يظل مسلسل الصراع العربى الصهيونى يلقى بظلاله على جميع الأصعدة، وإذا كانت تصريحات الزعماء العرب والقادة السياسيين تتجمل ببعض الكلمات الوردية التى تؤكد على احترام دولة إسرائيل، فإن حالة العداء الأصيلة الكامنة داخل نفس كل عربى خارج الصورة السياسية تتزايد بمرور الأيام ولم ولن تنتهى.
ولعل الرياضة هى الملتقى الأقرب للتعبير عن تلك الحالة العدائية لدى العرب والمصريين، فإذا ما وجد أى لاعب نفسه مجبراً على مواجهة منافس "إسرائيلى" فى ساحة النزال فيكون أمامه خياران لا ثالث لهما، إما أن يعلن الانسحاب والمقاطعة أو يخوض المواجهة ويضع نفسه تحت ضغط تأويلات الفوز أو الهزيمة التى ستحمل معنى أكبر بكثير من كونه انتصارا أو هزيمة فى منافسة رياضية، فيوثر أغلبهم السلامة ويعلن انسحابه أو مقاطعته للمواجهة مع ممثل من الكيان الصهيونى حتى وإن كلفه الأمر الإيقاف من قبل الاتحادات الدولية أو اللجنة الأولمبية الدولية، والتى صرح رئيسها السابق البلجيكى جاك روغ على أن اللجنة أخبرت جميع اللجان الأولمبية بما فيها العربية، بأن رفض المشاركة أمام منافس آخر أمر مرفوض بموجب الميثاق الأوليمبى على حد وصفه.
الملف فتحه مجدداً التونسى مالك الجزيرى، لاعب المنتخب الوطنى للتنس، بعد أن تعرض للإيقاف على خلفية رفضه خوض مباراته أمام منافسه الإسرائيلى أمير فاينترواب فى دورة طشقند الدولية للتنس بكازاخستان.
ورغم أن هناك أمثلة قليلة خالفت القاعدة وقررت المواجهة، إلا أن الظاهرة العامة هى المقاطعة مما يستوجب إيقاف اللاعبين العرب، وذلك بسبب مواقفهم السياسة الرافضة للعب مع دولة الكيان الصهيونى، ولعل الأمثلة كثيرة على ذلك نستعرضها فى سياق السطور التالية.
اللاعب على خصروف لاعب الجودو اليمنى الذى انسحب من بطولة كأس العالم للجودو، والتى أقيمت بمدينة "دوسلدورف" الألمانية، وهى إحدى البطولات المؤهلة لأولمبياد لندن 2012، بعدما أوقعته القرعة مع اللاعب الإسرائيلى فى منافسات وزن 60 كجم، مما استوجب حرمانه من نقاط البطولة.
وعلى نفس النهج سار اللاعب على المرشاد، لاعب التايكوندو الكويتى، والذى رفض ملاقاة اللاعب الإسرائيلى جيفا ليران، فى الدور قبل النهائى لبطولة العالم بالنمسا، رافضاً أى تطبيع مع إسرائيل.
وفى 2011 أيضا رفض الجزائرى زكريا شنّوف منازلة الإسرائيلى آدم ساجير ضمن بطولة العالم للتايكوندو وفضّل الانسحاب.
بالإضافة إلى السباح مرابط تقى الذى انسحب من تصفيات 400 متر حرة، بسبب وجود سباح إسرائيلى فى المنافسات، مما جعله لاختلاق حيله وهى ارتكاب خطأ حتى يستبعد من المشاركة فى المسابقات، وفى نفس الوقت لا يتم إيقافه، وذلك ضمن إطار تصفيات دورة الألعاب الأولمبية فى لندن 2012.
وفى أوائل أبريل 2013 امتنع بطل رياضة الكيك بوكسينج الأردنى محمد خاطر عن منازلة لاعب إسرائيلى فى بطولة العالم بتايلاند.
الأمر لم يتوقف عند الكبار فقط، بل كان للأطفال نصيب من دخول ذلك الصراع مبكراً، وتحديداً مع محمد حميدة، الصبى التونسى الذى يبلغ من العمر 10 سنوات فقط، لم يجد مفراً من رفض اللعب مع خصمه الإسرائيلى فى بطولة العالم للشطرنج المنظمة بين المدارس، والتى أقيمت فى العاصمة الرومانية "بوخارست".
العنصر النسائى أيضا لعب دور البطولة فى حلقات مسلسل المقاطعة للكيان الصهيونى فى ساحة الرياضة، حيث رفضت المصارعة الجزائرية مريم موسى خوض مواجهة أمام الإسرائيلية شاهار ليفي فى وزن 52 كيلوجراما لبطولة العالم للجودو فى روما عام 2011، كما انسحبت التونسية عزة بسباس من مباراة مع الإسرائيلية ناعومى ميلس فى نهائى بطولة العالم للمبارزة بالسيف عام 2011 بمدينة "كاتانيا" الإيطالية.
أما على صعيد اللاعبين المصريين، فقد رفضت لاعبة التايكوندو المصرية روان على منازلة اللاعبة الإسرائيلية سيفان فنستر فى منافسات وزن 47 كجم لدور ربع نهائى ببطولة كرواتيا.
كما رفض اللاعب رمضان درويش، لاعب الجودو المصرى مصافحة منافسه الإسرائيلى إريك زئيفى فى بطولة الجائزة الكبرى لوزن 100 كيلو جرام فى ألمانيا، حيث أصر على مواجهته رغم سابق الخسارة منه منذ شهرين، قبل أن يثأر لنفسه ويهزمه.
كما نجح منتخب مصر لسلاح الشيش فى الفوز على الإسرائيلى بنتيجة 45- 38، وذلك ضمن إطار بطولة العالم المقامة بمدينة "كاتانيا" الإيطالية عام 2011، وتكون منتخب مصر من طارق فؤاد وشريف فرج وعلاء السيد.
ويبقى موقف المصرى محمد صلاح، لاعب نادى بازل السويسرى، هو الأبرز فى الفترة الأخيرة بعد أن أعلن عدم السفر مع فريقه لمواجهة مكابى تل أبيب فى التصفيات المؤهلة لدورى أبطال أوروبا، إلا أن إدارة النادى أبلغته بضرورة السفر، أو قد يعرض نفسه للعقوبات، فحسم نجم المنتخب الأول موقفه بالسفر، وقدم مباراة رائعة أحرز فيها هدفاً اعتبره البعض انتصاراً سياسياً، إلا أنه رفض مصافحة اللاعبين الإسرائيليين خلال مواجهاتهما مع فريق "مكابى تل أبيب"، كما واجه الجمهور الإسرائيلى ببعض الإشارات التى تطلب منهم الصمت، واختتم جولته بزيارة القدس الشريف برفقة زميله محمد الننى.
إيقاف التونسى "الجزيرى" يفتح ملف الصراع العربى الإسرائيلى رياضياً
الإثنين، 04 نوفمبر 2013 05:22 ص