على تأمين مباريات كرة القدم وبدء بطولة الدورى العام فى الموعد المقرر لها 23 نوفمبر الجارى.

9 و10 نوفمبر يومان فاصلان فى تاريخ النشاط الرياضى فى مصر، فترى هل سيكون ذلك سببًا رئيسيًا فى استقرار الأوضاع الكروية بمصر أم تزداد الأمور تعقيدًا ويبقى مصير النشاط الرياضى غامضًا؟!