يحيى الرخاوى

دولة المخ البشرى قدوة ممتازة

الثلاثاء، 05 نوفمبر 2013 08:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لابد أن تعود للدولة هيبتها دون أى تأخير، وتحت أى ظرف، لا إنتاج بغير دولة، ولا تعليم بغير دولة، ولا حضارة بغير دولة، والأهم أنه لا اقتصاد بغير دولة، وحتى الإبداع فيما عدا الإسهامات الفردية المتناثرة يحتاج إلى دولة تعطية الفرصة والسماح والرعاية.
برغم حاجة الدولة المعاصرة إلى التعاون مع كل دول العالم، إلا أنه لا مفر من الاستقلال الحقيقى، بمعنى العدل المطلق فى التعامل، واستعمال نفس المقاييس والموازين لكل الأطراف، ورفض التبعية والطفيلية على الأقوى فعلا أو افتعالا ، مهما بلغ احتياج الأضعف.

نحن نعيش عصرا أكثر ضراوة من قانون الغابة: إما الاستقلال فالإنتاج والإبداع، وإما فهى ليست دولة، وإنما "واجهة دولة"، أو "كنظام الدولة" أو "خادمة دولة" أخرى، سواء كانت "الدولة الأم"، أو "أمنا الغولة".

الدولة هى مجموعة مؤسسات وليست كرسى رئاسة، مؤسسات قوية وراسخة وقادرة ومقدسة، لا توجد دولة بلا مؤسسات، لا توجد دولة تقوم على الشعارات والهتافات وحسن النية.

كل مؤسسة مهما ضؤلت هى دولة صغيرة، وتتآلف الوحدات الأصغر مع بعضها البعض لتكون دولة، كما تمثل أى وحدة اجتماعية منظمة، بعرف قوى بدءًا بالأسرة: دولة صغيرة،
بل إن المخ البشرى هو دولة بيولوجية منظمة.

المخ البشرى للفرد هو دولة رائعة الإحكام فنحن لا نملك مخا واحدا، بل أمخاخاً متراكبة منظمة تصعيديا تسمى أحيانا مستويات الوعى (اختزلت للأسف لما يسمى اللاوعى) ولابد أن يتولى القيادة فى وقت معين: مخ واحد هو الأحدث غالبا، لكنه لا يظل القائد طوال الوقت لأنه يتبادل القيادة مع الأمخاخ الأخرى أثناء النوم وبالذات أثناء نشاط الحلم المنظم، وبهذا التبادل الإيقاعى تتاح الفرصة لاستتباب دولة المخ ليعمل بكفاءة رائعة كما خلقه الله فى الإنجاز العادى وفى الإبداع على حد سواء.

جمهورية أفلاطون التى يحسبها العامة نموذجا للدولة كما تصورها أو تمناها أفلاطون، ليست إلا تكبيراً للنفس الإنسانية، وقد نبه أفلاطون فى مقدمتها إلى هذه الحقيقة، التى لم ينتبه إليها معظم العلماء وكثير من الفلاسفة.

انطلاقا من كل ذلك، وحتى تتاح الفرصة لمزيد من التفصيل، أصبح من بديهيات الحرص على استمرار بلد اسمها مصر، وكم هى عزيزة علينا جميعا، أن نكتفى بهذه السنوات الثلاث ونحن نعيش تحت ظل مشاريع دول هلامية لم تكتمل معالمها برغم ما ظهر على سطحها من آمال وأشواك وجروح، وما غاص فى قاعها من سموم، وأحلام، ووعود.

هل آن الأوان، أن نلتقط أنفاسنا لنرسى معالم دولة دون مظاهرات نهائيا – بالاختيار المسئول من عامة الناس– ودون تردد ودون وصاية ودون قانون للمظاهرات، ثلاث سنوات نقبلها كلنا، نملأ كل ثانية فيها بالإنتاج (الاقتصاد) والاحترام (العدل والقانون) والإبداع (الجديد والاختراق) كل ذلك تحت مظلة الاستقلال ورفض التبعية وسمعان الكلام.

ثلاث سنوات سِمَانٍ تأكل هذه الثلاث سنوات العجاف، وسوف نرى مصر التى تستحق أن تمثل شعب مصر.
وشعب مصر الذى أعاد بناء دولة مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد العقدة

توحدوا وتآلفوا

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري - لندن

سؤال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة