قال باسم نعيم، مستشار رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة فى قطاع غزة، للشئون الخارجية، إن اتصالات جرت بين السلطات المصرية وحكومته لتهدئة الأوضاع فى القطاع بعد الاشتباكات التى وقعت، الجمعة، بين عناصر من كتائب القسام الذراع المسلحة لحركة "حماس" وقوة إسرائيلية أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.
كما كشف نعيم، أن مصر ستبقى الوسيط بين حركته وإسرائيل، فى حال نشبت أى معارك مسلحة بين الجانبين.
وتتسم العلاقات بين القيادة المصرية الجديدة، وحركة حماس، ذات الفكر "الإخوانى"، التى تدير القطاع، بالتوتر الشديد، منذ عزل الرئيس محمد مرسى، المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين، فى 3 يوليو الماضى.
وشددت السلطات المصرية من إجراءاتها الأمنية على حدودها مع قطاع غزة، حيث طالت تلك الإجراءات، حركة أنفاق التهريب المنتشرة على طول الحدود المشتركة، مع إغلاق جزئى، وأحياناً كامل لمعبر رفح.
وقال نعيم: إن "الاتصالات بين السلطات المصرية والحكومة فى غزة- رغم أجواء التوتر العام بين الجانبين- لا زالت مستمرة بشكل دورى سواء لبحث أوضاع معبر رفح أو التهدئة مع الجانب الإسرائيلى أو بعض القضايا المتعلقة بالشؤون الحياتية للشعب الفلسطيني".
وأوضح نعيم أنه جرت اتصالات، يوم أمس الجمعة، بين الحكومة فى غزة والسلطات المصرية تم خلالها بحث تهدئة الأوضاع فى القطاع والتوسط لدى إسرائيل لإعطاء فرصة للطواقم الطبية للبحث فى موقع أحداث جنوب شرق القطاع لانتشال جثامين قتلى عناصر كتائب القسام.
ولم يتسن الحصول على تعليق فورى من الجانب المصرى حول ما ذكره نعيم من إجراء تلك الاتصالات.
وبدأت، صباح اليوم السبت، أعمال البحث عن جثامين ثلاثة من عناصر كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، فى نقطة قريبة من السياج الحدودى الفاصل بين جنوب شرق قطاع غزة وإسرائيل.
وقتل أربعة من عناصر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واحد منهم فى غارة شنتها طائرات الجيش الإسرائيلى، صباح أمس الجمعة، شرق بلدة القرارة جنوب قطاع غزة، وثلاثة قتلوا أثناء الاشتباك مع قوة إسرائيلية متوغلة داخل حدود غزة الجنوبية.
كما أصيب 5 جنود إسرائيليين، جراء استهدافهم من قبل كتائب القسام فى المنطقة بعبوة ناسفة، حسب الناطق باسم الجيش الإسرائيلى أفخاى أدرعى.
وعلى ذات الصعيد، قال نعيم إنه فى حال وقع تصعيد جديد أو شنت إسرائيل حرباً على قطاع غزة فإن الطرف المصرى سيبقى اللاعب الأساسى فى الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لتهدئة الأوضاع.
وأضاف "هناك وسطاء آخرين فى التهدئة مع الجانب الإسرائيلى، منهم الوسيط التركى الذى لعب دوراً كبيراً فى تحقيق التهدئة بعد حرب الأيام الثمانية التى شنتها إسرائيل فى نوفمبر الثانى من العام الماضى على غزة"، مشيراً إلى أن وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو كان له دور أساسى بالتوصل إلى تهدئة فى العام 2012.
وأشار إلى أنه "لا زالت هناك علاقة مباشرة واتصالات بين قطاع غزة وجهاز المخابرات المصرية العامة"، لافتاً إلى أن بعض الوزراء والمسئولين المصريين -لم يسمهم- تواصلوا مع الحكومة فى غزة لنقاش بعض القضايا الإنسانية التى يحتاجها القطاع.
وأوضح أن الحكومة فى قطاع غزة تواصلت مع العديد من الجهات الدولية قبل وبعد التصعيد العسكرى الذى وقع، أمس الجمعة، وأوصلت لهم رسائل بأن استمرار الحصار على غزة وعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه فى اتفاقية التهدئة التى رعتها مصر فى نوفمبر من العام الماضى 2012 سيكون له تداعيات خطيرة وقد يفجر الأوضاع فى المنطقة لأن الشعب الفلسطينى لا يقبل أن يموت جوعا.
وشدد على أنه من حق الشعب الفلسطينى الدفاع عن نفسه فى حال لم تلتزم إسرائيل ببنود اتفاق التهدئة الموقعة نهاية العام الماضى.
وأبرمت فصائل المقاومة الفلسطينية اتفاق تهدئة مع إسرائيل بوساطة مصرية نهاية العام 2012 أوقفت بموجبه إسرائيل هجوماً على قطاع غزة أدى إلى مقتل 190 فلسطينياً وإصابة 1500 آخرين، كما توقفت الفصائل الفلسطينية عن إطلاق الصواريخ على المدن والمواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
وعلى صعيد ثانٍ، قال نعيم إن "الحكومة فى غزة تتطلع لدور مصرى لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى فى غزة ورفع الحصار عنه وتستند فى ذلك إلى العلاقة التاريخية القوية بين الشعبين المصرى والفلسطينى".
وتابع: "يجب أن يكون أشقاؤنا المصريين عوناً لنا فى مواجهة الحصار (...) نتفهم الظروف الأمنية التى تمر بها مصر فى المرحلة الحالية والتى دفعتها لهدم الأنفاق المنتشرة أسفل الحدود المصرية الفلسطينية ولكن يجب إيجاد بديل لهذه الأنفاق التى يعتمد عليها الشعب الفلسطينى فى توريد احتياجاته الرئيسية".
ودعا مصر إلى فتح معبر رفح بشكل كامل للأفراد والبضائع، موضحا أن إغلاق معبر رفح يتسبب فى زيادة معاناة الشعب الفلسطينى فى غزة.
وفى سياق متصل، أوضح نعيم أن مشاريع إعادة إعمار غزة القطرية تسير بشكل بطىء بسبب إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح فى أغلب الأوقات منذ عزل مرسى.
وقال: إن "إغلاق معبر رفح أثر على البعدين الإنسانى والاقتصادى أيضاً.. فبعد منع إسرائيل دخول مواد البناء إلى غزة فإن آلاف الفلسطينيين تعطلوا عن العمل وهذا يزيد من معاناة أبناء الشعب الفلسطينى فى القطاع".
مسئول فلسطينى:اتصالات بين حكومة غزة ومصر لتهدئة الأوضاع فى القطاع
الأحد، 03 نوفمبر 2013 12:36 م
الرئيس الفلسطينى محمود عباس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة