فى أعقاب تصريحات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد ظهر اليوم بمصر الجديدة بحضور وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى، والتى أوضح فيها "كيرى" اتساق الموقف الأمريكى مع الموقف المصرى الساعى للديمقراطية، وعزم الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى الفترة المقبلة مساندة مصر فى مسيرة الديمقراطية، واستمرار المعونة الأمريكية، مع استمرار دعم مؤسسات المجتمع المدنى، وهو ما وصفه البعض بالتحول المفاجئ فى الموقف الأمريكى وخطوة فى ملعب النظام المصرى الحالى.
قال الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان إن أمريكا سعت من خلال تعديل موقفها من مصر بعد انتفاضة يونيو إلى تفويت الفرصة على روسيا التى حاولت بعد سلسلة مساعى بينها وبين الدول العربية وعلى رأسها مصر وسوريا والسعودية إلى اتخاذ دور "الخل الوفى" فى المنطقة لتحل محل أمريكا بعدما كسبت الأخيرة عداوات كافية مع حكومات عربية عدة فى الفترة الماضية، واصفا موقف أمريكا بالبرجماتى الخالص الذى اتخذ من شعار دعم الديمقراطية شعارا له.
وأضاف رمضان فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن موقف أمريكا الجديد من النظام المصرى سيسكت الصرخات التى يطلقها الإخوان حول الشرعية ومحاولة الاستقواء بالغرب والإعلام الأمريكى، مؤكدا أن موقف أمريكا الداعم لمصر فى الفترة المقبلة سيشجع عدة دول لاتخاذ موقف مشابه.
وفيما يخص مسألة المعونة الأمريكية قال رمضان إن المعونة الأمريكية فقدت أهميتها كأداة ضغط بعدما استخدمها الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ولن يعد لها نفس التأثير الضاغط.
وتوقع رمضان إن الحكومة المصرية الحالية لن يُطرح على أجندتها فكرة الاستغناء عن المعونة أو أى طرح من هذا النوع لأن الحكومة المصرية بحسب رمضان "تعيش فترة إعادة إنتاج للنظام القديم، ولا تريد أن تحوّل وجهها شطر قبلة أخرى - للصين وروسيا – بل القبلة الأمامية التى اعتادوها وهى أمريكا.
ومن جانبه قال الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد إن أى موقف تتخذه الحكومة الأمريكية هو خدمة سياساتها فقط وباعتبارأن نظام الإخوان المسلمين هو ما كان يخدم مصالحها فى المنطقة فكان لزاما عليها ألا تتخذ موقف سريع ضد حكومة الإخوان المسلمين حتى بعض الإطاحة بهمحتى تتضح الصورة ويظهر الحليف بشكل واضح الذى ستبنى معه مصالحها فى الفترة المقبلة.
وفى مسألة المعونة قال فؤاد، إنه لا يتوقع أن تأخذ الحكومة المصرية قرارا رافض بشأن المعونة خاصة المعونة العسكرية باعتبار الجيش المصرى معتمدا خالصا فى ترسانته الحربية على الأسلحة الأمريكية ولم يستطع بناء قوة جيشه بشأن التسليح بنفسه بعد.
فيما قال الشاعر الكبير رفعت سلام إن الدول الكبرى تدير سياستها الخارجية حسب مصلحتها المباشرة وليس بسبب أى مبادئ، مشيرا أن أمريكا قد اكتشفت الأخطاء البشعة فى تقدير الأوضاع فى مصر، ومكانة الإخوان المسلمين على الأرض ولم يكن سهلا عليهم أن يعترفوا بهذا الخطأ الكبير الذى بنوا عليه سياساتهم فى الشرق الأوسط.
وطالب "سلاّم" فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، الحكومة المصرية ألا تعول كثيرا على الموقف الأمريكى، وأن تسعى لإقامة سياسة خارجية تستند على مصلحتنا نحن، مستقلة تماما عن القرار الأمريكى، هذا الاستقلال الذى كان أحد أسباب ثورة يناير، معتبرا أمريكا لا تريد من مصر سوى أن نكون تابعا لها، ولن يتم بناء المستقبل المصرى سوى بهذا الاستقلال عن التبعية والقرار الأمريكى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة