محمد طه محمد يكتب:الأحزاب المصرية .. من الكرتونية إلى التحالفات!

هل تعرف الأحزاب السياسية فى مصر، المؤسسين لها، أين يقع مقر عشرة أحزاب تعرفها، أسماء عشرة أعضاء من أكبر عشرة أحزاب فى مصر، ما هو برنامج خمسة أحزاب تعرفها،
تحدث عن الأحزاب كيفما تشاء فى وصفها، فينتهى الحديث بجملة واحدة، ما دورها وهل توجد أحزاب سياسية فاعلة
قبل أن نتبادل الاتهامات.

هل يوجد حزب سياسى واحد فى مصر قادر على خوض الانتخابات البرلمانية بمفرده، لديه مرشحون بجميع الدوائر، قيادات تنفيذية لتشكيل حكومة كاملة، شخصيات تصلح لشغل آلاف المواقع القيادية داخل الحكومة والمحافظات، شخصية مرموقة وعبقرية وتمتلك كاريزما وشعبية تصلح لمنصب الرئيس، الحقيقة.. لا
فى عهد نظام مبارك النظام الفاسد كان الحزب الوطنى حزب الحكومة والذي تأسس على أنقاض الاتحاد الاشتراكى، يقوده المسئولون وبذلك امتلك صلاحيات وقدرات استمدها من سيطرته على مواقع القيادة ومالية الدولة، وبذلك تمكن من التوسع والانتشار وتحولت استمارة العضوية إلى جواز المرور للمناصب والترقية والتعيين وتحقيق المصالح....الخ.

وبالطبع فقدت عشرات الأحزاب القائمة خلال هذه الفترة القدرة على الاستمرار أو الظهور أو الترويج لنفسها، للتحول إلى أحزاب كرتونية توزع عليها الأدوار وتستدعى للظهور فى الصورة بصفقات تحت ما يعرف بحيز الديمقراطية، وإن كانت ديمقراطية الاستئذان قبل الكلام
عقب ثورة 25 يناير تأسست كثير من الأحزاب، وهى عبارة عن إعادة لتشكيل بقايا الحزب الوطنى، تشكيلات ذات مرجعية إسلامية، استثمارات من بعض رجال الأعمال، وبعض الأحزاب أسسها منشقين عن أحزاب كرتونية سابقة بعد اشتباكات بالأيدى والصراع على توزيع الأدوار.

ساهم المال فى تكوين هذه الأحزاب الجديدة، وساهم المال والمتاجرة بالشعارات الدينية فى تأسيس الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية بتبرعات البسطاء ودعم جهات مشبوهة داخلية وخارجية.

لنصل الآن إلى الواقع الحالى وهو أن عشرات الأحزاب لا تستطيع أن تصنع قرارا بمفردها، مما يضطرها للتنسيق فيما بينها لمناقشة أبسط القضايا، فمحاولات البقاء بالتحالف هدفها استكمال العجز فى المقرات والأعضاء والمساحة السياسية، بعد اكتشاف الحقيقة، وهى أن الشعب لا يعرفهم.