أطاح الشعب المصرى برئيسين خلال عامين ونصف بثورتين شعبيتين غير مسبوقتين فى تاريخه وقدم الرئيسين للمحاكمة على نحو أدى إلى انبهار الشعوب الأخرى ودهشتها مما جرى، ولكن الغريب والعجيب أن ذلك الشعب الفرعونى العربى هو ذاته الشعب الذى لا يعمل ولا ينتج ويتفرغ تقريباً للاعتصامات والتظاهرات والاحتجاجات وتتجاوز بعض فئاته كل ذلك إلى الهدم والتدمير والتخريب بدلاً من الاهتمام ببناء قاعدة علمية وتشييد اقتصاد قوى وإحداث نهضة تعليمية تنتشل البلاد مما هى فيه، وأحلم أحياناً بأن نتخذ نحن المصريين قراراً بالتوقف عاماً كاملاً على الأقل عما نحن فيه نجرب عملية اختراق جادة للمستقبل بالتركيز على العمل والإنتاج والنهوض بالبلاد إذ يكفى «مصر» ما قدمت من شهداء وضحايا أبرياء وآلاف المصابين، كما أنه يجب ألا ننسى أن جيشنا يخوض حرباً ضارية فى «سيناء».