فلتقل قناة «سى.بى.سى» ما شاءت فى أسباب وقف إذاعة برنامج باسم يوسف، فلتقل أن «باسم» لم يلتزم مهنيا بمواثيق التعاقد معه، ولم يلتزم المنتج بتقديم عدة حلقات طبقا للاتفاق معه، فلتقل كل هذا وغيره، لكن المصريين لديهم حاسة استشعار عن أسباب أخرى.
مساء أول أمس جلس الملايين أمام التليفزيون ينتظرون طلة «باسم» فى موعده المعتاد، فجاءتهم الصدمة بإذاعة الإعلامى خيرى رمضان لبيان من «سى.بى.سى»، يحمل خبر التوقف وأسبابه.
استدعى خبر التوقف ما حدث يوم الأربعاء الماضى من تجمهر للبعض أمام المسرح الذى يسجل فيه «باسم» برنامجه فى محاولة لمنعه، احتجاجا على ما أسموه بالإساءة للجيش، وللفريق عبدالفتاح السيسى، والرئيس عدلى منصور، وذلك فى حلقة الأسبوع الماضى، والتى تلاها صخب إعلامى واسع زاده أصوات كريهة طالبت بوقف «البرنامج»، وأخرى طالبت بمعاقبة وتأديب «باسم» عبر بلاغات إلى النائب العام.
والمفارقة أن معظم الأصوات التى تسب وتلعن فى «باسم» الآن، كانت لا تمل من التهليل فرحا بما يقدمه أثناء حكم مرسى، فبعضها كان يكتب عرائض الدفاع عنه أمام هجوم جماعة الإخوان ضده، وأمام فتح القنوات الدينية النار عليه عبر شيوخ الفتنة الذين كانوا يطلون منها ويخصصون حلقات كاملة للرد عليه، ولو شعر هؤلاء «الشيوخ» أن ما يقدمه «باسم» ليس له قيمة، ما أقدموا على ما فعلوه بدءا من تكفيره، انتهاء بخلع أسوأ الصفات عليه.
لن نبالغ إذا قلنا أن برنامج «باسم» كان بمثابة المسطرة التى يتم قياس حرية التعبير عليها طوال حكم مرسى، فمعارضو الجماعة - باستثناء المتلونين فى كل العصور - كانوا يستميتون دفاعا عنه فى مقابل هجوم الإخوان ضده، وتحولت بلاغات الإخوان وحلفائهم ضده إلى أيقونة يستدل بها على ضيق الجماعة من أى انتقاد لها، وكان ردح شيوخ الفتنة ضده دليلا على خوفهم وانزعاجهم من تفرد حالته فى تعرية خطابهم الفاسد.
مخطئ من يتصور أن «باسم» لم يكن من العوامل الهامة التى راكمت الغضب الشعبى ضد جماعة الإخوان وحلفائها وكل تجار الدين، وذلك بتعريته لهم وفضحهم دون تقعير وتنظير، وإنما بسخريتة اللاذعة من أفعالهم وأقوالهم التى كانت تخرج منه، فتسكن وجدان الناس مباشرة.
غير أنه سرعان ما تبدلت الأحوال، ليتحول أصدقاء الأمس إلى أعداء اليوم، فالذين يزايدون فى إثبات محبتهم لمرحلة مابعد 30 يونيو، نجحت لعبتهم فى سيرك تقطيع باسم، وأهدوا الإخوان وحلفاءهم أفضل هدية، وأما الهدية فهى فرصة الحديث عن أن مصر بلا ديمقراطية حقيقية، وأنهم كانوا على حق حين عارضوا باسم بضراوة قبل ذلك.
الآن ستعيد الصحف العالمية تفسير ما ذكرته فى الأسبوع الماضى: «استمرار برنامج باسم يوسف هو اختبار حقيقى لحرية التعبير فى مرحلة ما بعد 30 يونيو»، والآن سيتساءل ملايين المصريين عن حقيقة الأسباب التى ذكرتها قناة «سى.بى.سى» لوقف البرنامج، وأعتقد أن بيانا من باسم يوسف عن هذه القضية من شأنه أن يضع النقاط فوق الحروف.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
ضربة معلم
عدد الردود 0
بواسطة:
طبيب جراح
1- خالص الدعاء بالشفاء من فوبيا الإخوان
لك ولجميع الإنقلابيين من ناصريين وغيرهم ..
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
فوبيا الأخوان أم فوبيا عبدالناصر - تعليق على رقم (2)
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
اتفق مع حضرتك تمام
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
المشكلة فى الاسفاف
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
4 - الديمقراطية لأ تنبت بأرض الفراعنة
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
6- لا تسوق الفشل بأسم الديمقراطيه
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
ما بين حريه التعبير وحريه التخوين
باسم لا يعرف الفرق
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
لن يتعرض باسم يوسف للحد الاعلي للاجور لان بيتهى من زجاج
عدد الردود 0
بواسطة:
قاهر الخرفان
ليس من حرية الراى الالفاظ والاسقاطات البذيئة تتجاوز ال