«كيرى» ومبررات زيارته لمصر

الأحد، 03 نوفمبر 2013 11:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم سيحل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ضيفًا على القاهرة لأول مرة بعد ثورة 30 يونيو، وعزل الرئيس السابق محمد مرسى الذى كان يلقى قبولًا ودعمًا أمريكيًا.. الزيارة لها أكثر من وجه وسبب، ربما يكون أقلها تزامنها مع بدء محاكمة المعزول غدًا، لأن واشنطن بدأت تخطو بعيدًا عن مرسى، وتنظر لمصالحها المهددة فى المنطقة.

«كيرى» يأتى للقاهرة وفى ذهنه الانفتاح المصرى على الدب الروسى، والذى لم يقتصر على الجانب الرسمى، إنما توافق مع مطالب ورغبة شعبية بعودة العلاقات المصرية الروسية إلى طبيعتها، لكى تكون موسكو بديلًا عن واشنطن التى أعلنت انحيازها السافر لجماعة الإخوان المحظورة. ولن ينسى «كيرى» ولا إدارة أوباما أنه فى الوقت الذى كانت اللعنات المصرية تصيب أوباما، كانت صور الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مرفوعة فى شوارع القاهرة، وهى إشارة كانت مهمة من الشارع المصرى لواشنطن بأن المصريين لن يقفوا على أحد، وأن خياراتهم ستكون متعددة.

الجانب الآخر للزيارة ينصبّ على أمر غاية فى الأهمية، هو مكافحة الإرهاب. فواشنطن التى دعمت إرهاب الإخوان بعد عزل مرسى، اضطرت إلى أن تعيد تعاونها مع الإدارة المصرية فى سبل مكافحة الإرهاب، خاصة القادم من سيناء.

وليس بعيدًا عن «كيرى» حالة الغضب التى تملكت السعودية من مواقف واشنطن السلبية تجاه الثورة المصرية، وهو الغضب الذى تجلى فى قرار الرياض برفض قبول العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن، تعبيرًا عن غضبهم من المواقف الدولية المتخاذلة تجاه قضايا الإقليم، وفى القلب منها مصر. ويعلم «كيرى» أن تغير موقف بلاده من الثورة المصرية، فضلاً على قضايا إقليمية أخرى، وتحديدًا الأزمة السورية، هو المفتاح لعودة العلاقات الأمريكية السعودية إلى وتيرتها الأولى، لذلك اختار القاهرة محطة أولى فى جولته الإقليمية.

قد يرى البعض أن زيارة «كيرى» للقاهرة تعبر عن تغيير حقيقى فى المواقف الأمريكية تجاه الثورة، ولدى هؤلاء مبررات عدة، لكن لا ينبغى ألا ننظر إلا لمصالحنا فقط، وأن نتعامل وفقًا لها، وليس وفق الرؤية الأمريكية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة