براء الخطيب

كلام فى الإرهاب: الصناديق الميتة

السبت، 30 نوفمبر 2013 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإخوان يحاولون أن يطوروا المواجهة لـ«حرب عصابات فى الشوارع»، فهى لا تحتاج لإرهابى «مثقف» بل هى لمحدودى المعرفة والأهداف والذكاء، ولا تحتاج لمهارات معرفية خاصة بقدر ما تحتاج لطاعة الأوامر، فهناك حرب اسمها «حرب شوارع»، وهذه لا يقدر عليها الإخوان لأسباب متعددة، منها أسباب شعبية، وهناك حرب ثانية اسمها «حرب عصابات»، وأيضا الإخوان لا يقدرون عليها لصعوبة، أو استحالة، تطوير الدعم من خارج الحدود حاليا، غير أن «حرب عصابات فى الشوارع» ممكنة لأنها محدودة، ومن المعروف أن الإخوان عندهم أرشيف معلومات لا بأس به، ومن المعروف عند دارسى الإرهاب أن التكتيك فى «حرب عصابات الشوارع» له شكلان رئيسيان فيه بساطة نسبية، فمن المعروف أن «الكمين» يكون لاصطياد الأهداف المتحركة، مثل السيارات، وهذا هو أسهل أنواع الكمائن، و«الإغارة» تكون فى الأماكن المتطرفة شبه الخالية من السكان مع وجود بعض أماكن الحراسة أو أماكن محدودة تتواجد بها قوات محدودة، ورغم اختلافات بين «الكمين» و«الإغارة» فى بعض التفصيلات الفنية، إلا أنهما، كما يقول خبراء الإرهاب، أبسط العمليات الإرهابية؛ فإذا قدر لأى «إرهابى»، يسمونهم «المجاهدين» أو «المناضلين»، أن يقوم بأى عملية عسكرية فى أى مدينة فعلية أن ينضم للمجموعة التى تحددها له القيادة التى تختار أفراد المجموعة بمراعاة كل الظروف والملابسات، وعليه أن يعرف أنه فرد فى مجموعة هى بدورها واحدة من مجموعات صغيرة أخرى منفصلة أو «تشكيلات» منفصلة عن بعضها لا يعرفها هو، ويكون هناك واحد فى كل مجموعة يعيش فعلا فى المدينة، ولأنه سوف يكون من الذين يعرفون طبيعتها وطرقها وحواريها وأزقتها، ولذلك لابد أن يكون فى أية مجموعة إرهابية تنفذ عملية إرهابية قد عاش مدة كافية فى هذه المدينة، ويجب ألا تبدأ أية مجموعة العمل بدون الحصول على التدريب اللازم وأوراق الهوية اللازمة، فلابد من تدريب الأفراد تدريبا عاليا، ومن الخطأ الجسيم أن يعرف «الإرهابى»، حتى المنفذ، فى المجموعة معلومات كثيرة عن تنظيم مجموعته وأمورها السرية، أو أن تعرف مجموعة من مجموعات العمل طبيعة عمل أى عملية معينة من الألف إلى الياء، فجمع المعلومات مهمة مجموعات «جمع المعلومات»، ويجب ألا يعلم كذلك طريقة تنفيذ العملية ولا المواد المستخدمة فى العملية ولا كيفية إحضارها إلى موقع العملية وتسليمها له لأن هذه مهمة «مجموعات التجهيز» كما أنه على «الإرهابيين» فى «مجموعات التجهيز» ألا تعرف السبب فى تجهيز هذا السلاح أو أية أداة أخرى، وبشكل عام تتكون هذه التشكيلات من: طاقم القيادة - طاقم جمع المعلومات - طاقم التجهيز، ومن الملائم أن نتحدث باختصار عن «طاقم القيادة»، فهو يتكون من فردين إلى ثلاثة أفراد، ومهمته هى الإشراف على مهمات فريق العمل، وتوجيه وإدارة الطواقم الثلاثة، و«طاقم القيادة الميدانى» يتلقى أوامره من القيادة العليا بواسطة الاتصال غير المباشر عن طريق «الصندوق الميت»، و«الصندوق الميت» هو مصطلح يعنى أى وسيلة يتم بها اتصال غير مباشر بين الطرفين، حيث ترسل القيادة الميدانية التعليمات إلى بقية المجموعات عن طريق الصناديق الميتة، و«الصندوق الميت» قد يكون أحد رجال الأعمال، أحد المحامين، أحد اساتذة الجامعات، شخص من المعارضة العلنية، شرط أن يكون مثقفا مشهودا له بالاحترام من المحيطين به، لا يشك فيه، وهكذا وأثناء تدريب «الإرهابى» سوف يعرف بالتأكيد «الصندوق الميت» الذى سوف تنقل أوامر القيادة عن طريقه إليه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة